الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الدرك اللبناني في هذا المسلسل: "عيب"!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
الدرك اللبناني في هذا المسلسل: "عيب"!
الدرك اللبناني في هذا المسلسل: "عيب"!
A+ A-

كلاهما تُظهره المسلسلات غالباً في شكل مضحك: الطبيب والدركي. دوران يُمنحان عادة لمن لا يجيدون سوى التمتمة أمام الكاميرا. لا طعم ولا لون. إنما اللافت، البلاهة التي يصوّر بها سامر البرقاوي، مخرج "نص يوم" ("الجديد"، "أم بي سي") عناصر قوى الأمن في لبنان. لا يكفي أنّ مَن يؤدّون أدوارهم يفتقرون لمقوّمات المشاركة في مسلسل، حتى جاءت الشخصيات طافحة بالبرودة حيناً، وبالقسوة المُفتعلة حيناً ثانية، وأيضاً باللاكتراث المشبوه.


البداية من زيارة فادي (حسين مقدّم) إلى المخفر لتقديم بلاغ عن خطيبته الضائعة. يا للمصادفة، كان الجميع مشغولاً. بماذا؟ بلعب الشطرنج! نعم، في المخفر، عناصر الدرك يلعبون الشطرنج! يومذاك، بلعناها وقلنا: أوكي، بتصير. استخفّ العناصر بمصيبة الشاب الباحث عن امرأة يحبّها، واعتبروا أنّه لا يملك صفة رسمية للتقدّم ببلاغ (التقاعس قد يحدث، لكن الشطرنج في المشهد بدا نافراً)، أضف أنّ الشباب المشغولين باللهو، أسدوا نصيحة إلى الموجوع قلبه بالاستماع إلى هاني شاكر، ساخرين منه بأبشع ما تكون السخرية!


بلعناها مجدداً، حتى الأمس، حين وصلت دورية من شرطة الآداب لدهم ملهى ليلي. لا بأس، لولا غباء المشهد. قُبض على شابات وجرى اقتيادهن إلى التحقيق. يقول الدركي لإحداهن بابتذال: "احكي منيح وشيلي هالقرف من تمّك" (قاصداً العلكة). ثم تسأله أخرى: "ما في واي فاي هون؟"، قبل أن يتوجّه إلى الثالثة: "شو اسمك؟ ما تقوليلي نيني؟"، فتجيب: "لا، سوسو!". نمطية مشبوهة، لا لُطف فيها، تطرح حولها علامات استفهام. ليس ذلك من باب الدفاع عن مؤسسة قد يرتكب بعض عناصرها تجاوزات أخطر، بل سؤال حول الحقيقة خلف هذه الصورة. وفي الحالتين، "عيب" إن كان هذا ما يحصل فعلاً، و"عيب" أكبر إن كانت مزاجيات المسلسل ومبالغاته.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم