الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طرابلس: خطاب عالي النبرة و"معركة أحجام" \r\nفتور في الإقبال رغم كثرة اللوائح ومحاولات الاستنهاض

مصطفى العويك
طرابلس: خطاب عالي النبرة و"معركة أحجام" \r\nفتور في الإقبال رغم كثرة اللوائح ومحاولات الاستنهاض
طرابلس: خطاب عالي النبرة و"معركة أحجام" \r\nفتور في الإقبال رغم كثرة اللوائح ومحاولات الاستنهاض
A+ A-

على عكس الحماوة الانتخابية التي سادت أجواء مدينة طرابلس قبل أسبوع من موعد الاستحقاق البلدي المنتظر، وبخلاف ما جرى الترويج له أن المدينة ستشهد ارتفاعا غير ملحوظ في نسب المقترعين، ورغم تنافس أربع لوائح لكسب أصوات أهالي الفيحاء، أظهرت النسب الأولية للمقترعين أن أقل من 25 في المئة من أهالي طرابلس فقط شاركوا في التعبير عن رأيهم، وهذا يدلّ على ان كل الجهود التي بذلتها قوى التوافق السياسي الداعمة للائحة "لطرابلس"، وكذلك جولات الوزير أشرف ريفي في أغلب المناطق الشعبية في محاولة منه لاستنهاض الشارع، لم تؤت ثمارها، وبيّنت النسب أن الغالبية الكبرى من أهالي طرابلس ضاقت ذرعا بكل الطروحات السياسية، إلا انها في المقابل لم تغتنم الفرصة للتعبير عن رفضها واستيائها، بل التزمت الصمت وفضلت المكوث في المنزل بدل المشاركة الفاعلة في تحديد مصير المدينة وخيارها.
ويشير بعض المراقبين والمرشحين على اللوائح المتنافسة الى ان من لم يشارك في التصويت لم يعد يحق له الامتعاض من واقع مدينة طرابلس ومجلسها البلدي، لأنه ارتضى أن يكون متفرجا لا صانع قرار.
وكانت العملية الديموقراطية قد بدأت السابعة صباحا بطريقة هادئة وبنسب اقتراع متدنية جدا، خرقت هدوءها التصريحات السياسية لنواب المدينة والرئيس نجيب ميقاتي. ومع بدء تصريح هؤلاء وارتفاع لهجة الدفاع والهجوم، بدأت تتجه المعركة شيئا فشيئا نحو الحماوة، وبدأت ترتفع نسب التصويت حتى بلغت ذروتها الساعة السادسة مساء قبل إغلاق باب الاقتراع بساعة واحدة، إذ شهد بعض الاقلام تهافتا من المواطنين على الاقتراع، مما رفع النسبة من 17% إلى 28%، ومعها ارتفعت الإشاعات أن هذه الفئة توجهت نحو الصناديق بعد تلقيها الدعم المادي المطلوب، وأن القوى الناخبة في جبل محسن والتي كانت أكدت مصادر قيادية فيها لـ"النهار" أنها ملتزمة التصويت فقط للمرشحين عن المقاعد الاختيارية دون البلدية، دخلت على خط التصويت في ربع الساعة الأخير بعدما طرأ تطور ما حتّم عليها المشاركة الفاعلة والتصويت لمرشحها في لائحة "طرابلس عاصمة" التي يرأسها النائب مصباح الأحدب، عبد الخالق عبد الخالق، وللمرشح على لائحة "لطرابلس" زين وهيب الديب، ولم يعرف ما اذا كان التصويت جاء بخلفية سياسية، وبالتنسيق مع بعض القوى الطرابلسية أم لا.
بداية التصريحات النارية كانت مع الوزير أشرف ريفي الذي اعتبر أن التحالف الذي يواجهه هجين، وأن "طرابلس لن تسمح لقوى 8 آذار بأن تكون لها كلمتها في المدينة". وهو ما اعتبره المراقبون إعلاء لسقف المواجهة لتحسين شروط المعركة التي أرادها ريفي معركة أحجام لا معركة إنماء.
ورد الرئيس نجيب ميقاتي على أسئلة الصحافيين بعد إدلائه بصوته، بالقول: "هل فعلا استخدم الوزير ريفي عبارة غنم ومزرعة في إشارته الى اعضاء لائحة لطرابلس؟ إن ريفي يدرك جيدا نسيج المدينة، وعائلاتها هي الاساس وليسوا بالغنم ولا بزبائن المزارع".
وكان النائب سمير الجسر قد صرح بأن ريفي يقول ان لائحة "لطرابلس" تضم أعضاء ينتمون الى 8 آذار، "فلتكن لديه الجرأة الكاملة ويكمل بتسمية الأعضاء الذين هم مع سوريا او حزب الله او مع المشروع الفارسي".
وحمي بعد ذلك وطيس المعركة وبدأت معركة من نوع آخر بين المحازبين على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أضيف إليها ما صرح به النائب محمد كبارة انه "ليس هناك إلغاء لاي شخصية طرابلسية وليس مبدأ الإلغاء من شيمنا، لكن الوزير ريفي خلال الحملة الانتخابية اطلق مواقف واتهامات كثيرة اساءت الى طرابلس، وفي حال استمرارها قد تؤدي الى فتنة سنية في المدينة، وهذا ما لا نريده، ونأمل منه ان يعود الى ضميره وعقله ومدينته وان يتعاون مع الجميع من اجل تنميتها وانمائها، وان يضع هذه التصريحات والاتهامات والمواقف جانبا".
أيا يكن المشهد الانتخابي، يجدر التذكير بأن طرابلس التي شهدت جولات عنف كثيرة وإشكالات أمنية وتفجيرات، أنجزت استحقاقا ديموقراطيا حديثا لم يشهد أي ضربة كف، مما يؤكد أن المدينة خطت خطوة جبارة نحو الاستقرار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم