السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

المجتمع الدولي في باريس يدعم حل الدولتين ويُندّد بالتوسع الاستيطاني فرنسا تعرض حوافز اقتصادية وأمنية والسعودية متمسّكة بالمبادرة العربية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
المجتمع الدولي في باريس يدعم حل الدولتين ويُندّد بالتوسع الاستيطاني فرنسا تعرض حوافز اقتصادية وأمنية والسعودية متمسّكة بالمبادرة العربية
المجتمع الدولي في باريس يدعم حل الدولتين ويُندّد بالتوسع الاستيطاني فرنسا تعرض حوافز اقتصادية وأمنية والسعودية متمسّكة بالمبادرة العربية
A+ A-

أكد المجتمع الدولي في باريس أمس مجدداً دعمه حل الدولتين، فلسطينية واسرائيلية، وتعهد إقناع الطرفين بمعاودة مفاوضات السلام وتقديم حوافز للجانبين، على رغم رفض اسرائيل العلني لأي تدخل غير أميركي في هذه العملية. وبينما حذر وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت من أن "خطراً جدياً" يهدد حل الدولتين ويقترب من "نقطة اللاعودة"، رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المبادرة العربية تتضمن "جميع العناصر التي تتيح التوصل الى السلام".


ورد كلام ايرولت خلال اجتماع دولي في باريس حمل اسم "مبادرة من أجل السلام في الشرق الأوسط" وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون ووزراء وممثلون لـ30 دولة غربية بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى وزراء عرب يتقدمهم الجبير، وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي غياب طرفي النزاع.
وفي ظل جمود قائم منذ سنتين بعد المسعى الأميركي الأخير للتوصل إلى اتفاق على إقامة دولة فلسطينية، ومع تركيز واشنطن على الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني، تضغط فرنسا على اللاعبين الدوليين لعقد مؤتمر يهدف إلى كسر حال اللامبالاة بالأزمة وإيجاد زخم ديبلوماسي جديد لمتابعة المسار الديبلوماسي.
وبينما يدعم الفلسطينيون المبادرة، اعتبر مسؤولون اسرائيليون أنه محكوم عليها بالفشل، وأن المفاوضات المباشرة وحدها يمكن أن تتمخض عن حل للصراع الطويل. ولم تدع اسرائيل أو الفلسطينيون إلى المؤتمر على رغم أن الهدف هو إعادة جمعها في مفاوضات جديدة بعد الانتخابات الأميركية قبيل نهاية السنة.
ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن التغييرات التي حصلت في الشرق الأوسط منذ انهيار جولة مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية الأخيرة، زادت العملية تعقيداً وجعلت عودة الجانبين إلى طاولة التفاوض أكثر إلحاحاً، مشيراً الى أن "الخيار الشجاع" للسلام يعود إلى الفلسطينيين والاسرائيليين، غير أن "مبادرتنا تهدف إلى منحهم ضمانات أن السلام سيكون صلباً ودائماً وفي رعاية دولية".
وشدد على أن "النقاش في شأن شروط السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يأخذ في الحسبان المنطقة بكاملها"، ذلك أن "المخاطر والأولويات تغيرت"، في إشارة إلى تصاعد أعمال العنف والاضطرابات في سوريا والعراق واليمن وجنوب شرق تركيا واتساع نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مساحات شاسعة من المنطقة. وخلص الى أن "التغييرات تجعل إيجاد حل للصراع أكثر إلحاحاً، وهذا الاضطراب الإقليمي يولد التزامات جديدة أمام السلام".
وقال وزير الخارجية الفرنسي: "يجب التحرك في شكل عاجل للحفاظ على حل الدولتين وإحيائه قبل أن يفوت الأوان"، مكرراً عزم فرنسا على تنظيم مؤتمر بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية السنة.
وفي البيان الختامي، أيد المشاركون في الاجتماع "عرض فرنسا تنسيق" جهود السلام، وكذلك "إمكان عقد مؤتمر دولي قبل نهاية السنة". وعبّروا عن "قلقهم" من "استمرار أعمال العنف والنشاطات الاستيطانية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة و"التي تعرض للخطر" أي حل محتمل يقوم على مبدأ الدولتين، ذلك أن "الوضع القائم حالياً" لا يمكن أن يستمر.
وبحث المشاركون في سبل مساهمة المجتمع الدولي في دفع عملية السلام قدماً، وخصوصاً من طريق "اقتراح محفزات على الجانبين".
واقترح ايرولت "البدء بعمل في شأن المحفزات على الصعيد الاقتصادي وعلى صعيد التعاون والأمن الإقليمي" و"تعزيز قدرات الدولة الفلسطينية المقبلة". وتعهد أن يُباشر ذلك "قبل نهاية الشهر" من أجل "التوصل الى رزمة محفزات شاملة وتقديمها للاسرائيليين والفلسطينيين" خلال المؤتمر الدولي المزمع عقده لاحقاً في حضور الطرفين معاً.


موغيريني وكيري والجبير
وأكدت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني أن "سياسة التوسع الاستيطاني وعمليات الإزالة والعنف والتحريض، تكشف لنا بجلاء أن الآفاق التي فتحتها عملية أوسلو (عام 1993) عرضة لأن تتلاشى على نحو خطير".
وقالت إن اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط المؤلفة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تضع اللمسات الاخيرة على توصيات في شأن ما ينبغي فعله لتقديم حوافز وضمانات لإسرائيل والفلسطينيين للتفاوض. وابرزت "الدور الخاص" لأوروبا، "الشريك التجاري الأول لاسرائيل والمانح الأول للسلطة الفلسطينية".
لكن كيري لم يبد تفاؤلاً، إذ قال في موقف بدا تنصلاً من أي التزام أميركي مستقبلي: "سنرى... سنُجري ذلك الحوار. يجب أن نعلم إلى أين سيذهب وماذا سيحصل. بدأنا للتو. دعونا ندخل في المحادثات". ومعلوم أنه كانت له سابقاً جهود لإعادة إطلاق المسار التفاوضي، لكنها باءت بالفشل.
وكان مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية استبق المؤتمر الخميس بقوله: "لن نقدم أي اقتراح محدد، ولم نتخذ أي قرار في شأن ما يمكن أن يكون دورنا".
أما نظيره السعودي فرأى أن مبادرة السلام العربية التي قدمتها بلاده تتضمن "جميع العناصر التي تتيح التوصل الى السلام" في المنطقة، نافياً أي تعديل لمضمونها مع أنها تعود إلى عام 2002. وقال :"نعتبر أن هذه المبادرة هي الفرصة الفضلى"، آملاً في أن تسود الحكمة في اسرائيل، وأن "يوافق عليها الاسرائيليون".
وذكَر بأنها تلحظ التوصل إلى "اتفاق سلام بين اسرائيل والبلدان العربية" و"علاقات طبيعية" بين الجانبين في مقابل الانسحاب من الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.


الفلسطينيون واسرائيل
وأمس كتب أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في مقال أورده الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" أن المبادرة الفرنسية تشكل "بارقة أمل"، مطالباً بأن تحدد "إطاراً وجدولاً زمنياً واضحين" لإقامة الدولة الفلسطينية.
غير أنه علق لاحقاً على البيان الختامي قائلاً إن النص مبهم، ودعا إلى عدم رفع سقف التوقعات، مع الأمل في رؤية شيء ملموس يأخذ في الاعتبار المصالح الفلسطينية من قبيل وضع حد للاحتلال وحل قضايا الوضع النهائي العالقة ووضع جدول زمني محدد لقضايا اللاجئين ومصير القدس. وفي كل الأحوال، يعتبر الاجتماع في باريس "خطوة مهمة جداً"، والرسالة منه واضحة، "إذا سمحنا لإسرائيل بمواصلة سياسات الاستعمار والفصل العنصري في فلسطين المحتلة، فإن المستقبل سيكون أكثر للتطرف ويشهد المزيد من سفك الدماء، بدلا من التعايش والسلام".
وشدد على مواصلة "النهج المتعدد الطرف"، على نقيض مطالبة تل أبيب بمفاوضات ثنائية. وقال: "أجرينا مفاوضات ثنائية مع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لأكثر من عقدين من الزمن، ولكنها لا تزال تنتهك جميع الاتفاقات التي وقعناها". والسلطة الاسرائيلية الحالية ضاعفت عدد المستوطنات ثلاث مرات. ولاحظ ديبلوماسي فرنسي أن الفلسطينيين باتوا على "حافة اليأس" وهم يدعمون المبادرة تماماً.
وفي المقابل، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون بأن "التاريخ سيكتب أن اجتماع باريس لم يؤد سوى الى تشدد في المواقف الفلسطينية وإبعاد احتمالات السلام". وأضاف: "بدل إقناع (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس بقبول الدعوات المتكررة التي وجهها رئيس الوزراء (الاسرائيلي بنيامين نتنياهو) من أجل الدخول فوراً في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة، فإن المجتمع الدولي يذعن لمطالب عباس ويسمح له بمواصلة التهرب من المفاوضات المباشرة".
وقال الناطق باسم نتنياهو، ديفيد كيس إن السلام لن يتحقق من طريق فرضه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم