الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تيم وقصي ومكسيم: مَن المظلوم؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
تيم وقصي ومكسيم: مَن المظلوم؟
تيم وقصي ومكسيم: مَن المظلوم؟
A+ A-

هذا النصّ أيضاً ليس ثأراً شخصياً. أو محاولة لرفع البعض وتحطيم البعض الآخر، وفق ما قد يجود به مغرّدون عبر "تويتر". مكسيم خليل في "يا ريت" ("أم تي في")، قصي خولي في "جريمة شغف" ("الجديد") وتيم حسن في "نصّ يوم" ("الجديد")، ثلاثة وجوه متفاوتة الحضور بتفاوت الموقف والمشهد. لا يصنع النصّ المتعثّر ممثلاً من دون شوائب. يظلمه ويظلم قدراته وثقة الآخر به. كحال ما يجري مع قصي خولي المُفرَّغ حتى الآن من إمكاناته، فيما خليل يتأرجح بين الخفوت والحضور، وتيم حسن لولا ثُغر النصّ وسذاجة بعض لحظاته، لتألق في دور الطيّب الذي يتلقّى الطعنات في ظهره.


ليس الدور في "نصّ يوم" بقوّة دور تيمور تاج الدين في "تشيللو" (رمضان 2015)، لكنّه يلمس المُشاهد لفرط التعاطف مع أصحاب القلوب الطيّبة. هنا دور تيم حسن يختلف. قوّته في إقناعك بأن  لا فارق أحياناً ما بين الطيبة والسذاجة. وبين اللكمة التي تهشّم الوجه وطعنة الظهر التي ترمي. أخذنا عليه فورية العشق وسرعة التعلّق. وإنما الدور تبلور منذ أصبحت يارا (نادين نسيب نجيم) في منزله، تمتصّ دمه من غير أن يشعر، وتسلبه عمره. دوران يكمّل واحدُهما الآخر ويحوّلان الضعف قوّة والقوّة ذاكرة وهمية. وقد لا يحتاج ميّار إلى النبرة العالية لفرض الحضور. ربما بحرقة القلب قد يفعل، وتوحّش الخديعة في العينين. تيم حسن قادر على كلّ دور.


وقصي خولي قادر، لكنّ دور أوس في "جريمة شغف" لا يزال ضائعاً. ليس الضياع في شوارع مصر ولا المصادفات الهشّة، بل ضياع الشخصية وجمودها في مكان واحد وعلى قدم واحدة. خولي، مِمن يضعف النصُّ حتى الآن، حضورَهم. ويظلم، حتى الآن، قدراتهم. نشاء ألا يمرّ الوقت والشخصية في انكماشها وثبوتها، فقط لأنّ النصّ عاجز عن الانطلاق، مقوّضاً الأدوار وممتصاً الوجوه وسحرها.


كاريزماتيٌّ ماكسيم خليل، وصاحب حضور مُنتَظر، لكنّه في "يا ريت" يؤدي دوراً قد يؤديه سواه ببساطة. ليس، حتى الآن، الدور الفريد اللافت. في النهاية، إنّها مسألة نصّ لا يستطيع تحدّي ذاته والعبور إلى حيث التيمات الجديدة والكاركتيرات المبنية على عمق وعِبرة. خليل في دور إياد رجلٌ يحمل في جيبه الكثير، وإنما يا للمصادفة، وُجد الجيب مثقوباً. قوَّض النصّ علاقة المُشاهد بشخصية مؤطّرة بهاجس الخيانة المُستهلك في المسلسلات، وأظهرها على نسق شخصيات لا جديد تفعله تحت الشمس، إلا الارتماء في حضن امرأة ووالدته في براد الموتى. للأسف.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم