الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جنوب السودان: آلاف يفرون من المعارك في جوبا... ومجلس الامن يجتمع اليوم

المصدر: (أ ف ب، رويترز)
جنوب السودان: آلاف يفرون من المعارك في جوبا... ومجلس الامن يجتمع اليوم
جنوب السودان: آلاف يفرون من المعارك في جوبا... ومجلس الامن يجتمع اليوم
A+ A-

فر آلاف السكان في جوبا، عاصمة جنوب السودان، من المعارك المكثفة التي تدور رحاها بين القوات النظامية والمتمردين السابقين، في حين يتبادل المعسكران الاتهام بالمسؤولية عن اعمال العنف الجديدة هذه. وقال مجلس الأمن الدولي إنه سيجتمع في وقت لاحق اليوم للبحث في اعمال العنف.


وقد تصاعدت اليوم حدة المعارك في جوبا، لتشمل احياء عدة من العاصمة ومحيط المطار، بعد يومين من اندلاع مواجهات اوقعت حتى اليوم اكثر من 150 قتيلا. وتحدثت الامم المتحدة عن استخدام مدافع "هاون" وقاذفات قنابل و"اسلحة هجومية ثقيلة". ورصدت ايضا مروحية قتالية فوق جوبا. ولم تقدم اي معلومات بعد عن عدد الضحايا المحتملين.


وقد دفعت هذه التطورات الامنية سكان العاصمة الى البقاء في منازلهم او الهروب الى خارج المدينة، وفقا لشهود. وقالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) أنها "غاضبة من استئناف العنف الذي دفع المئات من سكان جوبا إلى طلب اللجوء في قاعدتها". وأضافت أن "مجمع البعثة في جوبا تعرض لهجمات بأسلحة خفيفة ونيران أسلحة ثقيلة".
كذلك، اعلنت السفارة الاميركية ان "الوضع شهد تدهورا كبيرا في جوبا"، ودعت الاميركيين الى ملازمة منازلهم. وقالت على صفحتها على "الفايسبوك" ان "معارك كثيفة تدور بين القوات الحكومية والمعارضة، خصوصا في ضواحي المطار ومواقع بعثة الامم المتحدة في حي جبل وفي مختلف مناطق جوبا". وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها الى جوبا بسبب "الوضع الامني المضطرب"، وفقا لبيان للشركة.


ويتواجه في هذه المعارك الجنود التابعون للرئيس سلفا كير والجنود التابعون لزعيم المتمردين السابق نائب الرئيس الحالي رياك مشار.
وكانت المواجهات بدأت الخميس اثر اشتباك بين الجانبين اوقع 5 قتلى. ثم استؤنفت مساء الجمعة، واسفرت عن "اكثر من 150 قتيلا"، على ما قال رومان نيارجي، المتحدث باسم رياك مشار. وسمع اطلاق النار من اسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من انحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة. وما لبث ان توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه.


وامتدت المواجهات اليوم الى مناطق اخرى من العاصمة، بينها حي غوديلي وحي تونغبينغ قرب مطار جوبا الدولي. وقال جيمس غاتيت داك، المتحدث باسم مشار، ان "مقر إقامة الدكتور مشار تعرض للهجوم مرتين اليوم، بواسطة دبابات وطائرات هليكوبتر". وتدارك: "هاجمت طائرات تابعة لجنود كير مقر الإقامة مرتين"، مشيرا الى ان "الوضع في جوبا هدأ بعد ذلك، وتراجعت النيران في وقت لاحق اليوم، بعد بضع ساعات من تبادل إطلاق النار".


مجلس الامن يجتمع اليوم
في غضون ذلك، اعلن مجلس الأمن انه يجتمع في وقت لاحق اليوم للبحث في العنف. ودعا الاتحاد الأوروبي، أحد كبار المانحين، وكينيا إلى عودة سريعة للنظام في جوبا. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان: "سينضم الاتحاد الأوروبي إلى المجتمع الدولي وجيران جنوب السودان لضمان إعادة الهدوء سريعا."


وقال مانواه إيسبيسو، المتحدث باسم الرئيس الكيني، في إفادة صحافية إن "كينيا دعت كلا من كير ومشار الى حل هذه الأزمة الجديدة، والتحرك بسرعة لنقل الأسلحة الثقيلة والوحدات الكبيرة بعيدا عن مناطق المدنيين في العاصمة جوبا". واكد أن "كينيا مستعدة لدعم مساعي إحلال القانون في جوبا".


في اطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين في نيسان الى جوبا، حيث اعيد تعيينه نائبا للرئيس، وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية. وتتولى الامم المتحدة ادارة مخيم يقيم فيه نحو 28 الفا من النازحين من جراء حرب اهلية مستمرة منذ كانون الاول 2013 بين الجانبين.


ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الامم المتحدة الذي لجأ اليه سكان من المنطقة. وتوجه مدنيون ايضا مع الاطفال وما تمكنوا من حمله الى قاعدة اخرى للامم المتحدة قريبة من المطار.


منذ كانون الاول 2013، اسفرت المعارك بين القوات الموالية لكير وتلك الموالية لمشار، عن عشرات آلاف القتلى، في صراع تزيد من تعقيداته معارك بين الاثنيات والصراعات على المستوى المحلي. وقد نجمت عنها ازمة انسانية ارغمت نحو 3 ملايين شخص على الهرب من منازلهم، ونحو 5 ملايين، اي اكثر من ثلث السكان، على الاعتماد على مساعدة انسانية عاجلة. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون عن "قلقه" هذا الاسبوع من وضع "يؤكد مجددا تراخي الالتزام الحقيقي للافرقاء بعملية السلام".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم