الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اليوم صرْتُ أيقونةً

المصدر: "النهار"
لور غريّب
اليوم صرْتُ أيقونةً
اليوم صرْتُ أيقونةً
A+ A-

قرأتُ في جريدة "لوريان لو جور" منذ أيام مقالاً عن المعرض الذي يقام في غاليري جانين ربيز لغاية نهاية هذا الشهر، ويضم إيتل عدنان، هوكيت كالا، لور غريب– أي أنا- في رؤية من وراء الالتماسات الفكرية والمرئية والحواسية، وشعرت بكثير من الاعتزاز بأنني أصبحت ايقونة من أيقونات الفن في لبنان.


انا أيقونة. زيحوا من دربي.
أرجوكم لا تفكروا بأنه عليكم ان تنحنوا عندما تذكروا اسمي. بقيتُ 84 سنة ينادونني لور غريب وكنت مبسوطة حتى "الهبل" بهذه التسمية التي تركتها لي أمي لأنها من كثرة ما ولدت أطفالاً كان اسم لوريس- الذي حوّلته الى لور ليصبح مقبولاً لدى الخواجات والوجهاء الذين يسكنون مدينتنا دير القمر في قضاء الشوف- الذي كان بالنسبة إليّ– الأقرب الى القمر والنجاح والقمة رغم أن الجيبة خالية ولا تحتاج الى تشريفات لتصبح من المشاهير.
أنا الآن في برلين. حذارِ الخلط بين الواقع والماضي. حتى لو عادت أمي الى الحياة لن تعرفني. أنا من كانت أيام الصبا تضع رأسها على ركبتيها وتقول بفخر: يقبروني الرجال. وتجيبني: بدي أقصلك هاللسان. انت رح تجرصينا بين الناس. وتضيف جبت 8 ولاد وما صار معي مشاكل الا معك. اتذكر مرة ان ابي فاجأني السابعة صباحاً وانا اعود الى البيت لأغيّر ملابسي، وقال لي بسذاجة: الآن تذهبين الى المكتب؟ وكنت حاملة تحت إبطي حذائي كي لا أوقظ العائلة. فأجبته: لديّ عمل مستعجل.
هذه من الماضي؟ لم أعد أعرف.
وإن اصبحت أيقونة فعليّ الانضواء تحت عنوان المثل العليا والطاهرين والذين يتعبدون اليهم ويحترمونهم وينظرون اليهم وكأنهم مخافون بتسميتهم ويجب ان يكونوا قدوة في مجالهم الفني والعملي. وهذا ليس من شيَمي، فأنا أفضل أن أظل لور غريب ولا تهمني التسميات.
كل عمرها عايشة من دون غطاء اجتماعي وأدبي وفني. واللعنة على التسميات والالقاب وما لا يتناسب مع بنت كان عمرها ثماني سنوات منذ اكثر من ثلاثة أرباع قرن وتريد ان تبقى وتموت وهي لم تتجاوز الثامنة.



[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم