الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بارود وسعيد والبستاني ونحاس وصليبا يتحدثون لـ"النهار" عن الفراغ الرئاسي... الى أين؟

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
بارود وسعيد والبستاني ونحاس وصليبا يتحدثون لـ"النهار" عن الفراغ الرئاسي... الى أين؟
بارود وسعيد والبستاني ونحاس وصليبا يتحدثون لـ"النهار" عن الفراغ الرئاسي... الى أين؟
A+ A-

عامان مرّا وقصر بعبدا "مهجور" يخيّم عليه السكون، بعد أن حمل الرئيس ميشال سليمان حقيبته وخرج مطبقاً أبوابه، قبل أن يسلّم مفاتيحه الى ساكن جديد. لم يتوقع أحد أن الأمر سيطول وأن المفاتيح ستضيع، وسيبقى القصر مهجورًا وكل المحاولات لفتح ابوابه ستبوء بالفشل. مع مرور الوقت بدأت الاشباح تصول وتجول فيه، لكن الأمر المخيف أن منها ما بدأ يتسرب خارجه ويؤثّر على لبنان برمته، فأصاب الشلل عدة قطاعات في بلد اهترأت مؤسساته ولم يعد باستطاعة مواطنيه تحمّل المزيد. عرّافون عدّة تدخلوا على الخط، حاولوا التكهن بتوقيت فتح أبواب القصر، واسم الشخص الذي سيدخله ويتربع على كرسي الرئاسة لكن لم يتغير شيء إلى الآن، فالكرسي لا يزال شاغراً والجمهورية بلا "رأس". فكيف تنظر شخصيات بارزة الى الحالة التي وصلنا اليها وإلى من تحمّل مسؤولية ذلك؟



 


بارود.. على حبال الانتظار


"من المعيب حديث البعض عن ذكرى أولى أو ثانية للفراغ الرئاسي، هذه السنة الثانية لفشلنا، ويبدو أننا لم نستطع أن ننتخب رئيساً ليس لأننا لا نستطيع، بل لأننا لا نريد ونربط الأمور كلها بالخارج، وكأن هناك ارادة إبقاء لبنان معلقاً على حبال الانتظار السورية" بحسب ما قال الوزير السابق زياد بارود، الذي اضاف "المشكلة لم تعد مشكلة انتخاب رئيس فقط، بل دخلت ضمن سلة تشمل قانون الانتخابات وموعد اجرائها وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد سياسة لبنان الخارجية، وربما أيضاً مجلس شيوخ ولا مركزية ادارية، لذلك موضوع انتخاب الرئيس مؤجل وهو ينتظر أمورًا في الخارج أكثر منها في الداخل".


لا يمكن للبنان أن يصمد كثيراً بلا رئيس بحسب بارود الذي لفت إلى أن الكلام عن "فرق مع رئيس أو من دونه غير صحيح، شغور سدة الرئاسة يلقي بثقله على كل المؤسسات الدستورية بدليل أن مجلس النواب غير قادر على الاجتماع والتشريع، حتى بتنا نسمع عن تشريع الضرورة، كما عند اجتماع مجلس الوزراء هناك اشكاليات عدة مرتبطة بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي من الممكن أن يكون هو الوازن، الجامع والضامن لحسن سير المؤسسات".


واعتبر بارود ان ترشّح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى كرسي الرئاسة هما "الترشيحان الجدّيان في البلد" وتمنى أن "يحسم هذا الموضوع. وإذا كان هناك مرشحين آخرين فليتقدموا. المشكلة ليست على مستوى الترشيح والاشخاص بل في توقيت الحلّ الذي معبره الاساسي رئاسة الجمهورية، بالتالي أنا ضد شخصنة الموضوع واظهاره كأن المشكلة بالأشخاص".



 


سعيد... قرار ايراني


فارس سعيد اعتبر ان الفراغ الرئاسي" قرار ايراني نفّذه حزب الله والعماد عون" مؤكداً أنه "لا يمكن فتح ثغرة في جدار الحل الا بحوار اميركي - ايراني". سعيد وجه رسالة الى العماد عون وسليمان فرنجية طلب فيها منهما "اعادة قراءة المرحلة السابقة، وتقديم المصحلة الوطنية على كل المصالح الأخرى". وشرح "حاول افرقاء من 14 آذار، دعم مرشحين موصوفين من 8 آذار، الأول الوزير فرنجية الذي هو ابن حزب الله و 8 آذار، وثانياً العماد ميشال عون أحد أدواتها، وعلى الرغم من هذا الدعم والتنازل والاخفاق السياسي لم يتسنّ لنا اقناع ايران وحزب الله والعماد عون بانقاذ موضوع رئاسة الجمهورية، وبالتالي هذه التجربة التي دامت حوالي ست أشهر يجب ان نعيد تقيمها، خاصة فرنجية وعون كونهما يدّعيان أنهما ممثلا الموارنة الاقوياء في لبنان، فعليهما اعادة النظر بهذه التجربة، أو أن ينسحبا من هذه المعركة وافساح المجال لأن نصل إلى اسم آخر أو أن يقوما بمبادرة مع الفريق الذي يعطل، أي حزب الله، من أجل انقاذ هذا الاستحقاق".


وفيما لو استمر الفراغ في الكرسي الرئاسي اعتبر سعيد أن الأمور ستذهب الى"الاطاحة باتفاق الطائف واعادة توزيع السلطة مجدداً على قاعدة الانتقال من المناصفة إلى المثالثة، وحينئذ سيدفع المسيحيون الثمن الأغلى، وهذه مسؤولية يتحملها العماد عون والوزير فرنجية سوية".



 


البستاني... هذا هو المسؤول


المسؤول الأول والأخير عن الفراغ الرئاسي بنظر نقيب الاطباء انطوان بستاني هو "قانون الانتخابات" وشرح "عندما يتمثل الشعب بشكل صحيح فاما ان يكون يستحق ما يحصل، وإما يعمل للتغير، لكن القانون يفرض عليه اليوم ممثلين غير الذين يريدهم، ... الأمر كبوسطة تحمّل وتمشي، هذه ليست ديمقراطية، هذه اقطاعية مغلفة بديمقراطية". ولفت إلى أنه "عندما تحصل انتخابات تقوم على النسبية يتمثل فيها الجميع عندها فقط يأتي الرئيس على صورة الشعب، لكن السياسيين الآن منقسمين ومن الصعوبة ان يتصالحوا".


"يجب ان يُدرس النظام كله كي لا نواجه المشكلة ذاتها بعد ست سنوات" ولفت النقيب الذي لا ينكر أن للخارج دورًا في ما يحصل وقال "الاستعانة بالخارج دخلت في جيناتنا، لا احد يصدق انه لا يوجد استعانة بالخارج، لا بل لو حصلت تلك العجيبة لن يصدقها احد".


وفي رسالة وجّهها النقيب الى العماد عون وفرنجية بعد أن شبه كل واحد منهم بإحدى عينيه، قال "يجب احترام العمر والماضي، فمن أمامه عمر ليصبح رئيساً للجمهورية في المستقبل بإمكانه ان يفسح المجال قليلا للاكبر منه سناً، اذ يجب أن تحل القضية بطريقة من الطرق، لأنه اذا استمر الفراغ سنعمى".



 


شمّاس... ننتظر ساعة الصفر


 


"الفراغ السياسي يعطل كل الحياة العامة في لبنان مؤسساتيا او اجتماعيا أو اقتصاديا" بحسب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي لفت إلى أن "هناك من يقول إن رئاسة الجمهورية لم تعد مهمة في لبنان لكن ما يحصل يدل على العكس تماماً، فهي أهم مؤسسة كونها حجر الزاوية في النظام اللبناني ليس فقط السياسي، فالبلد فاقد توازنه وسيستمر كذلك اذا استمر الشغور في كرسي الرئاسة". وأضاف "نحن كمعنيّين في موضوع الاقتصاد نرى أنه منذ سنتين إلى اليوم الامور تذهب الى المزيد من التدهور في كل المجالات والقطاعات، ان كان في مجال الاستهلاك أو الاستثمار أو التوظيف أو استحداث فرص عمل، والحبل على الجرار اذا استمر الوضع على ما هو عليه".


شماس حمل الطبقة السياسية مسؤولية الفراغ، وقال "عليهم ان يلعبوا اللعبة الديمقراطية، وتعاود المؤسسات عملها لانتخاب رئيس بأسرع وقت، مع العلم انه إن لم يكن هناك حلّ من الخارج لن تُحَلّ في الداخل، لكن نحن نرفع الصوت فالوضع الاقتصادي لا يحتمل والجميع مدعو لتحمل مسؤولياته كي لا نذهب إلى انفجار اقتصادي- اجتماعي".


"وصول رئيس متوافق عليه من السواد الاعظم من اللبنانيين أمر كفيل بحد ذاته بتحريك عجلة الاقتصاد" قال شماس، ولفت إلى أنّ "المشاريع بين يدينا ولا ننتظر الا ساعة الصفر كي نبدأ، وساعة الصفر تتمثل بانتخاب رئيس، الذي بمجرد وصوله الى الكرسي تحل نصف المشكلة، فكأننا نطلع العالم أنه بامكانهم أن يضعوا ثقتهم بلبنان بعدها تعمل الحكومة الجديدة مع الهيئات الاقتصادية على تحريك عجلة الاقتصاد".



 


صليبا... هكذا يكون الخلاص


موضوع الرئاسة أمر تفصيلي بالنسبة للفنان غسان صليبا الذي قال "أنا ضد كل النظام، ومع تغيير كل تلك التركيبة للوصول الى بلد علماني يتمثل فيه كل الناس، وتطبق فيه العدالة على الجميع بالتساوي بغض النظر عن الانتماء الديني والعرقي وغيره. لذلك لا يعني لي الفراغ من غيره، فالبلد لا يُرضي أحدًا، بل يرضي فقط عددًا من الزعماء ومحسوبيهم، اي تركيبة صغيرة، لكن السواد الأعظم من اللبنانيين ومن كل الطوائف والمذاهب غير راضين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم