الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"المستقبل" قاعدة ونواباً ضد ايصال عون للرئاسة... هل يفعلها الحريري؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"المستقبل" قاعدة ونواباً ضد ايصال عون للرئاسة... هل يفعلها الحريري؟
"المستقبل" قاعدة ونواباً ضد ايصال عون للرئاسة... هل يفعلها الحريري؟
A+ A-

تعويم إيصال النائب العماد ميشال عون إلى الرئاسة لم يأت من فراغ، بل تزامن مع انضاج "ثمرة" النفط، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع "المتخاصمين" الرئيس نبيه بري وعون في عين التينة وقبلها مع الوزير جبران باسيل وفق قاعدة "عدس بترابو وكل شي بحسابو"، وما سبقها ايضا من موقف للنائب وليد جنبلاط في مقابلته ضمن "كلام الناس" وقوله: "إذا كان خلاص لبنان هو عون... شو المشكل؟"، وعلى الرغم من المبالغة الاعلامية بالتحليلات لقضية لا تزال لم تلمس "خط المباحثات الجدية" فإن السؤال: في ظل الليونة الجنبلاطية والغموض من برّي هل يسير مكمّل الثلاثي الرئيس سعد الحريري بعون كمرشح توافقي بناء على سلّة متكاملة؟


لا يمكن الحصول على إجابة واضحة طالما أن "الطبخة" لا تزال على نار هادئة، فضلاً عن أن الحريري وحده القادر على الاجابة عنها، لكن كيف تبدو أجواء "#تيار_المستقبل" حول ما يدور في أروقة وسائل الاعلام عن أن الحريري لا يمانع ايصال عون شرط حصوله على ضمانات، وانه نقل هذه الرسالة إلى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع؟
الأكيد أن الحريري حتى اللحظة لا يزال يدعم ترشيح النائب سليمان #فرنجية، لكن في الوقت نفسه لا يضع "فيتو" على اي مرشح آخر ويلتزم بتأمين النصاب، وبذل جهوداً كبيرة لإقناع قاعدته بهذا الترشيح ولا يزال هناك معارضون له، لكن طالما الأمور لا تزال ضمن الاطار السياسي "فلا مشكل".
والأكيد ايضاً أنّ هناك شبه إجماع في "تيار المستقبل"، نواباً وقاعدة وأنصارًا على رفض دعم ترشيح عون، ويعود هذا المزاج بطبيعة الحال إلى المعارك السياسية والاعلامية التي خاضها الطرفان في الفترات السابقة، وصلت إلى حد وصف "المستقبل" بـ"الداعشي" في إحدى التظاهرات البرتقالية، ما أظهر حجم التعبئة ضد الحريرية، وتقول مصادر قيادية في "المستقبل" ان "الاجماع المستقبلي واضح على رفض عون، لكن خيارات الرئيس سعد الحريري مبنية على ما هو ممكن والسؤال الأبرز: هل من الممكن ان نصل إلى رئاسة جمهورية في حال تم ترشيح ميشال عون أو لا؟"، وبالتالي فإن كانت مصلحة لبنان تقتضي ترشيح صديق الرئيس السوري بشار الأسد (عدو الحريري اللدود) النائب فرنجية، فهل ستقضي ترشيح عون مجدداً؟
وفق قراءة القيادي "المستقبلي"، فإن "الحريري إن استطاع أن يصل الى تفاهم معين مع عون ربما قد يوافق على ان يكون رئيساً لكن ستكون مهمته صعبة في إقناع نوابه"، ولا تستبعد أن "يؤدي ذلك إلى جدال داخل التيار او نوع من العصيان". ولا يمكن الحديث عن ترشيح عون من المستقبل من دون التطرق إلى التجربة السابقة، ويقول القيادي "حاول الحريري في الحوار السابق مع عون ان يصل إلى نتيجة، لكنه "لم يأخذ منه حقًّا ولا باطلًا". واكتفى عون بأن الضمانات سيشهدها الحريري بعد ايصاله الى الرئاسة على قاعدة: "خليني اعمل رئيس وبتشوف"، في المقابل سليمان فرنجية كان واضحاً أمام الحريري وحدد ما يستطيع القيام به، مثلا سلاح حزب الله حدّد بأنه مسألة دولية ولا يمكنه ان يعده بها، اما مسألة الاسد فكان صريحاً بأنه لا يمكن إلّا أن يكون صديقه، وانه في النهاية في بلده، وان ذلك لا يؤثر على الخيارات السيادية، أما الأكثر وضوحاً كان موقفه من اتفاق الطائف إذ اعتبر أنه ضمانة للمسيحيين".


"لا أجنحة في المستقبل"
بالنسبة الى الحريري لا "فيتو" على عون، وتسأل المصادر: "عندما دعت الحاجة، ومن أجل الموقف العربي ذهب الحريري إلى سوريا والتقى بشار الأسد، فهل من زارَ عدوه سيضع فيتو ضد عون؟"، وتضيف: "حالياً ليس هناك تفاهم ناضج أو صيغة لإيصال عون الى الرئاسة، خصوصاً ان الجو في تيار المستقبل، قاعدة ونواب وسنّة، يعكس صورة عن عون كشخص سلّم نفسه للشيطان". أما في شأن وجود انقسام حول ترشيح عون، بين مؤيد الى جانب الحريري ومعارض إلى جانب الرئيس السنيورة، فيقول القيادي: "لا أجنحة في المستقبل ولم ألحظ أي تأييد لعون من أحد".
من السيناريوات التي تحدّثت عنها التقارير الاعلامية، أن يوافق الحريري على عون من دون ان يصوّت له كل نواب الكتلة في الجلسة، وبذلك يكون قد احتفظ بموقفه أمام قاعدته وصوّت لمرشحه مقابل تصويت لعون من بري وجنبلاط، وبالتالي يصبح التعاطي مع عون أمراً واقعاً، فهل من الممكن أن يحصل ذلك؟ يجيب القيادي: "ضمن سلة متكاملة مع عون او ضمانات حقيقية من الممكن أن يحصل، لكن الحريري سيعود لإقناع نوابه وقاعدته الشعبية وأستبعد ان تتأمن هذه القناعة إلا في حال "الأمر الواقع" الذي تفرِضه التسوية وتوصل عون الى الرئاسة، وحينها سيضطر الجميع الى التعاطي معه على أساس انه رئيس جمهورية ونظرياً حينها يُفترض ان يكون #الحريري رئيس وزراء".
وتضيف: "نحن نسير في أجواء رئاسية تعتمد على أن نحضر الجلسات للتصويت وإذا تأمنت الأكثرية لعون فسنباركُ له ما يعني في كل الأحوال اننا سننزل لتأمين النصاب وحتى لو وقع الخيار على النائب اميل رحمة كرئيس جمهورية فإن النصاب سيتأمن". ويبقى التساؤل بالنسبة إلى القيادي: "هل سيسير حزب الله بعون في حال تم التوافق عليه، خصوصاً انه وفق المعلومات رفض السلّة المتكاملة التي عرضها عليه بري، وصحيح انه لم يكشف النقاب عنها في شكلٍ واضحٍ، لكنها في شكل عام مبنية على طريقة تقاسم الحصص في ما يتعلق بملف النفط". ولا يستبعد ان يذهب جنبلاط إلى دعم عون ورغم غموض موقف بري، ويعتبر انه "قد لا يكون هناك مانع عندما تلتقي المصالح".


 


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم