الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اللائحة الخاسرة: "هددوا مندوبينا ومسؤول حزبي مسلح دخل مركز فرز"... ماذا جرى في القليلة؟

المصدر: "النهار"
اللائحة الخاسرة: "هددوا مندوبينا ومسؤول حزبي مسلح دخل مركز فرز"... ماذا جرى في القليلة؟
اللائحة الخاسرة: "هددوا مندوبينا ومسؤول حزبي مسلح دخل مركز فرز"... ماذا جرى في القليلة؟
A+ A-

اشتعلت بلدة القليلة الجنوبية (قضاء صور) عند نهاية عملية فرز صناديق الاقتراع في #الانتخابات_البلدية والاختيارية بمحافظة الجنوب مساء الأحد. التوتر خيّم على البلدة في ظل منافسة حامية على 15 مقعداً بلدياً بين لائحة "التنمية والوفاء" المدعومة من "حزب الله" و"حركة أمل" وبين لائحة  "القليلة للكل" التي يرأسها الدكتور محمود أبو خليل وهو قيادي في الحزب "القومي السوري الاجتماعي" بالتحالف مع العائلات.


وفي رواية أبو خليل الذي يتمسك بها رغم نفي غرفة العمليات في وزارة الداخلية والبلديات، انه ومع "مشارفة عملية الفرز  نهايتها، وحين كانت لائحته متقدمة بنتيجة 9-6، تجمع مسلحون حزبيون قرب التكميلية حيث كان يستعد المعنيون لفرز الصندوق الأخير الذي من شأنه ان يحسم النتيجة، وبدأوا اطلاق النار في الهواء ومحيط المكان، كما دخل مسؤول عسكري حزبي الى مكتب الفرز ووضع مسدسه على الطاولة كما نقل المندوبون اليّ، قبل ان يتدخل ضابط أمن ويخرجه".



وفي اتصال مع "النهار"، أكمل أبو خليل روايته للأحداث التي شهدتها القليلة قائلاً ان "محاولات عدة جرت قبل الانتخابات لالغائنا واستبعادنا وتهميش رأينا كأبناء بلدة لنا تجربة طويلة في خدمة أهلنا، اذ يحتكرون المقاومة ويخوضون الانتخابات تحت شعارها وكأننا آتون من تل أبيب، وبعد أن أسقط التوافق ذهبنا الى معركة مشكلين لائحتنا"، مستطرداً  ان "مسؤولين محليين للحزب حاولوا التجاوب معنا ولكن ادارة الملف الانتخابي من قبل الطرفين ولأسباب عائلية ولدت تبايناً في الآراء ولم يجر التوافق، وفي يوم الاحد جرت العملية الانتخابية بشكل سلمي وحضاري وكان احدنا يتحدث الى الآخر بشكل طبيعي، لكن التشنج الكبير حصل مع دنو صدور النتيجة، وحين شعروا بأننا نقترب من الفوز قاموا باستنفار مسلح وبدأوا باطلاق النار بشكل هائل أرعب سكان البلدة".


وروى أحد المندوبين في لائحة "القليلة للكل" لـ"النهار" انه كان "هناك قلما اقتراع لم يتم ختم الصناديق فيهما بالشمع الأحمر بعد، حين بدأ اطلاق النار الذي قالوا انه ابتهاجي لكنه كان استعراضاً مسلحاً مجنوناً... كان الرصاص يطلق فوق رؤوس الناس وعلى مقربة من القوى الامنية... دبت حالة ذعر عندنا، ودخل احد المرشحين من اللائحة المنافسة وكان يحمل مسدساً ويعرف عن نفسه امام الامن انه مسؤول حزبي عسكري، وتمكن من الوصول الى قلم الاقتراع وكان هناك صندوق غير مقفل بعد، ولحق به عشرات المناصرين الى باحة المدرسة، ومن بعدها أطلّ من شرفة القلم، وأخذ يصرخ  " البلدية لنا"، لذلك لدينا شكوك، وعلى سبيل المثال مندوبتنا في قلم رقم 2 وقعّت على المحضر ولم تستلمه لأنها لاذت بالفرار من شدة الخوف من الرصاص".


 
لكن ماذا حصل للصندوق الذي تقولون انه لم يكن قد اكتمل الفرز فيه؟  يجيب ابو خليل "أكملت عملية الفرز لاحقاً لكننا نشكك بوقائع وجُب التحقيق فيها خلال عمليات الفرز حيث ان مندوبينا خافوا وعملنا على اخراجهم من المكان ولم يوثقوا ما جرى اخيرا في الصندوق". وماذا عن الأمن والجيش؟ يجيب "نعيش في لبنان حيث الامر الواقع يحكم...". 
غرفة العمليات في وزارة الداخلية أشارت الى ان "بعض أنصار اللائحة الخاسرة في القليلة حاولوا دخول قلم الإقتراع فتدخل الجيش ومنعه، نافياً المعلومات حول اقتحام وسرقة مستندات في قلم اقتراع البلدة. 


ويلفت  أحد مرشحي لائحة "التنمية والوفاء" الفائزة فؤاد درويش لـ"النهار" الى ان "هناك اختلاقاً من الطرف الآخر لوقائع لم تحصل، فنحن لا ننكر ان اطلاق نار كثيفاً جداً وقع في البلدة، لكنه جاء على اثر الانتهاء من فرز آخر صندوق ومعرفتنا اننا فزنا، فبدأ الناس على جري العادة اللبنانية يبتهجون باطلاق النار والمفرقعات"، نافياً رواية "اقتحام عسكري حزبي مكتب الفرز".


من جهته، يحسم ابو خليل انه يتحضر للطعن في النتيجة التي منحت فوزاً للائحة "الوفاء والتنمية" بثمانية مقاعد فيما حصلت اللائحة الخاسرة على سبعة مقاعد. ويقول أحد العاملين في ماكينة "القليلة للكل" ان الشخص الثامن الفائز من عائلة نصر الله جرى الاقتراع له من قبلنا ايضاً نظراً لما يمثله من حيثية عائلية نتفق عليها"، مشيراً الى انه "نقض الاتفاق المبرم معه بألا يكون محسوباً على طرف نظراً لشبكة المصالح الوظيفية مع اللائحة الفائزة، وبالتالي منح فوزه الأرجحية لها".
باختصار، ما يدلي به أبو خليل من وقائع عبر وسائل الاعلام لابد ان يكون محط تحقيق وتوضيح من الجهات المعنية، الدكتور أبو خليل متمسك برواية نقلَها مندوبو لائحته عن دخول حزبي عسكري الى مكان الفرز عنوة وبأن مندوبين تعرضوا للتهديد، وبأنه لم يتمكن من الخروج من منزله بسبب غزارة الرصاص والاستعراض المسلح في البلدة وتجده يشكك في النتيجة الصادرة. التحقيق والتوضيح مطلوبان، علماً ان تقرير "الجمعية اللبنانية لمراقبة ديموقراطية الانتخابات" أشار الى حصول "مشاكل أمنية أثناء الفرز" في القليلة. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم