الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صفعة لـ"حزب الله" في حلب... ما أسباب سقوطه في مستنقع الخسائر؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
صفعة لـ"حزب الله" في حلب... ما أسباب سقوطه في مستنقع الخسائر؟
صفعة لـ"حزب الله" في حلب... ما أسباب سقوطه في مستنقع الخسائر؟
A+ A-

لم يكن خبر سقوط أكثر من 25 قتيلاً لـ"#حزب_الله" بينهم قائد محور الحاضر وأسر مقاتل على الأقل في معارك ريف حلب الجنوبي خفيفاً على مسامع أنصار الحزب في لبنان. إنها الخسارة الأكبر منذ وقوعه في المستنقع، وما الدليل على ذلك سوى ما قاله نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تكريمي لرفع المعنويات إن "مشاركة حزب الله في معركة سوريا حتى الآن، إنما هي بجزء يسير من قواته"، وعلى الرغم من الاسلحة الدفاعية الاعلامية التي حاولت تخفيف حماوة الخبر، إلا أن الأنظار لا تزال مركزة على الحدث ولا تزال التساؤلات حتى اليوم: ماذا حصل؟ ولماذا سقط للحزب هذا العدد من القتلى؟ وإلى أين يتّجه مصير المعارك في ريف حلب الجنوبي؟


ما تشهده هذه البقعة الجغرافية من معارك، ربما تظهر حقيقة الأزمة ومفادها أنه لولا تدخّل #روسيا لكان النظام السوري في خبر كان منذ أشهر فلم تعد تستطيع أيّ قوة برية أن تقدم على عملية ما من دون التنسيق الجوي الروسي، وفي هذه البقعة نتحدث عن جيوش متعددة الجنسيات إلى جانب النظام (لبنانيون، ايرانيون، افغان، عراقيون، روس، سوريون) تنسق في ما بينها لمواجهة "جيش الفتح" السوري لكن المتعدد الفصائل والأفكار وضمن صفوفه "#جبهة_النصرة". فهذا المكون الذي أظهر حجم تنظيمه وقوته في المعارك الأخيرة يستعدّ لإعادة النظام السوري 7 اشهر إلى الوراء، ووفق الناشط السوري المتابع لمسار المعارك في ريف حلب الجنوبي حسن مختار فإن "جيش الفتح تمكن من استعادة السيطرة على نقاط عسكرية عدة، أهمها مدينة العيس وتلتها الإستراتيحية، إضافة الى مدينة خان طومان ومستودعاتها العسكرية وقرى زيتان وبرنة وخلصة ونقاط عسكرية عدة في المنطقة، ما أدى إلى مقتل وأسر أكثر من 500 عنصر من الميليشيات الشيعية الافغانية والعراقية واللبنانية خلال نحو شهر، معظمهم ينتمون إلى حركة النجباء العراقية الطائفية ويليها عناصر ينتمون إلى حزب الله بقسميه العراقي واللبناني". ويذكر بأنه "سقط في معركة خلصة وحميرة وحدها أكثر من 150 مرتزقاً، كما أنه تم القضاء على اللواء 63 الإيراني بالكامل ضمن معركة السيطرة على العيس وتلّتها، وايران اعترفت بالأمر، في المقابل لم يحقّق النظام في ريف حلب الجنوبي أيّ شيء بل ان خسائره فادحة".


المعارك حالياً
تدور المعارك حالياً على جبهات العزيزة ومدينة الحاضر وقرية الوضيحي، ووفق مختار القريب من المعارك هناك فإن "قوات النظام متحصّنة بمدينة الحاضر حيث تتواجد أيضا مجموعات من عناصر الحزب، وهي آخر نقطة عسكرية مهمة متبقية له في ريف حلب الجنوبي، وبدأ بسحب العتاد الثقيل والمدافع من المدينة تمهيداً للانسحاب، وذلك بعدما سيطر الثوار على درع المدينة المتمثل بقرى خلصة وزيتان وبرنة، وسيتوجه نحو ثكنة عزان العسكرية جنوب شرق مدينة حلب".
وجملة من الاسباب أدت إلى وقوع هذا العدد من القتلى لـ"حزب الله" بالنسبة إلى اللواء فايز الدويري وهي:
أولاً: تراجع معدل الطلعات الروسية اليومية التي كانت تدعم هذه العمليات البرية.
ثانياً: استفادت قوات المعارضة الممثلة بـ"#جيش_الفتح" من خبرات القتال السابقة، في آلية ادارة المعركة على المستوى الميداني والتكتيكي وأتقنت أمرين: الأول، اختيار المناطق التي تستدرج العدو إليها ومن ثم اسقاطه في كمائن كما حصل، والثاني، ابداعها في استخدام الاسلحة الموجهة، المتوسطة وطويلة المدى، ولاحظنا استخدام الأسلحة المضادة للدروع باستهداف المجموعات وغرف القيادة.
ثالثاً: القتال أصبح بين الأطراف على مسافات قريبة، وبالتالي فإن قوات المعارضة هم أبناء هذه الأرض وأعلم بالجغرافيا.


 


"حزب الله"


أما "حزب الله" فلا يُخفي سقوط هذا العدد من مقاتليه في المعارك ويعتبر أن الخسارة بمستوى حجم المعركة كانت "منطقية"، ويعيد العميد المتقاعد أمين حطيط سبب الخسائر إلى "الهجوم الذي شنته جبهة النصرة ضمن اطار جيش الفتح، وأرادت من هجومها احتلال منطقة بأكملها تمتد من جنوب حلب حتى منطقة الحاضر، وكان الحزب مسؤولًا في شكل رئيسي عن حماية هذه المنطقة فتصدى للهجوم المنسق وشارك فيه نحو 4 آلاف مسلح من جيش الفتح"، لافتاً إلى أن "المسلحين استفادوا من الهدنة التي اعلنتها روسيا في حلب (48 ساعة) لشن هذا الهجوم، وعلى الرغم من أن الهدنة لم تكن مشمولة بالنصرة إلا أن الاخيرة تعمل مع فصائل صنفتها اميركا غير ارهابية كالجيش الحر".
وهل الهدنة تستدعي غياب المراقبة الجوية؟ يجيب: "المراقبة كانت موجودة ولولاها لكانت الامور مختلفة فالمعركة الدفاعية التي خاضها حزب الله بأهمية استراتيجية توازي المعارك الكبرى، لأن النصرة دخلت بـ 4 آلاف مقاتل، أرادت اكتساح منطقة ممتدة من جنوب حلب إلى منطقة الحاضر وطولها حوالى 27 كلم وعرض 12 كلم، والحزب له اكثر من موقع فيها"، ويضيف: "صحيح ان الحزب تكبّد خسائر هامة لكن هي خسائر منطقية، فجيش الفتح خسر نحو 460 قتيلاً فيما سقط لدى حزب الله نحو 23 والقوات الاخرى نحو 32 ، اما في النتائج الميدانية فلم تستطع القوة المهاجمة ان تأخذ اكثر من 8 في المئة من الأرض التي هاجمتها".
لكن الدويري يوضح أن "المعارضة استغلت تراجع عدد الطلعات الجوية الروسية وليس الهدنة لأن روسيا كانت منشغلة بأهداف أكثر أهمية وبقصف المناطق السكنية في حلب"، مشيراً إلى أن "الجيش السوري وميليشياته باتوا رهن الجهد الجوي الروسي، والأكيد أنه لولا تدخّل روسيا لكان حزب الله والنظام وايران في مزبلة التاريخ منذ أشهر"، ولا يخفي وجود خسائر لدى المعارضة "لكن الأهم من يضحك أخيراً".


الناشط المختار، يرجّح أن يعود النظام أدراجه الى نقطة البداية التي انطلق منها "جبل عزان" وريف حلب الشرقي والمناطق التي تواجدوا فيها قبل 7 اشهر، ويخسر جميع النقاط التي سيطر عليها الممتدة مسافة 30 كم غرباً وذلك جراء الخسائر التي مُنِيَت بها الميليشيات الطائفية وسقوط عدد كبير منهم بين قتلى وجرحى وخسارتهم النقاط الاستراتيجة والتلال المطلة على اوتستراد حلب دمشق".
لكن حطيط يرى استحالة في أن تكون المعارك لصالح المعارضة و"إلا لكانت انتهت الازمة منذ زمن"، مذكراً بأن "النظام سجل ثلاثة خروق استراتيجية في حلب وغيّر معنى الحرب، وهي: السيطرة على مطار كويرس سابقًا وفك الحصار عن نبل والزهراء وطريق خناصر وقطع طريق الكاستلو"، ويعتبر أن "النظام مرتاح في حلب ويحشد اليوم لمعركة حلب الكبرى".
في المقابل، يؤكد الدويري أن "النظام ليس مرتاحاً في حلب، وأن طريق الكاستلو لا تزال لصالح الثوار، أما نبل والزهراء فجرى فك الحصار عنها بمساعدة القصف الروسي، وإذا تطورت العمليات في اتجاه الحاضر ستتحرك قوات المعارضة باتجاه السفيرة ويؤثرون عليها، وبالتالي لا أقول إن الأمور تسير في صورة ايجابية ومطلقة لصالح الثوار، لكنهم استطاعوا إثبات أنفسهم على الجغرافيا السورية، وهذا مرهون بتقدم الانجازات وأولويات سلاح الجوي الروسي، فهل ستكون اكثر من 60 في المئة من غارات روسيا مركزة في ريف حلب الجنوبي؟".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم