الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انها الضربة الخامسة... الروس ينسحبون ايضا!

المصدر: (أ ب - لاكروا)
انها الضربة الخامسة... الروس ينسحبون ايضا!
انها الضربة الخامسة... الروس ينسحبون ايضا!
A+ A-

بعد كنائس بلغاريا وأنطاكيا وجورجيا وصربيا الارثوذكسية، اعلنت بدورها الكنيسة الروسية انها لن تشارك في "المجمع الارثوذكسي المقدس الكبير" التاريخي الذي يُفترض ان يجمع كل قادة الكنائس الأرثوذكسية في العالم من 19 حزيران الجاري الى 26 منه في جزيرة كريت اليونانية... والسبب انسحاب كنائس اخرى منه.


انه الاعلان الكنسي الخامس الذي يضع بدوره المجمع، قبل ايام قليلة فقط من انعقاد، على المحك جديا. وبه، يتكتل الروس مع الانطاكيين والبلغار والجورجيين والصرب، للمطالبة بتأجيل المجمع الى وقت آخر تتوفر فيه المناخات المناسبة... والا فلن يشاركوا. ومع ذلك، يعمل البطريرك المسكوني برثلماوس الاول على فتح الباب أمام إجراء مزيد من المحادثات التي يمكن أن تمنع المجمع من الانهيار.


"اتخذنا قرارنا"
القرار الروسي حاسم. "لقد اتخذنا قرارا بأننا لن نكون قادرين على المشاركة في المجمع، إذا لم تذهب اليه كل الكنائس"، اعلن رئيس قسم العلاقات الخارجية في الكنيسة الروسية المتروبوليت هيلاريون، في تصريح تلفزيوني. بتعابير اخرى، لن تشارك كنيسة روسيا، "إذا كانت كنائس اخرى تنسحب".


وكان الاقتراح الروسي: التأجيل ايضا، بما يعني تأييد "اقتراح كنائس بلغاريا وانطاكيا وجورجيا وصربيا تأجيل المجمع الى موعد يتفق عليه لاحقا، في ضوء نتائج مناقشات مجموع الكنائس، مع شرط مطلق هو موافقة قادة كل الكنائس الارثوذكسية المستقلة المحلية المعترف بها رسميا"، قال مجمع اساقفة الكنيسة الروسية، عقب اجتماع عاجل له الاثنين 13 حزيران. "الكنيسة الروسية ستضطر الى التغيب عن مجمع كريت، اذا لم يوافق برثلماوس على إعادة جدولة المجمع".


وافاد هيلاريون ان "الكنيسة الروسية ستتواصل مع البطريرك برثلماوس لاقتراح تأجيل المجمع، حتى يتم حل الخلافات، وتوافق كل الكنائس على المشاركة". وشدد على انه "ينبغي ان تشارك كل الكنائس في المجمع. وفي هذه الحالة فقط، تكون قراراته مشروعة".


القسطنطينية تصر: سنمضي قدما
المجمع الكبير هو الاول من نوعه من الف عام. وبدأ التحضير له من 55 عاما. ايّ مجمع مماثل لم يعقده قادة الكنائس الأرثوذكسية من العام 787. منذ "الانشقاق الكبير" بين الارثوذكس والكاثوليك العام 1054، انعقدت نحو عشرة مجالس أرثوذكسية مصغرة على مر القرون، لمناقشة قضايا دينية أو عقائدية. واي منها لم يكن بهذا المستوى الكبير.


ومع اقتراب انطلاقه في 19 حزيران، تزداد شكوك ومخاوف حول انعقاده. للعارفين، يشكل إعلان الكنيسة الروسية التي ينضوي فيها نحو 130 مليون مؤمن، اي نحو نصف ارثوذكس العالم وفقا للتقديرات، ضربة قوية لخطط البطريرك برثلماوس، صاحب لقب "الأول بين متساوين"، والذي كان يأمل في ان يعزز جمع قادة 14 كنيسة أرثوذكسية مستقلة الوحدة بين الأرثوذكس في العالم، والمقدر عددهم بـ300 مليون.


لكن برثلماوس يصر، رغم الرياح الكنسية المعاكسة، على المضي قدما، بعناد. وتواصل لجنة صياغة البيان الختامي للمجمع اعمالها في كريت، برعاية البطريرك نفسه وباشرافه. "سنعقد المجمع بعشر كنائس اذا تطلب الامر"، تنقل صحيفة "لاكروا" الفرنسية عن عدد من القريبين من البطريرك. امر آخر: لا تراجع عن تسمية المجمع بـ"المجمع الكبير المقدس"، حتى لو تغيبت كنائس عدة. "اللاهوت امر، والحساب امر آخر"، يقول احد الخبراء من مستشاري البطريرك.


من جهته، يقول عضو لجنة تنظيم المجمع الاب الكسندر كارلوتسوس (أ.ب) أن "دعوة ستوجه الى الكنيسة الروسية وغيرها من الكنائس للالتقاء ومناقشة الاختلافات في 17 حزيران الجاري، اي قبل يومين من انطلاق المجمع". الاسبوع الماضي، اقترحت بطريركية موسكو عقد اجتماع تمهيدي لمناقشة القضايا الخلافية التي أثارتها الكنيسة البلغارية وغيرها.


واكد انه "لا يوجد امر رسمي بالتغيير أو التأجيل. وسنمضي قدما. لقد طلبوا عقد لقاء تمهيدي يسبق المجمع في 17 حزيران، ونتوقع منهم أن يكونوا هنا". واضاف: "نحن كنيسة الحب واحتضان الجميع".


اعترضات وتحفظات
من الاسبوع الماضي، بدأت الانسحابات الكنسية تتوالى. البداية مع الكنيسة البلغارية التي تذرعت "بخلافات حول جدول الأعمال". كذلك، عبّرت كنائس انطاكيا وجورجيا وصربيا عن اعتراضات وتحفظات... مع اقتراح "تأجيل المجمع إلى موعد لاحق تتوفر فيه العلاقات السلامية بين جميع الكنائس المستقلة، ويتأمن فيه الاجماع الأرثوذكسي على مواضيع المجمع ونظامه الداخلي وإجراءاته العملية"، وفقا لبيان انطاكيا.


وفقا لما تورده "لاكروا"، "فان التيارات المحافظة في الكنائس هي التي رفعت الضغط عموما في الاشهر الاخيرة، بحيث اعتبرت ان المجمع مسكوني للغاية، وبالتالي بدعة في نظر أشرس خصومه". وكتبت الصحيفة: "من البنود العشرة المسجلة في جدول الاعمال من العام 1976، خمسة فقط سمحت حتى اليوم بالوصول الى صياغة النصوص التي وافقت عليها قمة قادة الكنائس الـ14، والمقرر طرحها على التصويت في المجمع".


واضافت: "كان من شأن استراتيجيا التوافق الأدنى التي اعتمدتها القسطنطينية، الحد من المناقشات، وبالتالي من خطر الخلافات بين الكنائس، بما يؤمن انعقاد المجمع، مهما كان. "المهم التوصل الى الاجتماع، كي نوجه الى العالم علامة وحدة"، يقول احد القريبين من البطريرك المسكوني.


وفقا للاهداف، يناقش المجمع دور الكنيسة الأرثوذكسية ورسالتها، الى قضايا تتعلق بوظيفة الكنائس وعلاقاتها بالطوائف المسيحية الأخرى. وتعتبر وحدة الكنائس الأرثوذكسية شرطا أساسيا لأية مصالحة مع الفاتيكان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم