الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اتفقَ الوزراء: "ليس كل القمح مسرطناً"... ولكن كيف الوقاية من المسرطِن؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
اتفقَ الوزراء: "ليس كل القمح مسرطناً"... ولكن كيف الوقاية من المسرطِن؟
اتفقَ الوزراء: "ليس كل القمح مسرطناً"... ولكن كيف الوقاية من المسرطِن؟
A+ A-

صدمة تلقاها اللبنانيون بعد اطلاعهم على الحقيقة أن عدوهم القاتل في بيتهم، وذلك باعلان وزير الصحة وائل #ابو_فاعور عن وجود قمح مسرطن في الاهراءات، مثبتاً الأمر من خلال نتائج فحوصات أجراها فريق من الوزارة بأخذ سبع عينات من دفعة واحدة من القمح، حيث أظهرت النتيجة أن 4 عينات من أصل 7 غير مطابقة للمواصفات اذ بلغت نسبة الأوكراتوكسين 15 ميكروغرام في الكيلوغرام، بينما المعدل المسموح به 5 ميكروغرام في الكيلو.
وزير الاقتصاد الآن حكيم سارع إلى نفي معطيات "زميله" مؤكداً عدم وجود مواد مسرطنة في القمح وأن الفحوصات التي قامت بها وزارته أظهرت أنه سليم، عازياً توصل وزارة الصحة الى هذه النتيجة الى الطريقة التي أخذت فيها العينات. سجال طال قبل أن يجتمع "الزميلان" ومعهما وزير الزراعة أكرم شهيب في الأمس، ويسحب ابو فاعور"السهم" الذي أصاب به حكيم، موضحاً أن "نتائج الفحوصات التي قامت بها الوزارة لا تنفي نتائج وزارة الاقتصاد، لافتاً الى أن العينات مختلفة وأنه ليس كل القمح مسرطناً، داعياً لاتخاذ إجراءات سريعة في موضوع التخزين والاستيراد". أما حكيم فأكد أن "هناك عينات إيجابية وان بعض العينات أتت نتائجها سلبية".
بين الوزارتين ضاع المواطن، واحتار بين "المسرطن" و"الغير المسرطن"، لا بل أدخلت كلمة جديدة على قاموس الكلمات الغربية للبناني وهي" الأوكراتوكسين"، فما حقيقة هذه المادة؟ وإلى أي مدى تشكل خطراً على صحتنا؟ ومن المسؤول عن اجراء الفحص على القمح قبل دخوله الى لبنان؟ والأهم ما هي مترتبات الاقرار بوجود عينة مسرطنة؟


"مطابق" ولكن!
"المعني بإدخال القمح الى لبنان عبر المرفأ هي وزارة الزراعة، التي لا يمكن ان نتخيّل انها ستعطي الموافقة على دخول القمح ما لم يكن مطابقاً للمواصفات، فهي التي تُجري الفحوصات والتحاليل، وبناءً على النتائج تقرّر إدخاله ام لا، وذلك بالتنسيق مع مديرية الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد المسؤولة عن الاهراءات حيث يخزن القمح"، بحسب مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد طارق. ومع ذلك، يقول يونس لـ"النهار" انه بعد الحديث عن وجود كميات كبيرة الاوكراتوكسين "أخذنا مئات العينات من القمح والطحين، من اهراءات المرفأ ومن المطاحن التي نعتقد أنه وصلها هذا القمح، اضافة الى حملة كبيرة قمنا بها على الخبز، وقد أجريْنا الفحوصات في مختبرات عدة كي نكون واثقين من النتائج التي أظهرت ان الخبز مطابق وكذلك الطحين مع ظهور مشكلة في عينة قمح واحدة".


"مسرطنة من الدرجة الثانية"
وجود مشكلة في عينة قمح يعني انها تحتوي على مادة الاوكراتوكسين بنسبة تفوق ما يُقرّه القانون، عن تلك المادة تحدّث الباحث في الهندسة الجرثومية في كلية العلوم في الجامعة اليسوعية الدكتور اندريه خوري فقال "هي سم فطري تفرزه أنواع من الفطريات الخيطية، موجودة في كل بلدان العالم، تظهر على الكثير من المزروعات والخضراوات والحبوب، تزيد كميتها مع التلوث واستخدام اساليب زراعية خاطئة، وتخزين المزروعات بشروط غير جيدة، أي أن المشكلة تبدأ من السهل وتتفاقم خلال التخزين وخلال النقل من بلد الى آخر اذا كانت شروط النقل غير سليمة".
وأضاف ان "هذه المادة مسرطنة من الدرجة الثانية، أي ان هناك العديد من الدراسات أظهرت انها تسبب السرطان. والمادة عينها مسؤولة عن مرض يصيب الكلى، كما أنها مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن سرطان الكلى وسرطان المثانة. ولا عوارض لها، فجأة يظهر المرض".


"مقاومة" من الدرجة الأولى!
"قمنا بفحوصات في فترة من الفترات على عيّنات من القمح وصلتنا من وزراة الصحة ظهر ان بعضها يحتوي على كميات مرتفعة من الاوكراتوكسين A المقاومة جداً للحرارة، والتي لا يزول منها خلال عملية التقشير وتنظيف القمح والخبز سوى حوالي 35 في المئة ما يعني ان المادة الاساسية للخبز والكاتو وغيرها من المأكولات تشكل خطرًا لا سيما على الصغار حيث جهاز مناعتهم ضعيف لذلك يحتّم القانون ان تكون نسبة هذه المادة قليلة جداً وهي 3 ميكروغرام بالكيلوغرام، أي 3 أجزاء بالمليون لكيلو غرام خبز، فعندما نجد أن بعض العينات تحتوي على 3 و7 و18 ميكروغرام في الكيلو، الامر يعني ان الكمية تخطت النسبة بأضعاف كبيرة وهي مشكلة خطيرة"، بحسب خوري الذي لفت إلى أنّ هذه المادة "تحتاج كي تخرج نصف كميتها من جسمنا إلى ستين يوماً، أي أنها من أكثر المواد الكيمائية التي تبقى في الجسم، فهي ترتبط ببروتينات الدم، ولنتخيّل أننا نأكل يومياً من هذه المادة على مدى ستين يوماً، الكمية تضرب بالآلاف". أما الحل برأيه فهو في "بت قانون السلامة الغذائية، واعتماد طريقة قياس عالمية لهذه المادة، واعتماد الطرق الزراعية السليمة".
عندما يكون الهواء الذي يتنشقه اللبناني وماؤه وطعامه مسرطناً، ويستمر على قيد الحياة يثبت أنه معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم