الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قصة إبريق الزيت تتكرّر مع كلّ صيف في مدينة جزين: أحياء محرومة من مياه النبع ولا من يسأل!

المصدر: "النهار"
جزين – رلى خالد
قصة إبريق الزيت تتكرّر مع كلّ صيف في مدينة جزين: أحياء محرومة من مياه النبع ولا من يسأل!
قصة إبريق الزيت تتكرّر مع كلّ صيف في مدينة جزين: أحياء محرومة من مياه النبع ولا من يسأل!
A+ A-

في كلّ صيف تتجدّد مشكلة التغذية بمياه "نبع جزين" التي تنقطع عن معظم منازل مدينة جزين وبشكل خاص الأحياء البعيدة نسبياً عن المصدر، وتحديداً الأحياء الغربية والجنوبية الغربية وبشكل خاص البيادر الفوقى والتحتا.
فمياه نبع جزين التابعة لبلدية جزين تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشفة في المدينة، خاصة أن هذا النبع لا يُصيبه الجفاف أبداً، وحتى في أكثر السنوات جفافاً لأنه يقع أسفل تجمّع للجبال التي تختزن مياه الأمطار والثلوج في الشتاء، وتتفجّر ينبوعاً غزيراً كان قديماً يغذي معظم منازل المدينة بالمياه الصالحة للشرب والاستعمال والريّ في آن.
لا تعاني أحياء المدينة ومنازلها من أيّ مشكلة تذكر خلال فصول السنة ما خلا فصل الصيف الذي يشهد عملية تقنين لمياه النبع الذي يخفّ منسوبه نسبة الى باقي الفصول، وذلك "من أجل توزيع عادل للمياه على جميع أحياء المدينة وبالتساوي" كما يؤكد مصدر في بلدية جزين .
لكن المفارقة أنّ المشكلة نفسها تتكرّر في كلّ صيف، من دون الوصول الى حلّ، رغم مراجعات المواطنين المتواصلة مع الموظفين في البلدية!
وبحسب مواعيد التقنين تقطع المياه عن الأحياء الغربية والجنوبية الغربية طوال اليوم، على أن تعاد التغذية اليها بدءًا من الساعة الثامنة ليلًا وحتى السادسة فجراً، أي حوالي العشر ساعات، ويُفترض أن تكون كافية لسدّ حاجة هذه الأحياء.
لكن الواقع مغاير تماماً فالمياه "التي تدار باتجاه هذه الأحياء" كما يؤكد مصدر البلدية عند الثامنة مساء، لا تصل اليها إلا عند حوالي الثالثة فجراً، هذا إذا وصلت، وبالتالي تعاني هذه الأحياء من جفاف قاتل في مدينة تشتهر بغناها بالمياه!
ويؤكد المواطنون في هذه الأحياء أنّ هذه المشكلة تتكرّر مع كلّ صيف، وأن مراجعاتهم المستمرة في بلدية جزين تقابل بلا مبالاة وإجابات غير مقنعة "كأن يؤكد أحد الموظفين أن الشبكة التي تغذي هذه الأحياء مهترئة، وأن دفع المياه خفيف في الصيف ممّا يمنع وصولها بسرعة الى هذه الأحياء خاصة أنها تصلها على الجاذبية"، وإزاء هذه الإجابات يتساءل المواطنون كيف تصل مياه النبع في باقي أيام السنة الى منازلهم إذا كانت الشبكة مهترئة؟ ولماذا لا تحدث المشكلة إلاّ في فصل الصيف عندما تبدأ عملية التلاعب بالمياه؟ ولماذا لا يصار الى وضع مضخّات لإيصال المياه الى المنازل أقلّه في فصل الصيف، خاصة أن البلدية تتقاضى ضريبة عن كل متر من مياه نبع جزين تصل الى 360 ألف ليرة لبنانية، فيما يضطر المشتركون الى شراء المياه صيفاً حيث تكون الحاجة اليها أكثر إلحاحاً.
وقد أدى تفاقم هذه المشلكة منذ عدّة أسابيع وغياب الحلول رغم المراجعات المتكررة الى لجوء أحد المواطنين الى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن معاناته، فاستخدم حسابه الخاص على الفايسبوك ليسأل عن الموضوع، وقال: "من باب لفت النظر وليس"النقّ..."
جزين مدينتي الحبيبة تمتاز بمياهها العذبة وتفتخر بشلالها الهادر، ولكن السؤال لماذا يعاني سكانها ومواطنوها من الشحّ بمياه الشفة؟ لمَ يا حضرات المسؤولين نحن سكان الحيّ الغربي أو إذا قلنا حي البيادر نعاني من أسلوب "التقنين" إذا صحّ التعبير في المياه؟ لمَ هذا الاسلوب في ايصال مياه نبع جزين الى بيوتنا؟ مع العلم أن ما نعرفه هو أنّ مياه نبع جزين تسير على نظام الجاذبية وأنّ البنية التحتية قد سوّي أمرها منذ فترة ليست ببعيدة، ولم يعد هناك عائق يقف في طريق ايصالها الى حيّنا، وأن المياه في فصل الصيف وحسب البرنامج الموضوع من قبلكم سابقًا تصل الينا حوالي الساعة الثامنة ليلًا وتنقطع عند الساعة السادسة صباحًا، ريثما يتسنّى لخزاناتنا أن تمتلئ ونتدبّر أمورنا اليوميّة من خير الله وخيركم، وهذا هو الافتراض ونحن نتفهّم ذلك ليصير تحويلها الى المقاهي والمطاعم لتدبير أمورها والى بساتين المزروعات وغيرها... وهذا أمر طبيعي وعادل، ونحن نؤيده، ولكن الواقع عكس ذلك تمامًا إذ إنّ المياه لا تصلنا إلّا في ساعات متأخرة من الليل ما يقارب الساعة الثالثة فجرًا حتى الساعة السادسة! أهو برنامج تقنين جديد استُحدث أو أنّ هناك أمورًا أخرى نجهلها؟ مَن وراء هذا البرنامج والمشروع؟! والى متى سنبقى على هذه الحال؟! مع العلم انّ الحلول كثيرة وأصبحنا في عصرٍ، من المعيب أن نعاني من مشاكل كهذه في مناطق مثل منطقة جزين".
مصدر في بلدية جزين أوضح "أن الموظفين ينفّذون الخطة الموضوعة في السنوات السابقة في ما خصّ تقنين المياه، لأن البلدية في جزين ما زالت دون رئيس، ولم تلتئم أمورها بشكل طبيعي بعد"، وأكد المصدر نفسه "أن عددًا كبيرًا من المراجعات والاتصالات ترد يومياً الى البلدية بخصوص موضوع المياه، لكن الموظفين عاجزون عن معالجة هذه المشكلة!"


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم