الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مهرجانات لبنان لعام 2016: كيف أصبحت كلّها دولية؟

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
مهرجانات لبنان لعام 2016: كيف أصبحت كلّها دولية؟
مهرجانات لبنان لعام 2016: كيف أصبحت كلّها دولية؟
A+ A-

اتسعت بقعة المهرجانات الصيفيّة لتشمل غير منطقة في لبنان متّسمة في غالبيتها بطابع دولي. إلى جانب مهرجانات بعلبك و#بيت_الدين وبيبلوس الدوليّة، مع ما تحمله من تاريخ ومستوى ومكانة، صار لدينا مهرجانات جونيه والبترون وذوق مكايل وضبية وإهدنيات الدولية، وحضرت العام الماضي مهرجانات الأرز بعد غياب نحو نصف قرن. بعض المهرجانات لم يرفق عناوينه بعبارة "الدولي" - أو ربما ينتظر هذه الميزة - مع أنه جاء بفرق ومغنين دوليين مثل ليالي أرز #تنورين، والقبيات وصيف مسك وإهمج وأعياد #بيروت. هل من تصنيف فعلي يستند إلى نصّ أو مرسوم لهذه المهرجانات؟ من يمنح لجان المهرجانات صفةً وطابعاً دوليّين؟ وأي معايير تعتمد وهل من انعكاس لها على مستوى الفن والسياحة بشكل عام؟


علم وخبر من الداخلية


وزير السياحة #ميشال_فرعون أكد في حديثه لـ"النهار" أنه "جرت محاولة لوضع قرار أو مرسوم للدخول إلى تصنيف المهرجانات". ويشرح "تاريخياً المهرجانات التي سمّيت دوليّة كانت تحمل طابعاً سياحياً وثقافياً وتراثياً وتاريخياً وتقام غالباً في معلم أثري. فبعلبك كانت النموذج الأول إذ تضمنت مهرجاناتها حفلات ذات مستوى عالمي وانتقلت التسمية منها إلى #جبيل وبيت الدين والأرز وصور وعنجر. كذلك ذوق مكايل بسبب درجها الأثري. لكن بعض المهرجانات، مثل #جونيه، لديه مستوى دولي ووظيفة سياحية من دون وجود معلم تراثي ثقافي".


نسأله عن وجود نصّ أو عرف معمول به، يجيب "ليس ثمة نصّ. لكن الجمعيّة التي تتشكل لتنظيم المهرجان تتقدّم من وزارة الداخلية بعلم وخبر على أنها جمعية تنظم مهرجانات دولية وتبدأ بتنظيم نشاطاتها على هذا الأساس ثم تسجل لاحقاً نشاطاتها في #وزارة_السياحة".


يضيف "لا يزعجنا الاسم كوزارة، بل ثمة أكثر من صعيد يجري على أساسها التصنيف للحصول على دعم من وزارتي السياحة والثقافة". ويرى "أن المهرجان الذي يعتبر نفسه دولياً، عليه أن يعكس أهمية سياحية وثقافية وأن يكون لديه نشاطات ذات مستوى عالٍ جداً. فبعض المهرجانات الحديثة نجح من دون دعم وزاري واستطاع اخذ مكانة له. والعكس صحيح، ثمة مهرجانات عرفت سابقاً مثل صور و#عنجر لكنها تراجعت أخيراً. المهرجانات الأساسية معدودة ولا تتغيّر مع السنين وقد تقع في الروتين. الأهم بالنسبة إلينا هو تشجيع السياحة وبخاصة الريفية في البلدات التي تقيم مهرجانات في الصيف".


استمرارية وليس تسمية


رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية #نايلة_دو_فريج، اعتبرت في حديثها لـ"النهار" أنه "من الضروري أن يصبح هناك تصنيف محدد للمهرجانات المعروفة التي أثبتت عبر السنين أنها ذات تاريخ ورسالة وللمهرجانات الصاعدة أو المبتدئة حديثاً. ليست مسألة عبارة "دولي" إنما يجب أن يكون هناك تصنيف ومن ثم ليجدوا التسمية المناسبة. لا يوجد قانون يمنع أو يجيز تسمية معينة إنما يجب الأخذ بعين الاعتبار المستوى الفني الذي يقدّمه المهرجان وموقعه التراثي وتاريخه واستمراريته".


في السياق نسألها عن التحضيرات لـ #مهرجانات_بعلبك، تؤكد "التحضيرات والتمارين مستمرة، سيكون لدينا أكثر من 200 شخص من فنيين وفرق أجنبية وسواهم سيبيتون في بعلبك لفترة ويتوزّعون عى عدد من الفنادق. المسرح أنجز والمدرج ينتهي تشييده هذا الأسبوع وننتظر الجمهور. نحن على تواصل مع الأمنيين ولدينا اجتماعات معهم. نتخذ احتياطاتنا الفنية والتقنية والإدارية والأمنيين يتولون الباقي".


لا تقدّم ملحوظاً
رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر يعتبر في حديثه لـ"النهار" أن المهرجانات من عمل المجتمع المدني والمناطق، ويوجد أكثر من 100 مهرجان في لبنان تشجع السياحة الداخلية وتؤكد أننا بلد يريد الحياة". ويرى أن التصنيفات المعتمدة لا تؤثر في مستوى المهرجانات خصوصاً وفي أهمية السياحة بشكل عام إذ "ثمة مهرجانات حديثة ذات مستوى راقٍ وأحياناً تنجح أكثر من القديمة. وأهميتها أنها تستقطب أهل المنطقة ذاتها مثل أهل بعلبك وأهل الشمال. المشكلة تكمن في أن يأتي المهرجان دون المستوى المطلوب عندها نكون بحاجة فعلية لتسميته". ما هو دوركم كاتحاد في دعم هذه المهرجانات؟ "دورنا إعلامي في الأساس، إذ نوزع منشورات لجان المهرجانات في فنادقنا ونرشد #السياح إليها".


وفي سياق متصل نسأله عن الوضع السياحي والحجوزات، يقول: "نحاول الحفاظ على مستوى العام الماضي، لا تقدّم ملحوظاً. لنكن واقعيين، الوضعان السياسي والأمني يؤثران في بقائنا كوجهة سياحية في المنطقة. إذ يحذّر بعض الدول ويمنع من المجيء إلى لبنان".


ضرورة التحديث


يمرّ طلب الحصول على علم وخبر لإنشاء جمعية ترعى ضمن نشاطاتها إقامة مهرجانات صيفية، عبر وزارتي #الداخلية والبلديات والسياحة للموافقة على نشاطاتها ومراقبتها. إن القانون الوحيد الذي ينظّم إنشاء وعمل وحل الجمعيات في #لبنان هو قانون 1909 إضافة إلى عدد من النصوص الأخرى التي ترعى شوؤن الجمعيات، ويأتي التشدد في الموافقة على هذه الجمعيات في أروقة الوزارات المعنية من اجتهادات شخصيّة أكثر منها نصيّة. لذا لا بدّ من وجود نص واضح وعصري يرعى إنشاء الجمعيات أولاً، ومرسوم حديث يعنى بتصنيف المهرجانات ونشاطاتها ومستوياتها بما يسمح بالحفاظ على مكانتها ودورها واستمراريتها.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم