الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إقفال مطمر الناعمة لن يراكم النفايات في الشوارع من جديد

ميليسا لوكية
إقفال مطمر الناعمة لن يراكم النفايات في الشوارع من جديد
إقفال مطمر الناعمة لن يراكم النفايات في الشوارع من جديد
A+ A-

ما إن أقفل مطمر الناعمة أبوابه قبل أيام حتى عادت المخاوف من إمكان تراكم النفايات في الشوارع من جديد، خصوصاً أنَّ هذه الكارثة لم تكتفِ فقط بـ "نشر غسيل" لبنان أمام العالم، بل تمكّنت من إزكام الناس و"الشوارع" على حدّ سواء.


في حين لا يخفي البيئيّون امتعاضهم من الخطة التي اعتمدتها الحكومة لحل هذه المشكلة، لا يزال المواطنون ينتظرون اليوم الذي ستبصر فيه هذه الخطة النور. فمتى سيبدأ تطبيقها؟
قبل الشروع في عرض ما آلت إليه الخطة التي صمّمها وزير البيئة أكرم شهيب، لا بد من التذكير بأبرز نقاطها التي تتمثل في إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة شهرين لضمّ النفايات المتراكمة، وإنشاء مركزين موقّتين للمعالجة والطمر الصحي في منطقتي برج حمود والبوشرية، فضلاً عن تقديم حوافز مالية للبلديتين اللتين يقع المطمرين ضمن نطاقهما.
ولمعرفة أين رست هذه الخطة وتاريخ بدء تطبيقها، اتصلت "النهار" بوزارة الداخلية والبلديات التي بدورها تواصلت مع مجلس الإنماء والإعمار، إذ إنَّ الخطة باتت في عهدته لكي يقوم بالمطلوب منه، قبل أن يُصار لاحقاً إلى تطبيقها بإشراف من اللجنة التي تؤلّفها وزارة الداخلية.
أما من جهة مجلس الإنماء والإعمار، فأكد مكتبه الإعلامي لـ"النهار" أنَّ "مناقصة الأعمال البحرية وأعمال الطمر لموقع الكوستابرافا قد فُتحت وتم الإعلان عن مناقصة الإستشاري لمواكبة أعمال التعهّد، لكن الرابح بالمناقصة ينتظر أمراً مباشراً لبدء تنفيذ الأعمال من المجلس".
وفي ما يتعلّق ببرج حمود، اعتبر احد المسؤولين في المكب "أنَّه تم الإعلان عن المناقصة، والعمل جار حالياً على درس عروض المتعهّدين، على أن تفتح مناقصة الأعمال البحرية والطمر في 7 حزيران المقبل، مشيراً الى أنَّ التطبيق سيبدأ في تموز بعد درس العروض الفنية والمالية".
وعلى الرغم من أنَّ الأعمال مستمرة لإتمام كل نقاط الخطة من دون أن تشوبها أي شائبة، علماً أنَّ أياماً تفصل البلاد عن "النهاية المنتطرة" لأزمة النفايات، لم يغيّر بعض البيئيين رأيهم فيها، إذ قال رئيس "الحركة البيئية اللبنانية" بول أبي راشد لـ"النهار" إن "لا شيء تغيّر فعلاً، خصوصاً أنَّ عرّابي الخطة مصرين على مطمر الكوستا برافا، والذي كان يُمكن إنشاؤه في أي منطقة أخرى من دون معارضة الأهالي لو كانت معايير الفرز المتّبعة صحيحة"، معتبراً أنَّ هذا المطمر، إلى جانب ذاك الذي سيُعتمد في برج حمود، "لا يمكن أن يكونا صحيّين".
وقد أعطى مثلاً كان يُمكن اتباعه أثناء معركة البحث عن حل، وتتجلّى ملامحه في "إقناع الناس بأنَّ النفايات ستتراكم في مناطقهم إذا لم يجرِ توفير مساحات تحوي العوادم، على أن يتحمّل هؤلاء مسؤولية الفرز الصحيح"، معرباً عن إيمانة بأنَّهم كانوا "سيفعلون المستحيل لإنجاح هذا المطمر، بما يضمن عيشهم في مناطقهم من دون أي خطر على صحتهم".
وفي حين يرى أنَّ "المحارق الأربع المزمع إنشاؤها على الساحل هي عملية إحتكارية لا تفيد منها الجماعات، بل أشخاص محدّدون، بما تسبّب بإفشال كل الحلول البيئية المقترحة محلّياً"، يعتبر أنَّ "خطة المحارق مشروع احتكاري ستمتّد مفاعيله على 20 سنة مقبلة، لذلك لم يكترث أحد بتراكم النفايات على مدار 8 أشهر لأنَّ الأرباح ستكون طويلة المدى".
ويكلّف تلزيم ردم البحر، في حال مواصلة تنفيذ مطمر الكوستا برافا، 72 مليون دولار، وفق أبي راشد الذي يقول إنَّ الجمعية أنجزت دراسة جرى فيها الحديث مع الشركات المكلّفة بناء معامل في الإتحاد الأوروبي، فتبيّن أنَّ مدّة بناء معامل لكلّ 150 طن نفايات تراوح بين 4 و 6 أشهر، على أن تبلغ تكلفته مليوني دولار.
وإذا طُبّقت هذه الأرقام على لبنان، مع الأخذ في الإعتبار أنَّ هذا الأخير لا يملك أي معمل، علماً أنها موجودة في طرابلس، النبطية، بعلبك، وصور مثلاً، يقدّر أبي راشد أنَّ لبنان سيكون بحاجة إلى نحو 30 معملاً تقريباً نظراً إلى كميات النفايات التي ينتجها يومياً، بما سيكلف 60 مليون دولار. وهنا، يشدّد على أنَّ الـ72 مليون دولار المخصّصة للكوستابرافا تفوق المبالغ التي تحتاج إليها البلاد لتكون صاحبة معامل صحيّة، لافتاً إلى أنَّ "هذا المطمر ومطمر برج حمود المحاذيين للبحر يشكّلان خطراً على البحر، خصوصاً أنَّ التيّارات تجرف القمامة من الجنوب إلى الشمال".
وعن إمكان تراكم النفايات في الشوارع مجدداً، يقول إنَّ "إعادة فتح الناعمة موقتاً كان الهدف منه ضم النفايات المتراكمة فقط، لكن النفايات الجديدة يتم تكديسها حالياً إلى جانب البحر في الكوستابرافا، وفي أراض محاذية للمكبّ المزمع إنشاؤه في برج حمّود".


[email protected]
Twitter: @melissaloukieh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم