الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اكتشافات تظهر تطور بيروت العمراني منذ الفينيقيين يهددها حائط دعم بالاختفاء بموافقة مديرية الآثار

مي عبود ابي عقل
اكتشافات تظهر تطور بيروت العمراني منذ الفينيقيين يهددها حائط دعم بالاختفاء بموافقة مديرية الآثار
اكتشافات تظهر تطور بيروت العمراني منذ الفينيقيين يهددها حائط دعم بالاختفاء بموافقة مديرية الآثار
A+ A-

على امتداد 230 مترا وعلى عمق 7 أمتار، يقوم فريق من المديرية العامة للآثار بتنقيبات أثرية في العقار 1500 – مرفأ الذي يقام عليه شارع غسان تويني. إلا أنه من سخرية القدر أن تغطي الطريق، التي تحمل اسم من دافع طوال عمره عن الآثار وجعل لها قسما خاصا في جريدته وأفرد صفحات يومية للتوعية عليها، المعالم الأثرية الفريدة التي اكتشفت في هذا المكان.
فبعد نحو شهرين من الحفريات التي يقوم بها فريق من المديرية العامة للآثار في موقع "التل الاثري القديم" في وسط بيروت، عثر على "اكتشافات تظهر تاريخ بيروت، وترد على الاسئلة التي لم نعثر على إجابات لها من قبل، ووجدناها اليوم في هذه البقعة"، على ما يؤكده المدير العلمي للحفرية الدكتور حسان العكره.
وتكمن أهمية هذه المكتشفات في أنها تغطي الفترات الممتدة منذ عصر الكنعانيين الى اليوم، وتظهر التطور العمراني لمدينة بيروت وامتداداتها وتحصيناتها، فهذا المقطع الأثري يخبر تاريخ بيروت بالتسلسل التصاعدي منذ الفينيقيين، ويظهر تراجع المدينة من البحر نحو اليابسة والداخل، في المنطقة الممتدة من الحدود البحرية الى ساحة الشهداء. وهذه التنقيبات تكمل الحفريات التي سبق أن أجرتها خبيرتا الآثار الدكتورة ليلى بدر والدكتورة هيلين صادر في انحاء اخرى من الموقع نفسه.
وهنا أيضا تم اكتشاف عناصر معمارية تعود الى أحد مداخل بيروت الذي يقع على حدود سور المدينة ويعود الى العصر الحديدي الأول الممتد من 1200 الى 400 قبل الميلاد، وتحت السور ظهرت طبقة من الرماد يعتقد انها تعود الى الحقبة التي دخلت فيها شعوب البحار الى بيروت ودمرتها نحو الـ 1200 قبل الميلاد. وعثر ايضا على امتداد للسور الفينيقي المنحدر الذي يعود الى الفترة نفسها، اضافة الى فرن صناعي خارج السور، مما يعني وجود منطقة صناعية كانت قائمة في هذه المنطقة.
وعلى أثر ظهور هذه الاكتشافات المهمة، طلب العكره توقيف الاشغال في انشاء الطريق، الى حين اتخاذ مديرية الآثار القرار المناسب الذي يحمي المعالم الاثرية وهذا المقطع الذي لا مثيل له في النقاط المجاورة، لكن يبدو ان المديرية لم تستجب طلبه وأعطت الإذن لشركة "سوليدير" للاستمرار في اقامة حائط دعم في المكان، مما يشكل تهديدا لهذه الآثار المهمة بالاختفاء والاندثار، وكان بالامكان استبداله بأعمدة تسند الطريق وتسمح بمروره من ناحية، وتبقي الآثار مكشوفة وظاهرة للعيان من ناحية ثانية كجزء من مسار بيروت الذي يظهر تراكماتها التاريخية. لكن للأسف جاء قرار المديرية بمتابعة العمل بالحائط الذي بلغت كلفة بنائه 5 ملايين دولار، تكبدتها "سوليدير"، وكان يمكن توفيرها والاستفادة منها في مواقع أخرى. فهل من وسيلة لانقاذ ما تبقى؟


[email protected]
Twitter: @mayabiakl

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم