السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"القوات" و"المستقبل"... ونصف الكوب الفارغ

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"القوات" و"المستقبل"... ونصف الكوب الفارغ
"القوات" و"المستقبل"... ونصف الكوب الفارغ
A+ A-

ربما لم يكن ينقص "سجال منتصف الليل" بين الرئيس سعد #الحريري ورئيس حزب #القوات_اللبنانية سمير #جعجع سوى اعلان فك التحالف لتنكسر الجرة بينهما، خصوصاً بعد توتر العلاقة بوقوف "القوات" اعلامياً وشعبياً إلى جانب انتصار اللواء أشرف ريفي في انتخابات طرابلس، لكن على الرغم من ظهور هذا الخلاف إلى العلن، لا بد من النظر أيضاً إلى نصف الكوب الممتلىء من هذه العلاقة. ويلتقي الطرفان عند ملفات عدة ولو كانا "رومانسيان" قليلاً لاتضح حجم التلاقي منذ العام 2005، وصولاً إلى تلاقيهما على تعويم نيات "حزب الله" بتعطيل الانتحابات الرئاسية رغم وجود مرشحين من قوى "8 آذار".


الشمّاتون كثر، ينتظرون الطرفين للاصطياد في الماء العكر، أما الجمهور فضاع بمبادرات لم تؤد نتيجتها، خصوصاً في شأن الشغور الرئاسي. ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية لم ينه الفراغ وتحالف #معراب وتبني جعجع ترشيح العماد ميشال عون لم يستطع حتى أن يذوب السكر في فنجان الرئاسة او يكسر المرارة.


لن يعود أي من الطرفين إلى الوراء، ورغم اللقاء الذي جمعها بعد عودة الحريري إلى لبنان، فإن الصراحة في المواقف لا تزال غائبة وظهرت في سجال "منتصف الليل" الذي يصفه عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح بـ"توضيح المواقف، وليس سجالاً"، ويقول لـ"النهار": "ما قاله الرئيس الحريري يعبر تماماً عن وجهة نظر تيار المستقبل ، ولا يمكن القول إن المواقف كانت حادة ولم تكن كذلك بل فقط هو "توضيح مواقف"، وليس قطيعة أو سجالاً بل توضيح للرأي العام لوضع النقاط على الحروف في شأن أحداث واقعية حتى لا يتجاهلها أحد".


السجال بدأ عندما اعتبر جعجع أن "تيار المستقبل" ضد تحالف معراب، علماً أن الحريري في مناسبات خاصة عدة أكد فيها لأنصاره أنه ليس ضد الوحدة المسيحية أو التحالف بل يعارض ترشيح عون الذي سبق أن ناقش ترشيحه إلى الرئاسة واتضح تعذر ذلك، فكان الرد على جعجع بـ"لا يا حكيم.. نحن مش ضد التحالف بس نحنا كمان لنا حق نبقى واقفين مع الي وقفوا معنا من ٢٠٠٥".


وردت مصادر قواتية على الحريري بما قاله جعجع في مقابلته التلفزيونية عندما سأل: "هل فرنجية وآل سكاف وقفوا إلى جانبك أيضاً؟"، وأضافت: "الحريري قال انه وفي لمن وقف معه، ولا نرى أن هناك من وقف إلى جانبه أكثر القوات اللبنانية في 14 آذار، ولا سيما أن فرنجية وآل سكاف لم يقفوا إلى جانبه بتاتاً"، وذكّرت بأن "الحريري تخلى في الملف الرئاسي عن حليفه جعجع الذي وقف معه واتجه نحو فرنجية من دون أن يتشاور معه، وفي انتخابات البلدية وقف ضده إلى جانب آل سكاف"، متسائلة: "عندما كان الحريري غائباً ولولا سمير جعجع والقوات هل كانت ستبقى "14 آذار"؟ وقال انه وفي إلى (النائب) دوري شمعون و(الوزير) بطرس حرب و(النواب) هادي حبيش وفريد مكاري وسامي الجميل وغيرهم، فهل هؤلاء كان بامكانهم انشاء 14 آذار لولا سمير جعجع اولاً؟ وهل شاورهم الحريري قبل ترشيحه فرنجية؟ أهكذا يكون الوفاء للحليف؟ لم يسالأهم الحريري بل رشح فرنجية وهم لحقوا به، وإذا كان يحسب ان القوات اللبنانية تعتمد هذه الطريقة فيكون الحريري مخطئاً، فنحن حليف أساسي وإما ان نتواصل مع بعضنا في القضايا السياسية وإلا "شو بدنا بهل القصة"". وعلى الرغم من هذه الحماوة القواتية على الحريري فإن المصادر تؤكد ان ما حصل ليس "سجال قطيعة" بل هو "عتب ولوم ولم تنقطع شعرة معاوية مع الحريري".


ذكّر الحريري في تغريداته بمسألة التعطيل، معتبرا أن من عطل مبادرته لانهاء الفراغ هو "انت يا حكيم وحزب الله"، فقرأ البعض هذه الجملة بأن مكانة القوات والحزب باتت واحدة بالنسبة إلى الحريري، لكن الجراح يوضح: "حزب الله بالنسبة لنا واضح في انه يعطل الانتخابات لأنه لا يريد رئيس جمهورية ويستفيد من عملية الفراغ في لبنان لاجهاض المؤسسات واسقاطها، لكن الحديث عن جعجع لناحية التعطيل كان من وجهة اخرى، ويرتبط بانتظار الأخير تغييرات اقليمية قد ترخي وضعاً أفضل وتؤدي إلى انتخابه هو (جعجع) رئيس جمهورية، ونحن لا نقول إن جعجع يشبه حزب الله في موضوع هدم المؤسسات والدولة بل من زاوية اخرى ترتبط بالتعطيل".


أين اسقط جعجع مبادرة الحريري؟ يجيب الجراح: "كان جعجع مرشح 14 آذار والمرشح الطبيعي للحريري، لكن عندما لامس الأخير استحالة انتخاب جعجع رئيساً، طرح خيارات اخرى، منها الخروج من المرشحين الاربعة إلى مرشح توافقي وانهاء الشغور ولم يكن جعجع يدعم وجهة النظر هذه بل كان ينتظر متغيرات اقليمية سريعة تؤدي إلى اراحة وضع 14 آذار أكثر وبالتالي الاتيان برئيس من 14 آذار أو هو شخصياً، أما في شأن مبادرة ترشيح فرنجية فإن جعجع أسقطها بترشيحه ميشال عون".


وفي المقابل تسأل المصادر القواتية: "كيف اسقط جعجع المبادرة، فهو شريك الحريري والأخير رشحه، وإذا عاد وتركه ورشّح غيره فهل يكون حينها جعجع من أسقط المبادرة أم الحريري؟ كان على الأخير أن يتواصل مع "القوات" بمبادرته قبل عرضها في المنصات الاخرى، ونعم الحريري أول من رشح جعجع، لكن عندما تريد التخلي عن الترشيح فيجب ان نتحدث لنرى ماذا يجب ان نفعل".


العلاقة بني "القوات" و"المستقبل" في رأي الجراح لا تزال قائمة على نقاط اشتراك وطنية كثيرة وترتبط بمسائل مهمة واساسية في البلد، "لكن هناك خلاف على المقاربات"، فيما مصادر القوات تعتبر أن "تطور العلاقة نحو الأفضل يرتبط بالظروف المحيطة". وتقدم نصيحة إلى الحريري بقولها: "عد إلى أصلك الـ 14 آذاري"، وعند سؤالنا عن نصيحة إلى الحكيم قالت: "الحكيم جاهز ولم يترك 14 آذار بل هو رأس حرب فيها، ونحن الوحيدون الذين نقف اليوم بوجه سلاح حزب الله، فيما هو يتفاوض معه بأكثر من 20 جلسة ولم يصلا إلى نتيجة".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم