الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"أسوأ متحرش بالأولاد في بريطانيا...اعتدى على 71 ولدًا ورضيعًا !

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
"أسوأ متحرش بالأولاد في بريطانيا...اعتدى على 71 ولدًا ورضيعًا !
"أسوأ متحرش بالأولاد في بريطانيا...اعتدى على 71 ولدًا ورضيعًا !
A+ A-

من حسنات البلاد المتحضرة أنها تلقي القبض على المجرم المدان بالجرائم، وتكشف عن هويته. أما الفارق الشاسع بين مسار كشف الجرائم بين لبنان وبريطانيا أن سكان "مدينة الضباب" لم يتساهلوا يوماً في المطالبة بحقيقة مجرم سفاح شغل الأوساط البوليسية ويدعى ريتشارد هاكل، وهو عرف اسم "أسوأ #متحرش بالأولاد في بريطانيا" في وسائل الإعلام في بريطانيا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد اعترافه بأنه مذنب بجرائم الاعتداء على 71 ولدًا ورضيعًا، وفقاً لما نقله الموقع الإلكتروني لشبكة الـ"سي أن أن" الصادر باللغة العربية.


 


المسيحي الملتزم !
وقد أصدرت محكمة لندن في 6 حزيران 2016، وفقاً لجريدة الغارديان البريطانية، بحقه 22 حكماً بالسجن مدى الحياة بعد إقراره "بارتكاب 71 تهمة اعتداء جنسي على أولاد في ماليزيا وكمبوديا تترواح أعمارهم بين 6 أشهر و12 عاماً". وأكمل المصدر نفسه أن "الشرطة تعتقد أن ريتشارد هاكل (30 عاما) اعتدى على 200 ولد ورضيع معظمهم من أسر فقيرة في كل من كامبوديا وماليزيا".
وشكل الإعلام البريطاني والعالمي "رأس الحربة " في قضية هاكل وكشف ذيول هذه الجريمة البشعة. لم يتبنّ الصحافيون المنهاج العتيق والتقليدي لصحافتنا، الذي يغطي الجريمة في ساعتها مكتفياً بوضع الحرف الأول من اسم المجرم أو حتى الضحية وشهرة كل منهما، بحجة الخوف من دعم جهة سياسية لإطلاق السفّاح ومحاولة إسكات الضحية. اضافة إلى أن هذا الإجراء قد يكون تفادياً لخدش "حياء" مجموعة في مجتمعنا الصامت تهاب الفضيحة وتفضل السكوت على الجرم بدلاً من الحديث عنه تفادياً لتكرار معاناة جديدة في حياة ضحية أخرى.



وأظهرت الصورة الفوتوغرافية لهاكل، التي نشرتها الصحف مع مجموعة المواضيع المتابعة للجريمة، ملامح وجه رجل مخيف شاحب يعكس من خلاله حالاً من الرهبة لمحيطنا. ونقل الموقع الإلكتروني الـ"بي بي سي" الصادر في اللغة العربية أن "ريتشارد هاكل يعمل بصفة مصوّر حرّ، واعتبر نفسه خلال التحقيقات معه بأنّه مسيحي ملتزم!". ونقل الموقع عينه أن والدي المجرم أصيبا بصدمة كبيرة عندما عرفا بمجموعة الجرائم التي ارتكبها ابنهما ريتشارد، وطالبا بسير العدالة ومحاكمته على أعماله الشاذة والغير الإنسانية".



"وثيقة شر خالص"
وضع هاكل دليلاً، وفقاً لموقع الـ"بي بي سي،" من 60 صفحة عن استغلال الأولاد جنسيا، وهو ما وصفه القاضي بـ"وثيقة شر خالص." ذكر هاكل في رسائل نشرها عبر الانترنت إن "الأولاد الفقراء يسهل إغواؤهم أكثر من الأطفال الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة في الغرب". وتحدث عن طفلة (3 أعوام) اعتدى عليها، قائلا إنها "كانت مخلصة مثل كلبي، ولم يبدو أن أحداً يكترث لذلك".
اللافت في مسار التحقيق، ووفقاً للمصدر نفسه، "أن المحققين عثروا على أكثر من 20 ألف مقطع فيديو وصورة غير لائقة لاعتداءاته على الأطفال تبادلها مع مستغلي الأطفال جنسيا في كافة أنحاء العالم عبر الانترنت".
ولدى إصدار الحكم على هاكل، قال القاضي بيتر روك: "من النادر جداً بالنسبة لقاضٍ أن يصدر حكمًا بشأن انتهاكات جنسية على هذا النطاق ارتكبها شخص واحد".
وأضاف: "من الواضح أيضاً أنه لو لم يُلْقَ القبض عليك، فإنك كنت تخطط للاستمرار على نفس النهج مستغلا الخبرة التي كنت حريصا على التباهي بها وعرضها على المنتهكين الآخرين لتبقى على #الاستغلال_الجنسي للأطفال في هذه المجتمعات".



من ماليزيا إلى كامبوديا
كيف أوقع هاكل ضحايا؟ نقلت وكالة "رويترز" أن "هاكل اعتدى على ضحاياه خلال فترة "تسعة أعوام بين "آذار 2006 وكانون الأول 2014". وأعلنت الوكالة أن "كل الجرائم وقعت "في ماليزيا باستثناء الواقعة الأولى التي تضمنت الاعتداء على ولد في الثانية من عمره أثناء زيارة لكمبوديا".
سافر إلى ماليزيا للمرة الأولى عندما كان يبلغ 18 أو 19 عاماً. واتخذ صفة مسيحي ملتزم يعمل أستاذاً للغة الإنكليزية التي أتقنها في المعهد الثقافي البريطاني في ماليزيا ودرسها في إحدى مدارس العاصمة. في هذا الوقت، نال ثقة بعض القيّميين على دور أيتام خاصة بالأولاد الفقراء في مدينة كوالامبور، عاصمة ماليزيا. وتمكن وفقاً لجريدة الغارديان البريطانية أن يوقِع في "مصيدته" 5 أولاد وأن ينجح في الاستفراد بفتاة لا يتعدّى عمرها الخمس سنوات.



رغم كل ذلك، لم تتمكن السلطات الماليزية من الحصول على إثباتات قاطعة تدين السفاح. لكن السلطات تمكنت من وضع يدها على حاسوبه الخاص ،الذي كان يحوي 20 ألف صورة فاضحة تخدش الحياء لأولاد عراة وأكثر من ألف صور تكشفه في حالات مخلّة للآداب مع الأولاد.
توجه فريق من صحيفة "صنداي تايمس" البريطانية لرصد مراحل حياة هاكل، التي تمركزت في قرية نائية على بعد 15 كلم من كوالامبور، العاصمة الماليزية. ونقل المصدر نفسه أنه عاش عاماً كاملاً في هذه البلدة النائية وتوالت إقامته لأعوام عدة حيث حاول بصفته مسيحيًّا ملتزمًا أن يقارب مجموعات عائلية متواضعة جداً من مستوًى تربوي متدنٍّ، لا سوء نية لهم في الأشخاص الذين يقاربون أولادهم أو عائلاتهم بل يمدون صلات من الثقة بسهولة مع أي غريب يقصد بيوتهم... لم يكتف بذلك بل كان يتردد إلى كنيستين لمتابعة الرعايا فيها والتعرّف على أولادهم. كما أبدى رغبة في التطوّع في دور خاصة للأولاد لمقاربة الصغار.



ووقعت كل الجرائم في ماليزيا باستثناء الواقعة الأولى التي تضمّنت الاعتداء على طفل في الثانية من عمره أثناء زيارة لكمبوديا. لكن اللافت في المحطتين هو صمت الضحايا وتباطؤ المسؤولين في رصد هذه الحالات. وقد حاول هذا الأخير أن يبعد الشبهات عنه ليوهم بعض متابعي جرائمه أنه وقع بغرام إمرأة هندية، ويتوق إلى العيش معها في وطنها الأم. لكن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المحيطين به من كهنة وبعض الراشدين أرشدوا تباعاً ليُلْقى القبض عليه وهو في مطار لندن في العام 2014.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم