الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تراجع السياحة بين 2010 و2015 لم يخمد الآمال المعلّقة على قدراتها عودة الاهتمام تتجّلى في فنادق جديدة وتوقعات بموجة أردنية قريبة

ميليسا لوكية
تراجع السياحة بين 2010 و2015 لم يخمد الآمال المعلّقة على قدراتها عودة الاهتمام تتجّلى في فنادق جديدة وتوقعات بموجة أردنية قريبة
تراجع السياحة بين 2010 و2015 لم يخمد الآمال المعلّقة على قدراتها عودة الاهتمام تتجّلى في فنادق جديدة وتوقعات بموجة أردنية قريبة
A+ A-

لم تكن السنوات التي لحقت ببدء الحرب السورية في العام 2011 هي الأسهل بالنسبة إلى عدد من القطاعات الإنتاجية في لبنان، خصوصاً أنَّها دفعت أثماناً باهظة أوصلت بعضها إلى عتبة المنازعة. وقد كان للسياحة نصيبها الوفير من الخسائر المتلاحقة، ما ترك المعنيين فيها يبذلون قصارى جهدهم لإعادة الحيوية إلى أوصالها وإعادة تحريك عجلة الاستثمار فيها، وذلك عبر مبادرات تخطّت حدود البلاد لتصل إلى الأردن.


عايش لبنان خلال العام 2010 أياماً ذهبية جعلت منه قبلة سياحية ونقطة جاذبة لملايين السياح والزوار، إذ بلغ عدد الوافدين إليه في العام 2010 مليونين و167 ألفاً و989 زائراً، أي بزيادة بلغت 17,12% عن 2009، علماً أنَّ تلك الفترة سجّلت تقدّماً في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 14%، فزاره 894,724 شخصاً في العام 2010 مقارنة بعام 2009 الذي ناهز فيها عدد الزائرين 785,985 شخصاً.
لكن وتيرة هذه الطفرة السياحية عرفت تراجعاً في الأعوام التالية، إذ يشير الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق وديع كنعان لـ"النهار" إلى أنَّ أعداد السياح الذين زاروا لبنان في العام 2015 بلغ ما يقارب المليون ونصف مليون سائح، منهم 500 ألف من الدول العربية وتحديداً الخليجية منها، مضيفاً أنَّ إحصاءات وزارة السياحة أظهرت أنَّ السائح السعودي احتل المرتبة الأولى في ترتيب الإنفاق السياحي في 2015 بنسبة 15%، تلاه السائح الإمارتي بـ 14%، والكويتي بـ 6% والقطري بـ 4%.
وبحسب أرقام نقابة أصحاب الفنادق، يشير كنعان الى أنَّ الأردنيين حلّوا في المرتبة الأولى في عدد السيّاح القادمين إلى لبنان في العام 2011 - 2012، يليهم العراقيون والمصريون، ليتراجع عدد الرعايا العرب السعوديين بنسبة 60-70%. واشار الى أنَّ "الحركة الاستثمارية الخليجية في القطاع دخلت هذه الدوّامة عينها، لأنَّ الأعوام الممتدّة بين 2010 - 2015 شهدت تراجعاً أكثر من 40% بسبب التوترات السياسية والأمنية والاضطرابات في المنطقة".
أمام هذا الواقع، كان لا بدّ للنقابات السياحية من أن تتحرّك منعاً لبقاء الأوضاع على حالها، إذ يفسّر كنعان أنَّ النقابة "أخذت على عاتقها أن تكون من المبادرين دائماً الى دفع الأمور نحو الأفضل، وذلك بالتعاون مع المعنيين من وزارة سياحة ونقابات".
لكن قبل الشروع في عرض أبرز ما نُفّذ في هذا المجال، يصف كنعان الحركة السياحية حالياً بالـ"جيدة"، متوقعاً أن تتحسّن "لأنَّ لبنان على موعد هذا الصيف مع عدد من المهرجانات التي ستساهم في تعزيز السياحة الداخلية، خصوصاً أنَّ اللبنانيين باتوا يقبلون أكثر على هذا النوع من السياحة، في ظلّ التطورات التي تشهدها البلدان الأوروبية من جهة، والتكلفة المنخفضة والخدمات المميّزة للقطاعات السياحية في لبنان". وبعدما كانت نسبة الحجوزات في الفنادق تلامس 45%‏ في الفترة الأخيرة، باتت نسبة الإشغال حالياً 55%، مع توقعات بارتفاعها بعد عيد الفطر.
وبهدف زيادة الدعم السياحي، وضعت نقابة أصحاب الفنادق تصوّراً لاستعادة 200 ألف سائح أردني كانوا يأتون براً ولا يزالون يرغبون في المجيء، لكنهم بحاجة إلى تحفيزات، وفق كنعان الذي يتابع: "لذلك عقدنا سلسلة اجتماعات مع شركات السياحة الأردنية وتواصلنا مع وزارتي السياحة والمال في لبنان، وشركة طيران الشرق الأوسط لخفض تكلفة تذكرة السفر. وهو ما نتابعه، لننتقل إلى البلدان الأخرى من العراق إلى الأردن ومصر وسواها من الدول العربية".
وعندما سألت "النهار" عما إذا كانت هذه الجهود قد أثمرت أم لا، أجاب: "في مجال عملنا لا مكان للتراجع أو اليأس. صحيح أنَّ تحرك النقابة نحو الأردن واجه بعض التأخير، لكن المسعى مستمر والهدف سيتحقق"، متوقعاً أن تكون الحجوزات هذا الصيف أفضل من العام الماضي.
وعلى الرغم من عدم تحقيق خطوات عملية بين لبنان والأردن، فإنَّ أعداداً إضافية من الأردنيين في طور المجيء إلى لبنان في الأسابيع المقبلة".
أما من جهة الاستثمارات في القطاع، فيبدو أنَّ الاهتمام به لم تجف منابعه بعد، إذ يكشف كنعان أنَّ هناك بعض الاستثمارات الجديدة، خصوصاً في مجال الفنادق الريفية ومن بينها فندق جديد في إهدن يضم 50 غرفة ومسبحاً، وسيكون بإدارة عالمية، معتبراً أنَّ "هذه المشاريع تعزز السياحة الريفية والداخلية".
غالباً ما تبيّن التقارير أو الدراسات التي تُنشر أهمية القطاع السياحي بالنسبة إلى الاقتصاد الوطني، إذ أصدر المجلس العالمي للسفر والسياحة تقريراً بعنوان "التأثير الاقتصادي لقطاع السفر والسياحة لسنة 2016" لتقويم التداعيات الاقتصادية لقطاع السفر والسياحة من خلال مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وايجاد فرص عمل في 184 دولة ضمن 24 منطقة في العالم.
وقد حل لبنان في المرتبة 30 لجهة المساهمة الإجمالية لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الاجمالي لعام 2015، والتي بلغت 22,1% أي نحو 9,9 مليارات دولار، متخطية بذلك المتوسط العالمي البالغ 9,8%. ووصلت المساهمة المباشرة لقطاع السفر والسياحة في إجمالي الناتج المحلي إلى 8,1% (3,6 مليارات دولار)، مقارنة بمتوسط عالمي بلغ 3,0%، ليحتل لبنان بذلك المرتبة 31. وأخيراً، رجّح التقرير أن ترتفع قيمة الاستثمارات في قطاع السياحة والسفر في لبنان 5,6% في 2016، وبمتوسط نسبة سنوية تقدّر بـ 6,2% خلال السنوات العشر المقبلة، لتصل الى 2,46 ملياري دولار في سنة 2026.


[email protected]
Twitter:@melissaloukieh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم