الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لحظة صدق

حياة ابو فاضل
A+ A-

هل يجرؤ السياسيون عندنا على البوح بأسرار لعبة باتت مهترئة، إن دلّت فعلى تبعية عمياء تأخذهم رياحها الى هنا وهناك والى قعر يشاركون فيه عالماً عربياً ما زال يتخبط داخل "قرون وسطى"؟ ولن أتحدث لا عن سوريا ولا عن العراق ولا عن فلسطين، وسأحصر اهتمامي داخل الحدود اللبنانية، حدود ما سمحت للبنانيين بالنأي بأنفسهم عما حدث ويحدث وسيحدث في بلاد الشام.. وهل ممكن حقاً الانفصال عن وحدة جغرافية تحمل وحدة مصير شعوب بعثرتها القبائل والمذاهب والجهل الكثير؟


من يخطط لجهنم على الأرض؟ ليت "المؤمنين" يطرقون مرة باب الصدق ويجيبون: من يُقيم شياطين الطائفية والمذهبية من أوكارها كلما اقتربنا قليلاً من أداء عقلاني فوق ملاعبنا السياسية والرياضية حيث يجمع المتفرجين طابة وسلّة وفريقان يتنافسان بفرح وروح رياضية. ورغم هذا تعود انفجارات البغض تفرّق بين القوم فتفسد طعم الحياة.
متى ندق باب الصدق بعدما توغّل سياسيونا في ميادين المواربة، وما كانت لهم يوماً جرأة الافصاح عمن يخطط برامجهم الفاشلة أينما اتجهوا؟ من يرسم لهم خطوات رقصة دمار ثم إفلاس يستثنى منها نظام مصرفي سيبقى الوجه المضيء الوحيد في سماء وطن الغيوم؟ هل يجرؤ التيار الأزرق أن يبوح بسرّ من يرسم له خريطة خطاه المتناقضة ساحبة انجازه من فشل الى آخر في ظل لا مبالاة غير مسؤولة؟ وماذا عن تيار برتقالي مرتبط بمقاومة دينية مستهدفة من غرب متحالف مع صهيونية ومع عالم خليجي عربي معاد لمقاومة شيعية، يدها بيد ايران، وأهل الخليج أهل سنّة، وكلاهما على خصام عتيق، ويصرّان على أن لا دخل للمذهبية في حرب إبادة تدور من سنين حاصدة كل ما يعلو عن سطح الأرض؟
والى التيارات بألوانها الفَرِحة، هناك أحزاب كثيرة بعد، وبعضها علماني، إلا أن المنتمين الى عقائدها لا يختلفون عن كل ما يميّز شعب لبنان الذي لا يقلّ فساداً عن حكّامه، فكلاهما في قارب واحد ممنوع عليهما صحوة تجنب المجتمع المفتت من الوقوع في قبضة دول خارجية، مذهبية، مغلقة، تطبق يديها على انفاس لبنان مانعة عنه هواء التطور.
لو يلجأ "حكامنا" ولو مرة الى الصدق فيخبروننا من ذا يقودهم كقطعان الى حافة الهاوية كل مرة يقف الوطن أمام استحقاق صار فاضحاً مثل مرآة لا تخفي صورة اهتراء من يقف أمامها. الا ان هناك في لبنان من لا ينتمي الى مطلق قطيع، لا سياسي ولا مذهبي، ويعيش مع الصدق، ولا يفاخر عالياً بحبه لأرض الوطن، ولا بحبه للسماء، ولا يعلن عن "حبّيه" في كل المناسبات. هو فقط صادق وصامت وعارف أن لا بدّ لعصر الانحطاط من أن ينتهي ذات يوم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم