الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

4 حكايات من "تاريخ دمشق المنسي" لسامي مروان مبيض

جوزف باسيل
4 حكايات من "تاريخ دمشق المنسي" لسامي مروان مبيض
4 حكايات من "تاريخ دمشق المنسي" لسامي مروان مبيض
A+ A-

"تاريخ دمشق المنسي" لسامي مروان مبيض (دار رياض الريس) يضم مجموعة من الدراسات التاريخية المنشورة باللغة الانكليزية في مجلاّت أكاديمية مُحكمة خلال الأعوام الماضية، وتتناول مراحل مختلفة ومنسية من تاريخ مدينة دمشق المعاصر. وهي ذات صلة مباشرة بما يحدث في سوريا اليوم، وهي معاصرة بمعناها الحقيقي وتاريخية في زمانها وحوادثها.
الحال الأولى المنسية، عنوانها "حكومة الأمير سعيد الجزائري" تدور حوادثها في أيلول 1918، وتحكي قصة الأسبوع الفاصل بين خروج العثمانيين ودخول الجيوش العربية والانكليزية مدينة دمشق في نهاية الحرب العالمية الأولى.
المنسية الثانية هي "التجربة الفيديرالية في سوريا" التي بدأت في حزيران 1922 وانتهت بعد ثمانية عشر شهراً عندما أسقطها السوريون أنفسهم، وهي قصة ما عرف يومها بـ"الاتحاد السوري الفيديرالي" الذي جمع بين دولة دمشق ودولة حلب ودولة جبال العلويّين. تلك التجربة الفاشلة كانت محاولة فرنسية لتجزئة المجزّأ من سوريا الكبرى وفرض نظام حكم غريب عن بلاد الشام وعادات أهلها وتاريخهم.
المنسية الثالثة هي تأسيس كليّة الطب في دمشق في العام 1903 التي كانت نواة بناء الجامعة السورية العريقة في العام 1923. تدور حوادث هذه "المنسيّة" من بداية القرن العشرين حتى نهاية رئاسة الأب المؤسّس للجامعة السورية الدكتور رضا سعيد في العام 1936. تنصّ هذه التجربة العريقة فصلاً كاملاً من تاريخ دمشق ودور المدينة في نشر العلم والمعرفة في المشرق العربي. إنّ "صنّاع الأوطان هم ليسوا فقط السياسيين والثوار، بل أيضاً الشعراء والكتاب والأساتذة والأطباء، وجميعهم أدّوا دوراً جباراً في إنشاء الجامعة السورية وتطويرها منذ ولادتها معهداً للطب في العهد العثماني"، على ما كتب مبيّض في المقدمة.
المنسية الرابعة، هي "جمهورية الرئيس محمد علي العابد"، هي عن فترة حكم أول رئيس سوري منتخب، الأب الفعلي والمؤسس للجمهورية السورية، ولو أنها كانت أيام الانتداب الفرنسي. تجربة العابد في الحكم كانت الأطول مقارنةً بتجربة نظرائه أيام الفرنسيين، "وكانت فريدة أيضاً بحوادثها الجسيمة، ويجب أن تدرس، أولاً لأن العابد، كان الرئيس الأول للبلاد، وثانياً لأنها هُمّشت في كتب التاريخ، إمّا من الوطنيين الذين جاؤوا إلى الحكم في عهد الجلاء أو من البعثيين والقوميين العرب الذين أعادوا كتابة تاريخ سوريا الحديث من وجهة نظرهم بعد تولّيهم الحكم عام 1963".
لم يحظَ العابد بشهرة شكري القوتلي أو شعبية جمال عبد الناصر أو حنكة حافظ الأسد، لكنه كان ذا خلق رفيع وطموح عال. وضع الدعامات الأولى لمؤسسة حكم كانت ضعيفة وصغيرة في عهده، ثم كبرت وتعاقب عليها 21 حاكماً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم