السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

شانتال غريب في "غاليري آرت لاب": لوحة الانسان المعذّب والموعود بالنور

لور غريّب
شانتال غريب في "غاليري آرت لاب": لوحة الانسان المعذّب والموعود بالنور
شانتال غريب في "غاليري آرت لاب": لوحة الانسان المعذّب والموعود بالنور
A+ A-

للمرة الاولى اكتب عن شانتال غريب مع انها منخرطة في الحياة الفنية منذ اكثر من 15 سنة. معرضها في "غاليري آرت لاب"، الجميزة (من 26 ايار إلى 18 حزيران)، يضم ثلاثين لوحة تعكس احترافية اختبارية رصينة، وتحتفل بالإنسان موضوعاً جوهرياً.
حين راحت تعرض أعمالها الأولى في بداياتها الفنية على درج الجميزة، شأن المبتدئين من أبناء جيلها، كنت أتفادى الكتابة عنها لأنها ابنة أخي. هي لم تتراجع ولم تهمل ولم تيأس، بل تابعت مسيرتها ببطء لكن بعناد حتى توصلت الى العرض في صالات لبنانية، ملتحقةً بركاب الشباب الذين غامروا وخرجوا الى المدن والعواصم العربية والغربية.
انسان اللوحة لدى شانتال غريب، ممزق، حائر، تعيس، ومليء بالبشاعة والشر والقبح. نرى هذه الحالات على جلود أصحابها الذين تلاحقهم اللعنة، وتقض مضاجع أحلامهم الليلية. لكن هؤلاء الناس ليسوا جميعهم في المظهر والشكل والوضعية النفسية ذاتها، بل هناك شخصيات مخالفة بل مناقضة، متماسكة، سعيدة، لائقة، ومثالية. هؤلاء لا ترسمهم شانتال غريب بالغضب الذي ينضح من لوحاتها المتألمة، بل تتروى في تخطيط ملامحهم، فتطل لوحتها على المتلقي بنوع من الانضباط النفسي والالوان المقبولة في صبغاتها، مستدعية مشحات بيضاء ومساحات حرة تتيح للوحة أن نتنفس وتريح العين الناظرة إليها.
في بعض لوحاتها تقترب كثيرا من فن الغرافيتي المطبق على الجدار في شوارع المدينة التي تعج بالناس والمشاة والسيارات و"وطاويط الليل". انها غير مرسومة لتتصدر دار الاستقبال لانها تصرخ من الوجع او الغضب. ففي الشارع مكانها المناسب الذي يرحب بالصراخ ولا سيما في ازقة ضيقة ترتادها نوعية خاصة من الناس.
تجدر الاشارة الى ان لوحة شانتال غريب تومئ بأنها ستهدأ رويداً رويداً، ففي المعرض اكثر من نصف الاعمال تسبح في اجواء لونية اقل فجوراً، حاملةً من الوعود بأن التجارب المقبلة ستنطوي على استراحات نفسية تطل عبر فتحات صغيرة وكبيرة تنجح في الانتقال من نفق العذاب إلى آفاق الخلاص مشيعةً النور في القلوب وطبعا لدى المتلقي كي يمتع عينه ويريح عقله.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم