الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أصدقاء إسرائيل الجدد

رندة حيدر
A+ A-

وقت يغرق العالم العربي ودول المنطقة في كابوس الحروب الأهلية والانقسام المذهبي والانقلابات العسكرية وارهاب الحركات الجهادية الاصولية؛ تعكف إسرائيل على بناء تحالفات استراتيجية جديدة داخل المنطقة وخارجها. ومن الخطوات البارزة التي قام بها بنيامين نتنياهو في هذا الاتجاه اتفاق المصالحة مع تركيا، وجولته مطلع هذا الشهرعلى أربع دول أفريقية والقمة التي عقدها مع عدد من الزعماء الأفارقة هناك، معلناً بداية مرحلة جديدة في العلاقات مع أفريقيا.
تعكس الجولة الأفريقية لنتنياهو عودة الاهتمام بالقارة الأفريقية بعد اهمال استمر سنوات طويلة. ويعود هذا الاهتمام في جزء منه الى المساعي التي يبذلها المدير العام الجديد لوزارة الخارجية دوري غولد من أجل توسيع دائرة العلاقات الديبلوماسية الإسرائيلية مع محيطها العربي القريب ومع الدول الأفريقية وخصوصاً دول القرن الأفريقي التي لها أهمية كبيرة بالنسبة الى اسرائيل نظراً الى موقعها الجغرافي.
مرت العلاقات الإسرائيلية - الأفريقية بأكثر من مرحلة، فبعد شهر العسل في خمسينات القرن الماضي مع الدول الأفريقية المستقلة حديثاً، تعرضت هذه العلاقات لهزة قوية بعد حرب حزيران 1967. وبعد حرب تشرين الأول 1973 قطعت غالبية الدول الأفريقية علاقاتها مع إسرائيل تضامناً مع الدول العربية. وشهدت الثمانينات تحسناً تدريجياً للعلاقات بين الطرفين. لكن في العقدين الأخيرين فقدت إسرائيل اهتمامها بالقارة الأفريقية. الى ان شهدت السنوات الأخيرة عودة نشيطة للعلاقات الثنائية بين إسرائيل ودول أفريقية عدة.
من أهم أهداف إسرائيل لتوثيق علاقاتها الثنائية مع الدول الأفريقية، الحصول على دعم هذه الدول في المحافل الدولية، وتصويتها الى جانب إسرائيل، وهذا أمر مهم في ظل الخلاف الإسرائيلي مع دول الاتحاد الأوروبي بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكذلك في ضوء المشكلات مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
الهدف الثاني للاهتمام بأفريقيا هو استراتيجي - عسكري. إذ تسعى إسرائيل من خلال توثيق علاقاتها مع دول مثل كينيا وأثيوبيا، والكلام الذي قيل عن لقاء سري جمع نتنياهو ورئيس الصومال، والاتصالات مع أريتريا، الى تطويق نفوذ إيران في القارة الأفريقية، ومنع تهريب شحنات السلاح الإيراني عبر السودان إلى حركة "حماس" في قطاع غزة.
أما الهدف الثالث، فهو التعاون مع الدول الأفريقية في محاربة إرهاب التنظيمات الأصولية الجهادية المعادية أيضاً لإسرائيل. وثمة هدف لا يقل أهمية عما سبقه هو تصدير السلاح إلى هذه الدول والتعاون الأمني والاستخباري معها.
في العلاقات الديبلوماسية تغلب المصالح على أي شيء آخر. ولكن نأمل ألا تؤدي هذه المصالح الى تخلي الدول الأفريقية عن دعمها التقليدي لحقوق الفلسطينيين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم