السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رامز جلال يحترق: هل نصدّق التمثيلية؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
رامز جلال يحترق: هل نصدّق التمثيلية؟
رامز جلال يحترق: هل نصدّق التمثيلية؟
A+ A-

لن يكترث رامز جلال لرأي أحد. متحمّس ما شاء الله. ومستمرّ بالتهريج والثرثرة. كلّ سنة في #رمضان يتجدّد الموعد. وجه لا يُضحِك، فيحار ماذا يفعل؟ قرر فجأة أن يلعب بالنار. ويمازح الضحية بجوّ الجحيم من حولها. قرّر أنّه بذلك سيسجّل الرقم واحد في المُشاهدة. وسيؤكّد أنّه حالة لا تشبه سواها. وكلّ مقلّد مصيره الفشل حتى هاني رمزي. الكلّ خاسر إلا رامز جلال. فهو العارف كيف يلتقط الأنفاس. كيف يشدّ النظر. أو هكذا يظنّ. بعض الظنّ ليس في محلّه. لا يمكن رامز جلال التظاهر بأنّه خارج تفاهات الشاشة. هو في الصلب. في المقدّمة وعلى رأس اللائحة. مزعجٌ إلى أقصى حدّ، وصبياني كمخ. ضئيل الفطنة. يستبدل كلّ شيء بالصراخ. ويبني مواسمه على كثافة التهريج في شخصية البائس. نجَّم لا بفضل فرادة الموهبة ولا لأنّه متألق. يكفي أنّه ثرثار والتلفزيون يهوى الثرثرة وزعيق المشاهير. "رامز بيلعب بالنار" ("أم بي سي"، و"أل بي سي آي" التي قرّرت عرض الحلقات متأخرةً) حفل جنون هشّ. لا يُقنع. لا يدخل في رأس. ولا يهزّ المُشاهد. دعونا من البهورة المشهدية. ومن مؤثرات الخوف وبروباغندا الشرّ. دعونا من نبرة رامز جلال وساديته. بليد يبحث عن تثبيت قدم في عالم مضطرب. يواجه الآخرين بتضخيم الموقف ورخاوة الوجه. هو نفسه في كلّ الموسم وقد أصبح الكاراكتير مملاً جداً.


قال في الترحيب براغب علامة: "فارس أحلام الجنس اللطيف، قاهر قلوب المراهقات، بطل العالم في المزز، راغب علامة وصلّي عَالنبي"(!). البحر والجوّ، والآن النار. رامز جلال يُبدع. مهلاً، إياك أن تصدّق السخرية. يُبدع في تسخيف كلّ شيء. في الدوس على الضحكة. وفي جعل التلفزيون قبحاً إضافياً. ويُبدع في تكريس الصراخ عنصر مخاطبة. لكنّه هذه السنة انطلق باهتاً. لم تولع النار المُشاهد. حلقة راغب علامة طرحت أسئلة متناقضة. لم تظهر على ملامحه المفاجأة. أو الإصابة بصدمة النار المشتعلة. ولشيء من الريبة، واجه الجحيم بأكواب ماء بالكاد تُطفئ سيجارة. لسنا من أصحاب الذمة الواسعة، ولكننا لم نصدّق عفوية المقلب. انتفض علامة فجأة حين علم أنّ رامز اصطاده. رماه ببعض مفردات الغضب. وقرر عدم الصفح عنه، ثم لأنّ "المسامح كريم"، فعل. كان ذلك قبل أن يُخرج من جيبه زجاجة يرشّ بها وجه جلال. كيف نبتت فجأة؟ لا ندري. لعلّها حاضرة في جيب علامة دائماً. حضور التساؤلات بعد كلّ حلقة، أكانت حلقة علامة أو سواها. وكيف أنّ غادة عادل وصلت إلى الفندق من دون إحضار جواز سفرها. مصادفات تركت المُشاهد في حيرة. أحقاً حصل المقلب؟ بـ"عفويته" و"صدمته" و"غضب" الضحايا؟ يُشتم جلال ويُضرب وتُرفع عليه الدعاوى، وأنتَ أيها المُشاهد عليكَ أن تضحك. مثير أن ترى تسريحة شَعر الفنان مُخرَّبة والتعرّق يملأ وجهه. "علِّي الضحكاية علِّي" كما يصدح هاني شاكر. أيّ ضحك تنتظر من رامز جلال؟ في كلّ مرة يدّعي أنّ على الضيف إجراء مقابلة، ولم يعد ثمة فارق بين مقلبٍ في البحر أو الجوّ أو فندق 7 نجوم في المغرب يستدعي الفنان بذريعة تكريمه. الفكرة تتكرّر والنار هذه السنة تحرق صاحبها. لن تنفع أكواب المياه شيئاً أمام الخديعة. اسأل راغب علامة.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم