الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"البوندستاغ" تبنّى قرار الاعتراف بالإبادة الأرمنية ويريفان رحّبت \r\nأنقرة استدعت سفيرها وأردوغان توعّد بمزيد من الخطوات التصعيدية

المصدر: (وص ف، رويترز، أب)
"البوندستاغ" تبنّى قرار الاعتراف بالإبادة الأرمنية ويريفان رحّبت \r\nأنقرة استدعت سفيرها وأردوغان توعّد بمزيد من الخطوات التصعيدية
"البوندستاغ" تبنّى قرار الاعتراف بالإبادة الأرمنية ويريفان رحّبت \r\nأنقرة استدعت سفيرها وأردوغان توعّد بمزيد من الخطوات التصعيدية
A+ A-


بعيد تبني مجلس النواب الألماني "البوندستاغ" بشبه إجماع قرار "إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 سنة"، استدعت تركيا سفيرها في ألمانيا ولوحت بانعكاس الخطوة على العلاقات الثنائية، وأقر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر-شتاينماير بأن تجاوز أثر ذلك على العلاقات قد يستغرق أسابيع.


كان النواب الألمان تبنوا القرار مع معارضة نائب واحد وامتناع آخر عن التصويت. وفي إحدى قاعات "البوندستاغ"، رفع حاضرون، بينهم عدد من أبناء الجالية الأرمنية، لافتات كتب فيها: "شكراً لكم" عند إعلان نتيجة التصويت وسط التصفيق.
وقدمت النص كتل الأكثرية النيابية أي الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاشتراكي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلى حزب الخضر المعارض. وجاء فيه أن "مصير الأرمن يعد مثالاً على عمليات الإفناء والتطهير العرقي والطرد والإبادات التي اتسم بها القرن العشرين بهذه الطريقة الوحشية"، وأن "الامبراطورية العثمانية تتحمل مسؤولية جزئية عن هذه الأحداث".
ولم تحضر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المناقشات بسبب ما قيل إنه جدول مواعيدها، لكنها أيدت القرار خلال تصويت سابق للكتلة النيابية المحافظة. وقد شددت لاحقاً على أهمية العلاقات التركية-الألمانية، وقالت إن "السجالات المثيرة للجدل هي جزء من الثقافة الديموقراطية". وأملت في عمل تركيا وأرمينيا معاً لتجاوز جروح الماضي.
وعند بدء المناقشات لفت رئيس" البوندستاغ" نوربرت لاميرت الى أن المجلس "ليس محكمة ولا لجنة مؤرخين"، وان النواب الألمان "يتحملون مسؤوليتهم" في الموقف من النفي. وأسف لـ"التهديدات الكثيرة، بما يشمل التهديد بالقتل" التي استهدفت بعض النواب، وخصوصاً المتحدرين من أصول تركية، لكن هذه التهديدات "غير مقبولة، ولن نسمح بترهيبنا". وشدد على أن السلطات التركية الحالية ليست مسؤولة عما حصل قبل مئة سنة، لكنها تتحمل مسؤولية ما يحصل على صلة به في المستقبل.
ويذكر أنه قبل الآن لم تتخذ برلين موقفاً واضحاً من مجازر الحرب العالمية الأولى، وأقرت نحو 12 دولة أوروبية، بينها فرنسا، قرارات في هذا الشأن، وكذلك فعلت روسيا.
وكان الرئيس يواكيم غوك المسؤول الألماني الأرفع يطلق على ما تعرض له الأرمن وصف "الإبادة". وأثار خطابه العام الماضي لدى إحياء الذكرى المئوية للمجزرة، انتقادات شديدة من تركيا.
وقال فرانتس يوزف يونغ باسم الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل :"نحن لا نهدف إلى محاكمة تركيا، لكننا نوضح أن تحمل المسؤولية عن الماضي أمر لا بد منه لتحقيق المصالحة".
ورحب وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبنديان بالقرار، وأشاد به باعتباره "مساهمة ألمانية قَيمة، ليس في الاعتراف والتنديد الدولي بإبادة الأرمن فحسب، وإنما في النضال العالمي لمنع ارتكاب إبادة وجرائم (جديدة) ضد الإنسانية".


أنقرة
وسارعت أنقرة إلى التنديد بالقرار واستدعت سفيرها حسين افني كارسلي أوغلو للتشاور، وكذلك استُدعي القائم بالأعمال الألماني إلى وزارة الخارجية في وقت لاحق.
وبعد ذلك أمل فالتر-شتاينماير في عدم صدور ردود فعل "مفرطة" من تركيا. وقال في بيان خلال رحلة إلى الارجنتين إنه "قرار مستقل للبرلمان الألماني. وكما كان متوقعاً، صدر رد فعل تركي على ذلك، وآمل في أننا سنتجنب في الأيام والأسابيع المقبلة ردود فعل مفرطة". وكان قد تساءل قبل أيام عن جدوى هذا التصويت في ظل وجود ثلاثة ملايين ألماني من أصول تركية، وهم "على علاقة وثيقة بتركيا"، وكذلك انعكاس ذلك على العلاقات الاقتصادية وأزمة الهجرة.
وفي المقابل، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من كينيا من أن الاعتراف "سيكون له تأثير خطير على العلاقات التركية - الألمانية"، وقال إنه سيتخذ عند عودته إلى تركيا قراراً بشأن "الخطوات" التي سترد بها بلاده. وأشار إلى أن استدعاء السفير خطوة أولى.
ووصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الأمر بأنه "خطأ تاريخي"، قائلاً إن "الأتراك فخورون بماضيهم، وليس في ماضينا حادث واحد يدفعنا إلى أن نحني رأسنا خجلاً أو إحراجاً".
كذلك رأى الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش أن "اعتراف ألمانيا ببعض المزاعم المحرفة التي لا أساس لها يشكل خطأ تاريخياً"، و"هذا القرار باطل ولاغ".
وفي حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، وصف وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو القرار بأنه خطوة "غير مسؤولة"، متهماً برلين بالسعي الى تحويل الأنظار عن تاريخ الرايش الثالث المُظلم، في إشارة إلى انتهاكات النازية. وأضاف أن "طريقة التغطية على الصفحات القاتمة في تاريخهم يجب ألا تكون من طريق تشويه تاريخ الدول الأخرى من خلال قرارات البرلمان غير المسؤولة والتي لا أساس لها".
وجاء الاعتراف بالإبادة وقت تعتمد ألمانيا والاتحاد الأوروبي على مساعدة تركيا في وقف تدفق المهاجرين إلى القارة الأوروبية، على رغم تصاعد التوتر بين الجانبين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وسواها من القضايا.
وتسعى يريفان منذ فترة طويلة الى الحصول على اعتراف دولي بالإبادة، إلا أن أنقرة ترفض استخدام ذلك الوصف للإشارة إلى ما تعرض له الأرمن قبل قرن، وتقول إن ما حصل مأساة جماعية قُتل فيها عدد متساو من الأتراك والأرمن.
ومارس الأتراك ضغوطاً قبل التصويت، فقد اعتبر يلديريم أن مبادرة "البوندستاغ" تشكل "اختباراً فعلياً للصداقة" بين البلدين. وكذلك حذر أردوغان من أن تمرير القرار "سيلحق ضرراً بالعلاقات المستقبلية بين البلدين"، وقد اتصل الثلثاء بميركل للتعبير عن "قلقه" والتشديد على أن هذا "الفخ" يمكن ان يؤدي الى "تدهور مجمل العلاقات مع ألمانيا".
ومعلوم أن تركيا تعترف بسقوط نحو 500 ألف قتيل من الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وذلك في انتقالهم قسراً إلى العراق وسوريا ولبنان التي كانت في حينه خاضعة للسلطنة العثمانية، وليس بـ"إبادة". وتقول إن الأمر كان يتعلق بقمع سكان تعاونوا مع العدو الروسي إبان الحرب العالمية الأولى، كما تؤكد أن عشرات الآلاف من الأتراك سقطوا على أيدي الأرمن.
وعام 1985، اعترفت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإبادة الأرمن، ثم حذا حذوها البرلمان الأوروبي عام 1987.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم