الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ترويض الأفاعي في الدانمارك... وعاش الحوار!

المصدر: "النهار"
هالة حمصي – من الدانمارك
ترويض الأفاعي في الدانمارك... وعاش الحوار!
ترويض الأفاعي في الدانمارك... وعاش الحوار!
A+ A-

المهمة أُنجِزت، بمهارة مروّضي الافاعي. عند خط النهاية، وقف رجال ونساء، وبعضهم بِيَاقات وعمائم وأحجبة، مبتسمين، مستريحين بعد ساعات من "المناوشات" والمناقشات في طرق وعرة احيانا. في التعبير العسكري، "نجحت المجموعة في بلوغ خواتم مهمتها، وسط قنابل والغام". وعاش الحوار حول التطرف الديني وسبل مواجهته، بفضل ما بزغ كل يوم من افكار هؤلاء: 25 توصية او نتيجة، وكل منها بمثابة اداة عمل، اضافة الى فكرة مستقبلية واعدة. "تطوير قيم مشتركة بين المسيحية والاسلام، لتعزيز التسامح واستلهام التنوع".


في الساعة الاخيرة، أُطلقت الدعوة: "دعونا نطوّر بدائل وسردا ايجابيا لمواجهة التطرف. يجب تعزيز التعايش السلمي الديني والثقافي... وتطوير القيم المشتركة بين الاديان". وكان تنبيه الى "تأثير الشؤون الدولية والسياسات الغربية"، و"سوء تفسير الدين لكونه خطرا كبيرا"، مع تأكيدين: "للقادة الدينيين مسؤولية كبيرة في منع التطرف... والمواجهة الايديولوجية مع المجموعات المتطرفة ضرورية".


زوايا... ومستقبل الحوار
"موجودات" كثيرة خرج بها مؤتمر "الحوار بين الاديان في مواجهة التطرف" الذي نظمه مجلس كنائس #الدانمارك والمجلس الاسلامي في الدانمارك والفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي في كوبنهاغن، بدعم من مؤسسة "داين ميشن"، ضمن برنامج "الشراكة الدانماركية-العربية". مداخلات، عشرات المتكلمين خلال 3 ايام، تبادل للآراء، كلام جدي... وصورة ختامية ابتسمت فيها وجوه.


بتلك النقرة الصغيرة، انهى المؤتمر اعماله. ولكن قبل دقائق فقط، كانت المناقشات على اوجها، صريحة اقله. في مركز "بوروب" المجاور للبرلمان الدانماركي، تجالس مسيحيون ومسلمون، دانماركيون وعرب، مطارنة وائمة وقساوسة واكاديميون وبحاثة ومفكرون... وحاوطوا الموضوع كخبراء ميدانيين، من ثلاث زوايا: تطوّر التطرف ومواجهته، الدين كسبب او حل لمشكلة التطرف، ودور المجتمع المدني في منع التطرف ومواجهته.


والى جانب 5 فرق توزعوا عليها، سرّهم الاستماع الى محافظة كوبنهاغن للعمالة والدمج آن مي أللرسلف وهي تكلمهم عن "تحديات التطرف في كوبنهاغن". وكانت ايضا محطة مع رئيس الفريق العربي القاضي عباس الحلبي عن "مستقبل الحوار"، قدم خلالها ما سماه "خريطة طريق"، الى جانب توصيات جمعها في 12 نقطة.


"نحتاج الى ان يستمر تعاوننا، لاسيما في ظل الاوضاع التي تمر بها بداننا في اوروبا والشرق الاوسط، وان نساعد في توفير افضل السبل لتحقيق الاندماج في مجتمعاتكم، وتساعدوننا في تحقيق برامجنا"، قال الحلبي. مسائل اخرى شدد عليها: "الانفتاح اكثر على الشباب في كلا بلدينا وتحقيق برامج تربية على الحرية الدينية والمواطنة وقبول الاختلاف واحترامه، والعمل على برامج توعية دينية لتعزيز الخطاب الوسطي المعتدل ونبذ خطاب الكراهية والعنف والتطرف".


كذلك، دعا الى "التأسيس على شرعة او مدونة سلوك حوارية واضحة وهادفة كالتي ارساها الفريق العربي، لئلا تغرق المنتديات الحوارية في الانشائيات او الادبيات الدينية واللاهوتية، والى وضع برنامج زمني متدرج لتحقيق مكتسبات حوارية او اهداف للتحرك العملي الذي يصبو الى انجازات تشريعية او مكاسب تمثيلية انتخابية او تذليل عقبات ادارية تحول دون تحقيق التقارب بين ابناء العيش الواحد".


ساعة دقيقة
من اكثر كواليس الحوار حماسة، تلك التي تعيش مخاض ولادة التوصيات، لما يمكن ان تستحضره من الغام، بما يوجب براعة في القفز فوقها، وايضا هدأة على الطريقة الدانماركية. قراءة، فمناقشة، فعرقلة صغيرة حول كلمة او فكرة، ثم تعديل في الصياغة... ساعة دقيقة انتهت بتوافق الجميع على بيان ختامي بـ25 توصية.


"وجوب التركيز على تحديد جذور المشكلة ومعالجتها. شمول كل افراد المجتمع، خصوصا النساء والعائلات والاولاد. دعم المهاجرين عبر برامج اعدادية واستراتيجيات". وايضا، "يجب ان يكون الحوار بين الاديان على صلة بالجماهير الشعبية. ضرورة التنبه الى المسائل المتعلقة بتفسير النصوص الدينية وفهمها. تحديث تفسير الدين عملية متواصلة".


في التوصيات ايضا، تشديد على "اهمية انخراط القادة الدينيين والطوائف في المجتمع المدني من اجل تعزيز الاعتراف المتبادل. تشجيع مبادرات المجتمع المدني ونشاطاته من اجل منع التطرف. وحاجته الى تشجيع عيش مشترك وقيم الاندماج". كذلك، اكد المشاركون "استمرار تعاونهم بشمولية اكبر لمنظوري منطقة الشرق الاوسط والدانمارك".


تكريم كبير القساوسة
قبل ان تُسدل الستارة، فاجأ الفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي عميد كاتدرائية كوبنهاغن كبير القساوسة أناس غاديغارد بتكريم، لانتهاء ولايته في رئاسة مجلس كنائس الدانمارك: الصلاة على نيته رفعتها الاخت ايميلي طنوس (من راهبات القلبين الاقدسين) بانشاد المزمور 120 "رفعت عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني"، تلك الترتيلة الشرقية من الحان المطران جوزف عيسى. ثم قدم اليه القاضي الحلبي، باسم الفريق، درعا تكريمية منقوشة بالآرامية. وقبل ان ينفرط الشمل، اجتمعت الوجوه، على غرار الايام الماضية، حول لقمة دانماركية.


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم