الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ساعات قبل أن يهلّ الهلال... أهلاً رمضان

المصدر: طرابلس - "النهار"
رولا حميد
ساعات قبل أن يهلّ الهلال... أهلاً رمضان
ساعات قبل أن يهلّ الهلال... أهلاً رمضان
A+ A-

ساعات تفصل العالم عن بدء شهر رمضان الذي ينتظره المسلمون، ويتهيأون لقدومه طوال السنة. والكل في طرابلس على أهبة الاستعداد لظهور الهلال، والإعلان عن بدء الصوم، وقد أعد كل واحد عدته للبدء بما هو مطلوب.


وعند الانطلاق تكون معايير الحياة وحساباتها قد انقلبت رأسا على عقب، فيصبح الليل نهارا يضج حيوية ودينامية حياة، وطول سهر استقبالا يوميا للسحور، وصلاة الفجر، والنهار ليلا تسير فيه الحركة بهدوء، ويطول النعاس، وفترات النوم، خصوصاً مع حلول الشهر في أطول نهارات السنة، والتي تبلغ ذروتها في الواحد والعشرين من حزيران.


في الأماكن العامة، انتشرت الزينة وفيها الهلال والنجوم وأشرطة الإضاءة، تبعث الفرح في القلوب، وتهيء الشوارع والأحياء لاستضافة الضيوف الليليين الذين قل وجودهم في الشوارع لسنوات طويلة خلت بسبب التطورات، وظروف الأحداث.


ويعود الفضل لرمضان وحده كل عام في إحياء الحياة العامة الليلية، وتحريك الأسواق، مذكراً بالأيام الجميلة التي عاشتها المدينة منذ سبعينات القرن الماضي وما قبل.


قبل دخول الشهر، يودّع الناس أيامهم العادية بالسيران، فيقصدون المساحات الخضراء وضفاف الانهر والمنتزهات ويقيمون فيها المآدب، ويقضون بضعة أيام يرفهون بها عن أنفسهم، ويتهيأون لتحمل الصوم، وشروطه طوال شهر كامل.


مدفع رمضان


ومن أولى الاستعدادات تحضير مدفع رمضان الذي يدوي مع الغروب مؤذنا بانتهاء الصوم النهاري، ويختلط دويه مع الأذان، ثم تتكرر العملية فجرا إيذانا بالإمساك. وقد اعتاد مدفع قلعة طرابلس، الذي يشغله عناصر من الجيش اللبناني، على الدوي مرتين عند الفطور ومرتين عند الإمساك، فيصل صوته إلى مسافات بعيدة نظراً لموقع القلعة المطل على المدينة. ونقلت عملية القصف في السنوات الأخيرة إلى معرض رشيد كرامي الدولي، حيث يتم قصف قذيفتين خلبيتين، عند الفطور والإمساك.


المسحراتيون "شحذوا" الهمم وطبولهم، ونفضوا عنها الغبار، وشدوا حبالها، وهيأوا الصنوج، واستعادت ذاكرتهم الدعاءات والابتهالات التي يؤدونها في تجوابهم ما بعد منتصف الليل يوقظون النيام للتسحر. وخلال مرور الفرق تحت الشرفات والنوافذ، كثيرا ما يطل الصائمون، يطلبون دعاء، أو ابتهالا إيمانيا يؤديه المسحراتيون بأنغام خصوا بها شهر رمضان.


باعة الشراب، من عصائر الليمون، والجزر، والسوس، والخروب، والجلاب، والتمر هندي، حضروا بسطاتهم، إن تجوالا أم امام محلاتهم، وصناع الحلويات حضروا الخاص بالشهر، إلى جانب الحلويات العادية. أما الحلويات، فهي كثيرة ومتنوعة، مثل "الكلاج، والكربوج، وورد الشام، والبصمة، وحلاوة الجبن، والكنافة وزنود الست والشباكية التي تغتسل بقطرات العسل، بالإضافة الى الحلويات التي تعّد في البيوت كالمهلبية والرز بالحليب، وسواها.


وفي الأسواق، حركة استعداد لدى الباعة لتحضير مختلف أصناف الخضار والفاكهة، يتهيأون لعجقة ما قبل الظهيرة حيث ينشط الناس لشراء حاجاتهم، ويبدأون بعد الظهر بالتحضير للمأدبة.


وما يخشاه المواطنون هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فكثيرون من الباعة يستغلون مناسبة الصوم، ويرفعون الأسعار، في غياب أية مراقبة، فتزيد أعباء تكاليف الحياة على الناس.


المقاهي، وخصوصا منها في الأحياء الشعبية، تتهيأ لاستقبال ضيوف ما بعد الإفطار والصلاة، حيث ستعقد اللقاءات الحميمة، على فناجين الشاي والقهوة والنراجيل، ويدور التسامر بين الأصحاب الذين يغيب كثيرون منهم بقية أيام السنة، وينتظرون رمضان للالتقاء مجددا. ومنهم من يلعب الورق، والنرد، والداما، يقضون بها الليل حتى ساعات متأخرة قبل العودة للمنزل، فالسحور، والإمساك مجددا.


بعض الجمعيات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والخيرية حضر خيم رمضان، لاستضافة المحتاجين والمعوزين، يقدمون لهم فيها وجبات الإفطار انطلاقا من إيمانهم الديني، وخصوصا واجب الزكاة.


بدأ الناس يلقطون أنفاسهم استعدادا لسماع دوي المدفع مؤذناً ببدء الشهر الفضيل، وما هي إلا ساعات لن يطول انتظارها حتى يهل الهلال، ويبدأ الشهر بحياة جديدة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم