الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رولا عازر تغني زياد سحاب: "يا ليالي" أغان تكسر الحصار

المصدر: "دليل النهار"
نداء عودة
رولا عازر تغني زياد سحاب: "يا ليالي" أغان تكسر الحصار
رولا عازر تغني زياد سحاب: "يا ليالي" أغان تكسر الحصار
A+ A-

في أسطوانة من ألحان زياد سحاب يطلّ صوت الفنانة الفلسطينية رولا عازر على المستمع اللبناني والعربي خارجاً من الحصار، عبر مجموعة أغان تؤديها عازر في حفلة غنائية على #مسرح_المدينة مساء الأربعاء 25 أيار حيث تطلق أسطوانة حملت عنوان "يا ليالي".


في أسطوانتها الأولى هذه بدت رولا عازر في تناغم مع روحية موسيقى زياد سحاب الشابة، المتشرّبة المدرسة المقامية الشرقية، كما يظهر في بعض الأعمال مثل الأغنية المصرية المزاج "طلّع عيني" ثمّ الشجن الجميل في أغنية "قمر" وكثير من صولوهات العود. بهذا المعنى يبدو سحاب مقصّراً لمصلحة موسيقات تستهوي الجمهور الشاب مثل الجاز، ومع ذلك لا شكّ في هذا الحضور الجيد الناتج عن جهد موسيقي وعمل إتقاني يتناسق مع أداء عازر كصوت ألتو دافئ وعريض. وقد ظهر هذا الصوت بشكل أكثر لمعانا وبروزا في نوتات موسيقية أكثر علواً في أعمال اعتمدت جملاً ميلودية وتنويعات نغمية مثل "مش مهم" و"مش عم بشتقلك" و"شباك" و"قمر" كألحان متمايزة في قوة تعبيرها وشجنها الموسيقي والغنائي عن بقية أغاني الأسطوانة التي مالت إلى الفكرة الزيادية بما فيها النص الغنائي الخارج عن المألوف. البداية مع "الفكرة" في بعض ما كتبه سحاب والتي تقول: "الفكرة إنو تكرارك لنفس الفكرة/ ما بيلغي إنو أفكارك نشفت/ في فكرة وحيدة بقيت/ هيي كيف تلاقي فكرة/ تكون الحجة لتطرق سكرة". ثمّ "جيت ت حبك" التي تعتمد حنكة في نصها أكثر مما تتكامل في موسيقى مبتكرة. يقول مطلعها: "جيت ت حبك قمت نسيت/ جيت ت إنسى حبيتك/ جيت ت إبكي قمت حكيت/ جيت ت إحكي بكيتك". اللافت أن ألحان زياد سحاب لغيره من كتّاب تبدو أكثر ابتكاراً من حيث الجمل الموسيقية والتماسك اللحني كأساس قبل التوزيع الآلي. ويتشاطر كلمات الأغاني كل من زياد سحاب بالمحكية اللبنانية ومحمد خير بالمحكية المصرية، أما "قمر" فهي للشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي التي يستطيع شجن لحنها أن يستدرج ببساطة دموع سامعها. تقول في مطلعها: "لسّه ما شبعتش طوافة يللي بتطوف من سنين/ يا قمر مولود في يافا وإتقتل في دير ياسين". وبالعودة الى الأغنية التي كتبها زياد سحاب، فبعيداً عن النصوص التي تشكل فكرة متمردة أو "قفشة"، تبدو الأغاني التي تحمل شفافية إنسانية في نصها كأنها تداعب ملكة التلحين لدى زياد أكثر من تلك التي تتطلب بعض الصناعة لتنال إعجاب جمهور الجاز أو بكلام أكثر تحديدا، جمهور اليسار. ففي مكان من الأسطوانة يكتب زياد عن امرأة تتمرّد في "مش عم بشتقلك" فيقول في بعضها: "عم تخنقني عم تسرقني/ بدك ياني إبقى عالارض/ وأنا ما فيي غير علّي وطير". هنا يستطيع المستمع تلقّي جموح اللحن والمساحة الغنائية الكثيرة التعبير.


في "يا ليالي" حاول زياد سحاب أن يضع أهواءه المتنوّعة في الموسيقى، عبر الاقتراب من التطريب وفنّ الموال، أو من خلال التداخل الآلي بين العود وآلات الجاز، ثمّ الأغنية التي تحمل أفقاً تعبيرياً ومساحة غنائية جامحة مثل "شباك" و"مش مهم" و"مش عم بشتقلك". من هنا يحاول المستمع البحث عن هوية زياد سحاب الأجمل في التلحين هو الذي لحّن سابقا أنماطا كلاسيكية كالموشحات والقصائد الصوفية، لكن الأجمل أيضاً هو هذا التحدي الإنساني لرولا عازر كمغنية شابة من عرب الأرض المحتلة (48) حققت إرادتها في كسر حصارين إسرائيلي وعربي على صوتها وإنسان بلادها لتلاقي أصدقاء أحلامها في لبنان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم