الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لحظة صدق ثانية

حياة ابو فاضل
A+ A-

ليتكم تلتقون لحظة الصدق هذه، يا أهل السياسة عندنا، لتجيبوا عن أسئلة حول صلاحيتكم "المهنية" المنتهية من زمان في تقرير مصير ناس وأرض يتشاركان الحياة في دورة طبيعية داخل "مسرحية" قديمة قدم عملية الخلق حيث للخالق وخلقه شؤون في مصدر كل تجدد ونماء وجمال وحق صادر عن طاقة الخالق الهائلة في لعبة حياة رائعة لا تتوقف، وهدفها ينكشف تدريجاً أمام الوعي الانساني حتى بلوغ الامساك بأسرار الذرة، "نواة" تركيبة الأكوان بامتدادها اللامحدود، وتجددها الدائم، أسرار تستمر في بث العلم اليقين عن علاقة إنسان الأرض بكامل الوجود.


وانتم يا أهل السياسة عندنا، بفكركم المحدود داخل أطماعكم، تصدقون أن من دونكم لا يستمر الزمن، جاهلين أنكم ما تطورتم ولا فتح إدراككم على عمق التجربة الانسانية المتنقلة بين عصور مضيئة وأخرى مظلمة، والحصاد يحمل فقط انساناً سجّل تطوراً لافتاً في فهمه لمسيرة الحياة.
وليتكم يا أهل السياسة عندنا سجّلتم ولو إشارة واحدة الى تطور ادراككم لأبعاد مسؤولية مصيرية حملتموها لخدمة المجتمع والوطن، فتوقفتم عن استباحة المكان وانسانه لتنفيذ لعب سخيف، أناني، تعرضون أثناءه عضلات تفوقكم على خصومكم السياسيين الذين لا يقلّون جهلاً عنكم. فأنتم في سلّة واحدة تشترون سلام الناس وطموحهم وتبيعونهم أوهاماً مذهبية ومدنية مخدرة، وتؤخرون مسيرتهم الى آفاق وعي جديدة.
ولا يهمنا من منكم يسقط على جانب الطريق ولا من يستمر. ولا تهمنا مشاريعكم الوهمية التي لا تتحقق أبداً، فأنتم كاذبون، بكل مؤسساتكم، وأنتم تجار ماض وديانات، وتجار حاضر ومذاهب وتجار أراض وبحار، تتقاسمون جسد الأرض الأم، تبيعونه وتكدّسون الأموال في صناديقكم، والجهل في قلوبكم.
ما من خير دائم ولا من شر دائم يا سادة، فالاثنان وجهان لعملة واحدة، هل تعرفون؟ هل تعرفون أن القيم التي تبشرون بها، منافقين، مثل من ورثتم عنهم زيف الكلام والأداء، ما عادت تمنحكم ثقة الناس، فقد سحبتم الاطمئنان من قلوبهم، وسحبوا منكم كل ثقة تجعلكم جديرين بلقب "حكّام".
ها الوطن قد أفلس بكل مؤسساته، بفضلكم وبفضل كل من سار وراءكم مهللاً لبضعة دولارات ترمونها في جيوبهم. لذا لا يهمنا من يأتي منكم رئيساً لمطلق مركز علا ثم ذاب كما ثلج حزيران. وانكفئوا، ولتكن لكم جرأة الانسحاب من تكرار مشهدية مريضة تضج بظلام أدائكم كبشر ما استحقوا يوماً أن تلمس جفونهم خيوط الشمس.
انكفئوا وارحلوا جميعاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم