بنك "عوده": الودائع المصرفية تواصل ارتفاعها رغم ضبابية الوضع الداخلي

ساد مناخ من الهدوء داخل الأسواق المالية اللبنانية خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على ثلاثة أيام عمل نتيجة عطلة عيد الفطر، حيث سجل متوسط قيمة التداول اليومي في سوق الأسهم ارتفاعاً أسبوعياً نسبته 27%، فيما سجل مؤشر الأسعار لبورصة بيروت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.5%، مواصلاً بذلك المنحى التصاعدي الخفيف الذي سلكه في الأسبوعيين الماضيين. وعلى صعيد سوق سندات الخزينة، غاب التداول تقريباً عن السوق الثانوية لعدم جاذبية أسعار الأوراق المعروضة. وفي السوق الأولية، أظهرت آخر الإحصاءات أن مجموع الاكتتابات بلغ زهاء 11966 مليار ليرة خلال النصف الأول من 2016 مقابل استحقاقات بقيمة 7819 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 4147 مليار ليرة خلال الفترة المذكورة. في هذا السياق، يجدر الذكر أن مصرف لبنان واصل تدخله في السوق الأولية كما يستدل من خلال اتساع محفظته للسندات بالليرة بقيمة 8878 مليار ليرة خلال النصف الأول من 2016. وفي ما يتعلق بسوق سندات الأوروبوند، اقتصر النشاط بشكل أساسي على ظهور طلب خارجي جيد على الأوراق القصيرة الأجل والذي تم تلبيته من قبل المتعاملين المحليين، في حين ظل متوسط الهامش مستقراً على 487 نقطة أساس وسط مراوحة في المردود اللبناني والمردود على سندات الخزينة الأميركية من فئة الخمس سنوات.

الأسواق

في سوق النقد: بقي معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً على 3% خلال هذا الأسبوع وسط توافر جيد للسيولة بالليرة لا سيما وأن مصرف لبنان سمح للمصارف اللبنانية الاكتتاب بنسبة ضئيلة من طروحاتها في فئة العشر سنوات لسندات الخزينة. إلى ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 23 حزيران 2016 أن الودائع المصرفية واصلت ارتفاعها للأسبوع الثاني على التوالي بقيمة 487 مليار ليرة نتيجة زيادة الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 358 مليار ليرة (أي ما يعادل 237 مليون دولار) وارتفاع الودائع بالليرة بقيمة 129 مليار ليرة. في هذا السياق، اتسعت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (M4) بقيمة 426 مليار ليرة بالمقارنة مع متوسط اتساع أسبوعي مقداره 116 مليار ليرة منذ بداية 2016.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 30 حزيران 2016 أن الاكتتابات الأسبوعية بلغت 476 مليار ليرة توزعت كالتالي: 33 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر و93 مليار ليرة في فئة السنة و350 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات. في المقابل، ظهرت استحقاقات أسبوعية بقيمة 309 مليار ليرة، مما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 167 مليار ليرة خلال الأسبوع. كما أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 7 تموز 2016 أن مصرف لبنان سمح للمتعاملين الاكتتاب بكامل طروحاتهم في فئة الستة أشهر والسنتين في حين سمح لهم الاكتتاب بـ5.86% فقط من طروحاتهم في فئة العشر سنوات. وفي السوق الثانوية لسندات الخزينة، سجل عرض للأوراق التي تستحق في العام 2026 بمقدار 30 نقطة أساس تحت منحنى المردود إلا أن ذلك لم يقابله أي طلب.

في سوق القطع: لا زالت أجواء الجمود تهيمن على سوق الإنتربنك خلال هذا الأسبوع القصير، نظراً لعدم إقبال المتعاملين على طلب تسعير الدولار. ويعزى هذا الهدوء إما إلى توافر فوائض كافية في مراكز القطع لدى المصارف اللبنانية مما سمح لها بتلبية الطلب على الدولار، أو لكون بعض المصارف قد آثرت اللجوء إلى مصرف لبنان لشراء العملة الخضراء عند الحد الأعلى لهامش تدخل المركزي البالغ 1514 ل.ل.

في سوق الأسهم: بلغ متوسط قيمة التداول اليومي زهاء 735 الف دولار خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على ثلاثة أيام فقط مقابل متوسط يومي بقيمة 578 ألف دولار خلال الأسبوع السابق المؤلف من خمسة أيام عمل، مما انسحب ارتفاعاً في مؤشر التداول نسبته 27.2% ليقفل على 31.46. وعلى صعيد الأسعار، ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 0.5% ليقفل على 103.26. وكانت أسهم "سوليدير أ" الرابح الأكبر لهذا الأسبوع بارتفاع في أسعارها نسبته 3.4% لتقفل على 9.69 دولار، بينما كانت أسهم "سوليدير ب" الخاسر الأكبر لهذا الأسبوع بانخفاض في أسعارها نسبته 1.2% إلى 9.37 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: كانت الحركة خجولة في سوق سندات الأوروبوند خلال هذا الأسبوع القصير الذي تضمن عطلة عيد الاستقلال الأميركي وعطلة عيد الفطر. إذ اقتصر النشاط على ظهور تداول داخلي خفيف للأوراق التي تستحق في العام 2024 و2030، بينما سجل طلب أجبني بأحجام جيدة على الأوراق التي تستحق في كانون الأول 2017 وحزيران 2018 وتشرين الثاني 2019 ونيسان 2021 والذي تم امتصاصه من قبل المتعاملين المحليين. في هذا السياق، ظل متوسط المردود اللبناني مستقراً على 5.91%، كما استقر متوسط الهامش على 487 نقطة أساس وسط مراوحة في المردود على سندات الخزينة الأميركية.