الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إلى سمير قصير من بيروت مدينتنا

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
إلى سمير قصير من بيروت مدينتنا
إلى سمير قصير من بيروت مدينتنا
A+ A-

يستعيد محبّو #سمير_قصير ذكرى مناضلٍ جميلٍ نجح يوماً عبر أفكاره في زرع التمرّد على الإحباط في نفوس كثيرين. منذ ١١ عاماً، كان سمير يبشّرنا بالربيع، قبل أن يعقد مارد الظلامية صفقته مع تنين الاستبداد ليحكما الأقفال على قدر أجيال عربية. ولا تزال محاولة فكّ الأصفاد العنيدة مستمرّة.


رحلَ سمير جسداً وبقيتْ كلماته روحاً متمردة تحرّض على إكمال المعارك مهما بدا اليأس والشقاء قدرين. على الأقل هذا ما يمكن تلمسه من أثر تركه الصحافي والمؤرّخ في نفوس وتجربة جيل من الشباب، رأينا أعداداً منه تصرخ في وجه طبقة سياسية خلطت أوراق ٨ و١٤ آذار بلغة تسويات ليس جوهرها على أي تماس مع العبور المنشود الى الدولة، الذي كثر التغني به في الأدبيات البائدة.


رأينا في الاسابيع الماضية رفاق سمير يخوضون بصفة مستقلين تجربة الانتخابات البلدية من الشمال الى الجنوب، ويقفون في وجه محادل وأحلاف عجيبة غريبة تنقضّ على شعارات ومبادئ يبدو أنّ رفعها كان من لزوم مرحلة ولّت. رأينا جيلاً شاباً مثقفاً ينتفض ضد الإحباط ويحاسب ويصرخ #بيروت_مدينتي، محققاً أرقاماً مشرفة، كما فعل في زغرتا وغيرها. رأينا جيلاً يصبح ظاهرة يكبُّ على تحليلها مراقبون وسياسيون استعصى عليهم فهم جوهر تطلعات هذا الجيل فوصفوه بالرومانسي وذي الاستراتيجيات الساذجة، ولا نلومهم على الأمر طالما بقيت كبرياء الزعامة والتبعية حاجباً أمام الفهم العميق للتحولات المجتمعية.


تحلّ الذكرى، والسؤال عن حال ١٤ آذار أصبح أيضاً ذكرى لا فائدة من استحضارها، لا سيما في لحظة سوريالية أخذ صقور تلك الحركة التراشق بالاتهامات علناً أمام وسائل الإعلام من دون أيّ تحفظ. ووقت يسعى كل منهم جاهداً إلى إيصال "أحد صقور ٨ آذار" إلى كرسي بعبدا التي انضم فراغها الى عوامل استنزاف الجمهورية. وهو الفراغ المعروفة الجهات التي تمعن في عدم حسم انهائه حتى اللحظة.


في ذكراه الحادية عشرة، ليس أفضل من استعادة سمير في ثلاث كلمات: "الاحباط ليس قدراً".
تخبرنا معلمتنا الحياة أنّها كلمات بعيدة من السذاجة وشديدة الصلة بالغريزة الإنسانية الرافضة للاستكانة والمتمسكة بين احباط وآخر بحبال الأمل. ولا بدّ أن تُثبت بيروت مدينتك هذا الأمر يوماً ما يا سمير.


[email protected]


Twitter: @dianaskaini

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم