الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إهانة "المنغولي"... "عن جد عيب"!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
إهانة "المنغولي"... "عن جد عيب"!
إهانة "المنغولي"... "عن جد عيب"!
A+ A-

ينتقل طارق سويد إلى تجربة جديدة لن تكون عابرة. الإنسان هو العِبرة وسويد إنساني. حلقة تخطئ "أم بي سي" بإطلاق هذا العنوان عليها: إهانة "منغولي". ذلك غير مُحبّب وإن كانت النيات طيبة. ممَ تشكو: إهانة شاب من ذوي الحاجات الخاصة؟ العنوان أطول، لكنه أفضل من اختصار مضرّ بالفكرة. وإن لم يكن القصد إهانة (وهو ليس كذلك، فغايات البرنامج سامية)، فبعض المفردات غير مستلطف يُفسد الروح الجميلة.


برنامج "الصدمة" الرمضاني الذي يقدّمه طارق سويد من لبنان، مع مقدّمين من الخليج ومصر والعراق، خطوة إنسانية قيّمة. باتفاق بين شباب من ذوي الحاجات الخاصة (متلازمة داون، كفيف، وفي البرنامج عناوين أخرى كإهانة أب أو عاملة منزل) وممثلين يدّعون قسوة القلوب وموت الرحمة في النفوس، تنطلق الحلقة. كان ذلك السوبرماركت مكتظاً، وأحدهم (الممثل القاسي) غاضباً. لماذا أيها الشاب؟ ما دهاك؟ تكرُّ الأسئلة الموجّهة لاستفزاز العاطفة والعقل: "ليش ما بتوظفوا حدا طبيعي؟ بيعرف يعبّي أكياس؟"، قاصداً شاباً من ذوي الحاجات الخاصة (ممثل يختزل ذروة الواقع) الموظف لمساعدة زبائن المحل في توضيب أغراضهم. فكان اعتراض بالهجات كافة: "إنتَ بتكلّمه كده ليه؟"، "طوّل بالك عليه"، وأيضاً: "ما بصير هيك. عيب عن جد". فعلاً عيب.


البرنامج كبير بإنسانيته وقلبه الصافي. لا بأس إن قلنا أنّه "مقلب" ذكي، يلقّن المُشاهد درساً من دون عصا. الرحمة يا بشر. الضمير هو أن تضع نفسك مكان الآخر. تلمس روحه. تشاركه الوجع والفرح. هو المعاملة والشعور بأنّنا جميعاً واحد. "ما نعرفشِ بعض بس بني آدمين"، كما قال مصريّ طيّب. تطييب خاطر الآخر. تفهّم خصوصية الظرف الصعب. "بالراحة" بعضنا على بعض. يقول البرنامج ذلك، فيتأثر القلب وتدمع العين.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم