اشترِك في نشرتنا الإخبارية
في برلين أدهشتني أعمال الفنان وليم كنترج
في برلين شاهدت للمرة الاولى اعمال الفنان وليم كنترج، الذي اصبح من ألمع الفنانين التشكيليين في العالم. ولد في جوهانسبورغ العام 1955، وتعاطى الفنون السينمائية والبصرية والصور المتحركة والمسرح، ووظّف التحولات الجسدية والفكرية بطريقة مبتكرة، جاعلاً الدهشة هي لغة المُشاهد الوحيدة، لشدة تتابع حركات الاشخاص وسرعتها الفائقة، قبل ان تحل مكانها تحولات وتشابكات وتطورات متعددة تضطرنا الى الانحناء نحو الامام كأننا نشهر عجزنا عن المتابعة المنطقية لما يمر امام عيوننا.
اشتهر وليم كنترج كثيرا ونال جوائز عدة وعرض في مواقع فنية مهمة في العالم، منها الدوكومنتا وبينالي ريو دي جينيرو. تعرف تجهيزاته بقوة تركيزها على الحركة في الاجساد وكل ما يحيطها ويساهم في تطوير الاساليب التصويرية التي توصل اليها بفضل جديته وبراعته وامكاناته الحادة.
معرضه حاليا في برلين في مارتان غروبيوس بو، إلى 21 آب، يستقطب اهتمام الشباب من كل جنس. كثر يدخلون ويخرجون أو يجلسون طويلا على مقاعد من خشب ويتابعون إيقاعات الأعمال وهندساتها. الطريف هو الحضور الجسدي للفنان في كل المشاهد، أكانت مضحكة أم محزنة. احيانا ننتقل فجأة الى اجواء مشهدية ذات ايحاءات طقوسية لكنها لا تستمر كثيرا، إذ يتتابع التنقل في الاوضاع حتى الثمالة. نخرج من صالة العرض البصري، لندخل صالة فسيحة فيها المعروضات الاساسية للفنان، الذي ننحني له ونرفع القبعة. انه يحتل المكان وعقلنا وحواسنا، فنلاحقه، مطالبين بالمزيد، كأننا نود مشاركته في كل نقلة او كلمة او حركة.
من مآثره تحيته لعملاق السينما جورج ميلياس (1861-1938) في العام 2003. من اعماله ايضا رسوم وافلام وصور متحركة واستعماله المواد التلوينية والاساليب المتطورة في تكوين مقتطفاته التصويرية وقصصه وانجازاته التشكيلية والسينمائية والغنائية الاوبرالية والافلام ذات الشخصيات المتحركة وغيرها من اشكال الخلق الفني المميز والفريد والمانح الرضى له اولا ولمتتبعيه.
