الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

لمن يعانون صعوبات في التعلُّم... "طبشورة" هي البديل؟

"النهار"
لمن يعانون صعوبات في التعلُّم... "طبشورة" هي البديل؟
لمن يعانون صعوبات في التعلُّم... "طبشورة" هي البديل؟
A+ A-

التعليم هو أحد أبرز حقوق الإنسان الأساسية، وبعد تراكم الأزمات بدأ الحديث عن حق الأطفال في التعلُّم خلال الظروف السياسية والمعيشية الصعبة التي تطال البلدان وهو ما كان مدار نقاش في قمة السلام العالمية. في لبنان، انطلقت فكرة "طبشورة كيندرغارتن" وهي منصة للتعليم البديل تتواءم والبرنامج اللبناني لصفوف الروضة بالعربية والإنكليزية والفرنسية. فما هي هذه الفكرة وأهدافها؟


"طبشورة كيندرغارتن"


"طبشورة" أطلقتها مؤسسة "Lebanese alternative learning" (لال)، وهي جمعية أنشئت في كانون الأول عام 2014، بهدف إيجاد الأدوات الحديثة لمساعدة التلامذة الذين يواجهون صعوبات اجتماعية – اقتصادية والمرضى في مواصلة تعلمهم بتمويل من مؤسسة " Global Affairs Canada" ورعاية " World Vision Lebanon" في إطار مشروع No Lost Generation2. وتولَّت مؤسسة "Digital Opportunity Trust Lebanon" وضع هذه المنصة موضع التنفيذ والعمل، وأعدَّت الأساتذة لاستخدام هذه #التكنولوجيا في التعليم. ولأجل هذه الغاية، أسست الجمعية موقعاً الكترونياً للتعليم من بُعد، هو موقع "tabshoura.com"، الذي أُعدَّ بالشركة مع كلية العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف، ويتيح متابعة الدروس في كل مواد البرنامج اللبناني للبكالوريا، بالعربية والفرنسية والانكليزية. وأطلق المشروع في جامعة القديس يوسف بحضور الممولين ومجموعة من الأساتذة والطلاب.


في هذا الإطار، أشارت رئيسة المؤسسة نايلة زريق فهد إلى أنَّ "طبشورة برنامج تعليمي يتيح وصول الطلاب والأساتذة إليه مجاناً، ومن خلال شراكات مع المؤسسات التعليمية ليستفيد منه أكبر عدد ممكن من التلامذة. كما يعمل على تطوير كفايات المعلمين عبر توفير موارد رقمية لهم يمكن الاعتماد عليها في الحصة. إلى ذلك، هدف المؤسسة تكريس التدخلات الإبداعية التي أسميناها "ورش" ليتآلف الأطفال مع الفنون. عبرنا الحواجز وتمكَّنا من ابتكار أكثر من إنشاء منصة "طبشورة كيندرغارتن" التي تتضمن 2350 نشاطاً تربوياً من ضمنها أفلام وكتب مصورة لاكتساب مؤهلات لغوية وعلمية كتلك التي يتضمنها برنامج التعليم اللبناني في غضون 6 أشهر. ولكن على الرغم من تحقيق هذا الإنجاز إلاَّ أنَّ هناك المزيد من التعديلات والتحديثات".



التعليم للارتقاء


في كلمته، اعتبر رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور الأب سليم دكاش، أنَّ "مشروع التعليم الإلكتروني e-learning مهم لمن يستطيع الاستفادة منه، كباراً وصغاراً، خصوصاً من يجدون صعوبة في التعلم ما يمكنهم من الحصول على المعرفة الجيدة، ليصبح التعليم بمتناول الجميع إذ إنه أساسي لتنمية الشعوب. ويبدو أنَّ هذه الفكرة ستكون خطوةً جيدة لمن لا ينجحون في الدراسة معتمدين على وسائل التعليم التقليدية بل يجدون أنَّ الطرق الحديثة أسرع للاستفادة، وهذا يستجيب لرغبة الطلاب في التعلم بعدما باتت قضية التعليم الرقمية الوسيلة الأنجع للدراسة.


من جهتها، قالت سفيرة كندا في لبنان ميشيل كاميرون إنَّ "الارتقاء بالتعليم هو الأساس"، مشيرةً إلى أنَّ "أطفال في عمر الثلاث والأربع سنوات أي في الحضانة هم ضمن الفئة العمرية التي تترسخ فيها المعلومات في ذهنهم. ويقول الخبراء إنَّ أصعب المعلومات تُكتسب قبل سن الخمس سنوات. نحن ندعم لبنان هذا البلد الذي يواجه أزمات، كما تسعى الدولة اللبنانية إلى التأكد من دخول التلامذة إلى المدارس والحصول على التعليم. وهناك تعاون بين الحكومة الكندية وWorld Vision التي ساعدت لبنان ليس فقط خلال الأزمات بل هناك التزام طويل الأمد بين الفريقين. إطلاق "طبشورة" خطوة إيجابية لترسيخ التعليم عبر منصة الكترونية، كما يمكَّن الأطفال في الارتقاء على كل الأصعدة منها الصحية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية. ومن المهم معرفة أنَّ التعليم له إيجابيات ليست آنية فقط بل تنعكس لاحقاً على العائلة والمجتمع والدولة. لذلك، ينطلق هذا البرنامج التعليمي المرتكز على تكريس التعليم ما قبل المدرسة وهو ما طالب به وزيرا التربية والشؤون الاجتماعية مركزين على الفجوة بين ما قبل المدرسة أي الحضانة وبدء المدرسة. من هنا، الأولوية لحكومتي كندا ولبنان في تكريس التعلم عبر التكنولوجيا والسماح بوصوله إلى الأطفال للارتقاء بالبلاد بعيداً من التمييز العرقي والحقد والتطرف والعنصرية عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال". كما شددت على التزام بلادها المساهمة في مساعدة #اللاجئين_السوريين خصوصاً في مجال التربية والتعليم.


بدورها، أشارت رئيسة مركز البحوث والتطوير التربوي ندى عويجان إلى أنَّ "التعليم متاح لجميع الأطفال على الرغم من العقبات التي تطال ظروف الحياة. كما أنَّ اندماج هذه المنصة ضمن سبُل التعليم تعتبر حلاً للمشكلة الرئيسية في عدم التوازن في الحصول على التعليم. وينتظر منا الطلاب مجموعة من المعايير إضافةً إلى خطاب متماسك وتسريع التعلُّم".


وعُرض فيلم وثائقي عن إطلاق المشروع، كما شرحت المديرة السابقة لمرحلة صفوف الروضة السيدة نهى أبي حبيب عن تفاصيل البرنامج الدراسي في ضوء تعديلات العام 2015. فيما لفتت المديرة القطرية في digital opportunity trust إلى أنَّ "تعليم الأطفال واليافعين هو الأساس لمستقبل أفضل إذ سيصبح هؤلاء الأطفال مواطنين وقادة. وتساهم مصادر التعلم الجديدة والمحتوى في تمكين التلامذة من تحقيق نتائج أفضل. لذا، من الضروري تقديم الدعم المستمر للتلامذة، إضافةً إلى تطوير الكفايات الحالية للمُعلمين وتنمية قدراتهم عبر توفير الأدوات الملائمة وتدريبهم إلى جانب مديري المدارس".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم