الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"حرب غير متحضرة يمكن أن تقسم حزب العمال البريطاني الى الأبد"

المصدر: (أ ف ب)
"حرب غير متحضرة يمكن أن تقسم حزب العمال البريطاني الى الأبد"
"حرب غير متحضرة يمكن أن تقسم حزب العمال البريطاني الى الأبد"
A+ A-

مع استعداد وزيرة الداخلية تيريزا ماي لتولي رئاسة الوزراء في #بريطانيا اليوم، يواجه حزب العمال المعارض ازمة تهدد كيانه بسبب الانقسامات والخلافات الشديدة على زعامة جيريمي كوربن.


وسينافس كوربن على هذا المنصب نائبان على الاقل في السباق الذي سيبدأ رسميا هذا الاسبوع، بعد ان انضم اوين سميث الى انجيلا ايغل في الاعلان عن ترشحهما للمنافسة التي يتوقع ان تعلن نتائجها في ايلول.


ويواجه كوربن صعوبة في الاحتفاظ بمنصبه بعد التصويت الصادم على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في استفتاء 23 حزيران، حيث واجه تصويتا بحجب الثقة دعمه ثلاثة ارباع اعضاء الحزب في البرلمان.


وفشلت محاولات ابعاده من السباق باجباره على الحصول على ترشيح 51 على الاقل من نواب حزب العمال واعضاء البرلمان الاوروبي.
وسيتمكن كوربن الان من بدء حملته متجاوزا النواب ليتوجه الى انصاره في نقابات العمال واعضاء الحزب من القاعدة الشعبية الذين ساعدوا على فوزه بزعامة الحزب في ايلول الماضي، والذين تزايد عددهم بشكل كبير في الاشهر الاخيرة.


وقال بريان كلاس المتخصص في السياسة المقارنة في كلية لندن للاقتصاد: "مهما كان الشخص الذي سيفوز بالمنافسة على الزعامة فانه من المرجح ان يتسبب في انقسام الحزب بشكل اكبر".


وصرح ان "الحزب يواجه ازمة تهدد كيانه لان قوة كبيرة في الحزب هي اعضاء الحزب لا يمكنهم التصالح مع قوة اخرى كبرى وهي اعضاء الحزب في البرلمان".


ويعتقد بعض المحللين ان انقسام الحزب اصبح امرا محتما.
وعنونت صحيفة "ديلي ميرور" اليسارية اليوم: "حرب غير متحضرة يمكن ان تقسم حزب العمال الى الابد".


وقالت ان "السم في شرايين حزب العمال متغلغل وسام جدا بحيث ان الجميع يرون ان هذا الوضع لن ينتهي بشكل جيد".
وفي مؤشر على التوترات القي حجر على مكتب دائرة ايغل الانتخابية الثلثاء ما دفعها الى الطلب من كوربن "ضبط الاشخاص الذين يؤيدونه". وكتب جوناثان فريلاند في صحيفة غارديان "تسود الكراهية الان بين الجانبين".


يتعرض كوربن لضغوط شديدة منذ الاستفتاء، وسط انتقادات بانه لم يبذل الجهد الكافي لاقناع الناخبين من الطبقة العاملة بالبقاء في الاتحاد الاوروبي.
الا ان العديد من الاعضاء المعتدلين في الحزب الذي انتقل الى الوسط تحت قيادة رئيس الوزراء السابق توني بلير، لم يتقبلوا مطلقا انتخاب كوربن المناهض للحرب، زعيما للحزب.


واطلقت ايغل (55 عاما) مسؤولة النقابات العمالية السابقة، ترشيحها لزعامة الحزب الاثنين.
بينما اعلن سميث (46 عاما)، عضو حكومة الظل، الاربعاء انه سينضم اليها في السباق. ومن المقرر ان يصدر الحزب جدولا زمنيا رسميا الخميس.
وقال كلاس انه "اذا فاز كوربن فانه سيواجه احتمال ان يكون زعيما عاجزا للمعارضة، ورجلا من غير المرجح ان يكون له تاثير نظرا لقلة عدد اصدقائه او حلفائه في ويستمنستر".


واضاف ان ذلك "يهدد بانهيار الحزب. ولكن اذا خسر كوربن فان النقابات القوية والنشطاء الشباب الذين يشكلون قاعدته السياسية يمكن ان يختاروا الخروج من الحزب".


في اخر ظهور له في مجلس العموم قبل ان يسلم السلطة الى تيريزا ماي، قارن ديفيد كاميرون بين عملية انتقال الزعامة في حزبه المحافظ وبين الاقتتال في صفوف حزب العمال.


وقال: "لقد قمنا بالعملية بسلاسة: قدمنا الاستقالة، وقمنا بالترشيح، وجرت المنافسة وبعد ذلك التسلم - وهم لم يقرروا حتى الان ما هي القوانين".
ورد عليه كوربن بالقول وهو يبتسم "الديموقراطية امر مشوق ورائع وانا استمتع بكل لحظة".


الا ان فريلاند حذر في الغارديان من ان الاقتتال الداخلي في حزب العمال يمكن ان يعمي حزب العمال عن "اعظم واخطر مشاكله" وهي فشله في اقناع ملايين الناخبين من الطبقة العاملة الين تحدوا الحزب وصوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي.


وقال ان هؤلاء "يمكن ان يتركوا حزب العمال الى الابد".


واضاف "اضافة الى ذلك فانه لا احد يتحدث عن التهديد على كيان الحزب مطلقا. وبدلا من ذلك، فإنّ كوربن وايغل يتصارعان على عجلة القيادة على جسر التيتانك".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم