الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

معرض - أروين وورم في صالة "برلينير غاليري" هذا الفنان الكبير ليس أبله ولا مراوغاً

لور غريّب
معرض - أروين وورم في صالة "برلينير غاليري" هذا الفنان الكبير ليس أبله ولا مراوغاً
معرض - أروين وورم في صالة "برلينير غاليري" هذا الفنان الكبير ليس أبله ولا مراوغاً
A+ A-

قرأت في مجلة بالالمانية عن فنان لم اسمع به من قبل. مازن فسر لي بعض ما جاء في النص، فتحمست. المقال هو عن اروين وورم (من مواليد 1955)؛ فنان نمسوي معاصر ذو صيت عالمي، تُعرَض اعماله في صالة "برلينير غاليري" إلى 22 آب.


اليوم هو يوم سبت، والزوار في حال من الفرح مع اولادهم، الذين يصطحبهم أهلهم في مثل هذا اليوم من كل أسبوع لزيارة المعارض والمتاحف مجاناً. المشهد لا مثيل له. الأولاد يمرحون في الصالات الكبيرة ويعربشون على المنحوتات ويُدخلون رؤوسهم في فتحاتها. ذلك أن الفنان كتب عن المنحوتات انها تستقبل الفضوليين لأنها مهيأة لتصبح مع المُشاهد المتفاعل منحوتة واحدة حية.
رأيت الكبار والصغار يمدون رؤوسهم من الفجوات المتأهبة لاستقبالهم. الهواتف تعمل من دون توقف. هذا برّاد بحجم طبيعي، واجهته طبيعية، لكنه مثقوب في امكنة متعددة، تحمل تحديات وطرافةً تدفع الى الضحك. هذا يحمل الكرسي وينفش عضلاته، وذاك يقرأ ما ينصحه به النحات ليكسب وزنا يفوق الوزن الطبيعي. يقول أروين وورم ان كل ما هو معروض ينطوي على تحديات ضاحكة، حيث يصبح كل غرض معروض وحدة متكاملة مع من يغامر ويدخل في اللعبة التي يدعونا إليها هذا الفنان الخمسيني الذي يبدو مرحا ومختبرا للروح الانسانية ولا سيما تلك التي تتناغم مع الطرافة والغرائبية.
قلت لمازن إننا لو كنا في بيروت لكان الناس اعتبروا هذا النحات إما أبله وإما مراوغاً لا علاقة له بالفن لا من قريب ولا من بعيد. لذلك أشعر بأنني احتاج ذكر عدد المتاحف في العالم التي اقتنت من اعماله، كما المؤسسات الثقافية او التربوية او الانسانية، من نيويورك الى باريس ولندن ودول اوروبية كثيرة وغيرها موزعة بين الاميركيتن وغيرها في باقي العالم الاقل معرفة وحضارة وذوقا فنيا لافتا.
تجب الاشارة الى انه بالاضافة الى الحزازير النحتية، هناك ايضا الفيديو الذي يعلمنا كيف نربح الضخامة بعد ان نشاهد رجلا نحيفا يلبس القمصان المكوية بعضها فوق بعض فيصبح شبيهاً بالبرميل المضحك حتى الثمالة. اخيرا نلفت الى الصالات التي تحوي ارشادات مضحكة واساليب طريفة لحمل اكبر عدد ممكن من قناني المشروبات الروحية ثم تأخذ بالزوال كلما انتقلنا الى صورة اخرى حتى ينتهي بقنينة واحدة فقط على فمه. اكتشاف هذا الفنان الغريب المواهب والمزاج والنتاج يجعل الجميع يبتسمون كأنهم في عيد شعبي لكن من دون موسيقى ولا ضجة واحاديث. الجميع يتمتعون بصمت والاطفال يكتشفون ويمرحون من دون ازعاج الكبار. فرحت لأنني اكتشفته.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم