الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

لبنان في أولمبياد ريو دي جانيرو: الميدالية أقرب من أي وقت

أحمد محيي الدين
لبنان في أولمبياد ريو دي جانيرو: الميدالية أقرب من أي وقت
لبنان في أولمبياد ريو دي جانيرو: الميدالية أقرب من أي وقت
A+ A-

مضت 36 سنة على إحراز لبنان آخر ميدالياته في الألعاب الأولمبية من أصل أربع، عبر المصارع حسن بشارة، والأمل الكبير في دورة ألعاب ريو دي جانيرو للعودة الى المنصات، من خلال لعبتي الرماية عبر راي باسيل والجودو عبر ناصيف الياس.


وأنهت اللجنة الأولمبية اللبنانية كل الإجراءات اللوجستية للمشاركة عبر ثمانية رياضيين هم بالإضافة الى راي باسيل (رماية - التراب)، وناصيف الياس (جودو تحت 81 كيلوغرام)، ماريانا سهاكيان (كرة الطاولة)، ريشار مرجان (كانواي)، أنطوني بربر وغبرييللا دويهي (سباحة)، منى شعيتو (مبارزة)، شيرين نجيم (العاب قوى – ماراثون) وأحمد حازر (العاب قوى – سباق 110 أمتار حواجز).
"حان وقت الميدالية الاولمبية". هكذا استهل رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام حديثه الى "النهار"، وأضاف: "البعثة مختصرة الى ألعاب ريو دي جانيرو. اللاعبون واللاعبات تأهلوا لهذه الألعاب وقسم منهم سيشارك بموجب بطاقات دعوة –وايلد كارد- مستحقة. الأمل كبير في اللاعبين والبعثة بتحقيق نتيجة، وثمة أمل كبير في الجودو والرماية، وآمل ان ينسحب ذلك على بقية الألعاب والرياضيين. أعتقد أننا أقرب الى تحقيق ميدالية أو اثنتين من أي وقت مضى. المهم حاليا التركيز وبذل الجهود من الجميع، لاعبين ومدربين وإداريين، لتتويج هذا التعب بالميدالية الغائبة منذ 36 سنة في ألعاب موسكو 1980".
وتطرق همام الى التحضيرات، فأشار الى أن العمل بدأ منذ ثلاث سنوات من التحضيرات المكثفة وتأمين الميزانية التي بلغت زهاء 400 ألف دولار، منها 350 ألفاً دعما للاعبين تأمنت من ميزانيات مخصصة من التضامن الأولمبي ومن صندوق اللجنة اللبنانية الخاص. وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، جمعنا المصاريف المخصصة لتحضير اللاعبين، ولا سيما المتأهلين للأولمبياد، وسنتابع الدعم حتى آخر يوم".


باسيل الأمل
على الرغم من مشاركتها بموجب بطاقة دعوة، استحقت راي باسيل هذه البطاقة بعد نتائجها في غالبية مشاركاتها الخارجية، فهي أحرزت لقب بطولة آسيا في الكويت، ولاحقاً شطبت نتائج البطولة بسبب تعليق أنشطة الرياضة الكويتية من اللجنة الاولمبية الدولية، كما حققت بطلة الرماية انجازاً جديداً بفوزها بدورة قبرص الدولية في الرماية من الحفرة الاولمبية "تراب"، المرحلة الاولى من خمس من بطولة العالم، ثم المرتبة الثانية في بطولة العالم في العاصمة الأذرية باكو الشهر الماضي ضمن دورة كأس العالم.
وتحدثت باسيل الى "النهار" عن تحضيراتها وآمالها في الأولمبياد، وقالت: "مشاركتي عبر بطاقة دعوة لا تنتقص من أحقيتي في هذه المشاركة لأنها بجدارة، بعد فوزي ببطولة آسيا في الكويت والتي شطبت نتائجها. التحضيرات للألعاب الأولمبية جاءت مكثفة منذ سنة تقريباً، وأطمح الى تحقيق ميدالية، وهذا الأمر ليس بعيداً بالنظر الى أرقامي ونتائجي في كل مشاركاتي هذا العام. وآمل أن أوفق في إعادة لبنان الى جدول الميداليات الأولمبية بعد غياب 36 سنة".
وأضافت الرامية اللبنانية: "شاركت في جولات عدة ضمن بطولة العالم وحققت نتائج قوية وأحرزت بطولة آسيا، وقبلها بطولة العرب في المغرب. هذه المباريات راكمت لي خبرة وافية أفضل مما كنت عليه قبل أربع سنوات في أولمبياد لندن، إذ ان التحضيرات أصبحت مغايرة، وثمة فروقات كبيرة في الإعداد والخبرة والممارسة عما كنت عليه قبل أربع سنوات. فالمنافسات أصبحت أصعب".
وعن ألعاب ريو قالت باسيل: "أصبحت على دراية أوسع بما يجب أن أقوم به وكيفية التحضير وواجباتي خلال الأولمبياد، والميزة الإضافية أنني اطلع على الحقل الذي سأتبارى فيه، وأصبح لدي فكرة واضحة عن استراتيجيتي في الرمي، بالرغم من عدم معرفتي بالمنافسين بعد، لكنني أعتقد أن النسب متساوية، وهذا أسهل بالنسبة إلي. فالآن ليس لدي صعوبات. أدرك رهبة المشاركة في الألعاب الأولمبية، واختبرتها قبل أربع سنوات في لندن، وينبغي مواصلة التحضيرات والتركيز على مهمتي الوطنية، وأرى ان أي أمر لا يوقفني عن إحراز الميدالية".
وستخضع باسيل لمعسكر إعدادي أخير قبل توجهها الى ريو دي جانيرو، بين 17 و23 تموز الجاري في تركيا، مستفيدة من جهود وزير الشباب والرياضة عبد المطلّب الحناوي الذي تبلغ موافقة وزارة الشباب والتركية على استضافتها على نفقة الجانب التركي تحضيراً للألعاب الأولمبية، وهي موافقة ناتجة من التواصل اليومي الإيجابي بين الوزارتين اللبنانية والتركية.


الياس ليس غريباً
بالإضافة الى باسيل، تعقد الآمال الكبيرة أيضا على ناصيف الياس، البرازيلي المنشأ والذي سيلعب على أرضه بالرغم من تمثيله وطنه الأم لبنان. وقد حقق الياس انجازات كبيرة في الفترة السابقة أهلته ليكون من المرشحين لحصد ميدالية أولمبية أهمها فضية بطولة آسيا للجودو في اوزبكستان في نيسان الماضي، والمركز الأول في جولة كأس العالم في بطولة اميركا المفتوحة في الأرجنتين، والمركز الأول لوزن ما دون 81 كلغ في جولة بطولة العالم في البيرو، والمركز الأول في جولة كأس العالم في الأوروغواي.
يعيش ناصيف في مدينة فيتوريا البرازيلية، ولقبه "الكلب المجنون" في الجودو، ويتابع البطل اللبناني تمارينه واستعداداته، وقال لـ"النهار": "شرف لي أن أمثل لبنان في أهم حدث رياضي. قمت بكل شيء من تحضيرات واستعدادات، وآمل ان اتابع بالمستوى نفسه الذي يخولني قطف ميدالية لوطني الأم".
ويعول اللبنانيون على لاعبة كرة الطاولة ماريانا سهاكيان التي اعتبرت المشاركة صعبة جداً: "إحراز ميدالية في كرة الطاولة صعب جداً بوجود بطلات من الصين واليابان تحديدا، فهن متمرسات في هذه اللعبة صاحبة الشعبية الجارفة في بلادهن ويتحضرن ليلا ونهارا، لكن علي أن أقوم بواجباتي من خلال التحضير الجيد، إذ كنت في مشاركات خارجية ومعسكر تدريبي في الصين، وكل ما أعد به اللبنانيين أن أعطي كل ما عندي وأبذل جهدي وأحاول ان أصل الى منصة التتويج". وتأهلت سهاكيان بعد نتائجها القوية في تصفيات كرة الطاولة المؤهّلة للأولمبياد والتي أجريت في هونغ كونغ حيث فازت في المباراة الفاصلة على زميلتها في المنتخب والنادي ملك خوري.
وتعدّ غابرييلا الدويهي أصغر لاعبة في البعثة اللبنانية، إلا أن السباحة اللبنانية كانت واقعية لدى سؤالها عن المشاركة الأولمبية: "أدرك تماماً أن المهمة صعبة جداً في الحصول على ميدالية أولمبية، لكن أول طموحاتي تحسين توقيتي الشخصي، إذ خضت تمرينات قاسية طوال الفترة الماضية لكن لا شيء مستحيلا في الرياضة. وأعتقد ان المشاركة في أهم حدث رياضي أمر ممتاز جدا بالنسبة الي، حيث يتحقق حلمي بالمشاركة، وبالمثابرة قد يتحقق الحلم الأكبر بالميدالية. كنت أتمرن تسع حصص في الأسبوع على الرغم من انشغالي بتحصيلي العلمي في المدرسة، وأنا حاليا أواصل التحضيرات وأعطي كل ما عندي".
وكشف رئيس البعثة رئيس اتحاد "الكانوي – كاياك" المهندس مازن رمضان أن ناصيف الياس سيحمل العلم اللبناني في حفل الافتتاح، وقال في اتصال لـ"النهار": "اللجنة الأولمبية فعلت كل شيء لتحضير البعثة والرياضيين وتأهيلهم للمشاركة، وأؤكد أن اللاعبين على أعلى مستوى من جهوزيتهم".
ورأى ان مستوى اللبنانيين مقبول بالنسبة الى المشاركات السابقة، وقال: "لدينا لاعبون ذوو تصنيف دولي متقدم في ألعابهم، خصوصاً راي باسيل متصدرة التصنيف العالمي في فئتها، والكل له حظوظه في الألعاب ولديه العزم والحافز". وتحدث رمضان عن اللاعب ريشار مرجان في لعبة الكانواي والذي خاض معسكرات وبطولات عالمية عديدة بين أوستراليا وريو دي جانيرو في البرازيل وفرنسا وانكلترا، وأشار الى أن اللجنة اللبنانية أعدت كل اللاعبين، والكل لديهم الآمال وينتظرون الحظوظ في القرعة مثل منى شعيتو في المبارزة.
مشاركة لبنان في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية مقبولة، وحظوظ العودة بميدالية أولمبية طال انتظارها كبيرة، أسوة بالمشاركات السابقة، وقد تكون الميدالية، ان أحرزت، فاتحة لمشاريع واستثمارات رياضية كبيرة بعد انتخابات اللجنة في الخريف المقبل.


حسن بشارة آخر العنقود؟


قلّة من الحاضرين من أهل الرياضة عرفوه، كان يسير في الصف لتقديم واجب العزاء الى المدير العام للشباب والرياضة زيد خيامي بالمرحومة والدته في الجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي في الرملة البيضاء قرب المديرية العامة لأمن الدولة. قلّة وقفت وأفسحت له المجال للمرور:"تفضل يا بطل".
ابتسم حسن بشارة آخر اللبنانيين الذين دوّنوا اسمهم في لائحة الميداليات في الالعاب الاولمبية الصيفية (والشتوية بطبيعة الحال) باحرازه برونزية المصارعة في دورة موسكو 1980، وكانت الميدالية العربية الوحيدة في الدورة عامذاك، تلك الدورة التي شهدت مقاطعة الولايات المتحدة والمعسكر الدائر في فلكها للالعاب، احتجاجاً على تدخل الاتحاد السوفياتي في افغانستان.
تقاعد حسن بشارة من عمله في مطار بيروت الدولي، وكان صاحب دور انساني في الحرب بتأمين ايصال قسم كبير من الناس الى الشطر الآخر من العاصمة. شارك في افلام سينمائية لبنانية مع فؤاد شرف الدين وشقيقه المخرج يوسف، وأسس نادياً حمل اسم شهرته للمصارعة والقوة البدنية، ودخل اللجان الادارية للاتحاد.
قلّة من اللبنانيين يعرفونه اليوم، لكنهم ينادونه بـ"البطل"، فيبتسم وكأن في ذلك خير تكريم مستحق له.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم