الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"برودة" في النبطية و"حماوة" في كفررمان \r\nحومين "عروس الانتخابات" في إقليم التفاح

النبطية - سمير صباغ
"برودة"  في النبطية و"حماوة" في كفررمان \r\nحومين "عروس الانتخابات" في إقليم التفاح
"برودة" في النبطية و"حماوة" في كفررمان \r\nحومين "عروس الانتخابات" في إقليم التفاح
A+ A-

لم يعكس الطقس الحار واقع الانتخابات البلدية "الباردة نسبياً" في قضاء النبطية، إذ شهدت بعض القرى نتيجة "حيثيات" يسارية أو حسابات عائلية فيها ذهبت نحو معارك خاضها المتنافسون "بدون ضربة كف" تحت عنوان "الإنماء يعني الجميع"، غير أن الخلافات العائلية والحزبية في كفرصير دفعت معظم المرشحين الى الانسحاب فجراً مما حمل وزير الداخلية نهاد المشنوق أن يتخذ قرارا بتأجيل الانتخابات. فما هي أبرز سمات المشهد الانتخابي "النبطاني" بعد إقفال صناديق الاقتراع؟


"حومين بالقلب" في مواجهة "الثنائي"
البداية كانت من حومين الفوقا في إقليم التفاح التي شهدت إقبالاً كثيفاً على الإقتراع من ساعات الصباح الأولى نتيجة تنافس لائحة "التنمية والوفاء" مع لائحة "حومين بالقلب" التي يدعمها مستقلون وعائلات وسط حضور كثيف للمندوبين والمندوبات من اللائحتين. وكان لافتاً في بلدة الـ 2600 ناخب إقفال الصناديق على نسبة مقترعين بلغت 76 في المئة، خصوصا أن الأعداد المتوقعة متقاربة بين اللائحتين.
وأكد رئيس لائحة "التنمية والوفاء" فادي نعمه لـ"النهار" أن" المعركة الانتخابية "حضارية لأن غالب أبناء الجنوب هم عشاق مقاومة وأهل وفاء ويريدون ان تكون قراهم أجمل"، ورأى ان"المعركة الحاصلة في هذه القرية بالذات دليل على أن "حزب الله" يعطي هامشاً كبيراً من الحرية في الأقليم الذي هو عرين المقاومة". ومن جهته اعتبر رئيس لائحة "حومين بالقلب" المحامي شوقي شريم الذي كان رئيساً للبلدية بين الأعوام 1998 و2004 أن" الجو إيجابي والتنافس راقٍ وحضاري بين أبناء بلدتنا وان انقسمنا لائحتين"، مشدداً على أن" لا خلاف سياسياً في هذه المعركة التي نريدها على الإنماء ولن يكون لدينا أي توجه أو ارتباط مع غير المستقلين والعائلات في البلدة سعياً إلى تحقيق برنامجنا الإنمائي".


"الثنائي" يتنافس في جرجوع
أما جرجوع فشهدت معركة انتخابية في الساعات الأخيرة بين قطبي الساحة الجنوبية إذ دعم تحالف "حزب الله" والحزب السوري القومي و"التيار الوطني الحر" لائحة "الوفاق العائلي" بمواجهة "لائحة جرجوع" غير المكتملة، والتي شكلتها حركة "أمل" مع المستقلين برئاسة عبدو الشامي بينما استمر المرشح حكمت الشامي مستقلاً في مواجهة اللائحتين.
وأكد رئيس لائحة "الوفاق" علي مقلد أنهم كانوا يرغبون في تثبيت الإتفاق القائم على المداورة بالرئاسة بين الحزب والحركة، غير أنهم رفضوا ذلك مطالبين برئيس مستقل لذلك قررنا خوض المعركة". ومن جهته أكد رئيس لائحة "جرجوع" عبدو الشامي انهم"سعوا ليكونوا لائحة واحدة ويدا واحدة لنتشارك في المجلس البلدي ونكون متجانسين بعملنا كي نحقق إنماء جرجوع لكن البعض فضّل كما يبدو أراد المصالح على حساب الإنماء".
ومن المرجح بحسب مصادر في البلدة أن تكون نسبة التصويت المسيحي المرتفعة عاملاً لمصلحة "لائحة الوفاق" لكون عدد المقترعين المسيحيين 619 صوتاً في مقابل 1911 ناخباً شيعياً مع إمكانية أن تكون الإعتبارات العائلية عنصراً جاذباً في المنافسة بين اللائحتين".


النبطية: "معركة رمزية"
وكانت مدينة النبطية على موعد مع معركة "رمزية" خاضها 12 مرشحاً مستقلاً بينهم مرشحة واحدة "يتيمة" هي سلام عادل صباح، في مواجهة لائحة "التنمية والوفاء" المكتملة بـ21 مرشحاً ونجح "الثنائي" برفع نسبة المقترعين الى حدود 35 في المئة بعدما بلغت العام 2010 حوالى ـ18 في المئة.
وأكد رئيس لائحة "التنمية والوفاء" أحمد كحيل لـ"النهار" أن" الجو الانتخابي لم يكن مشحوناً في النبطية لأن ظروف المعركة الانتخابية لم تتوافر بمواجهة لائحتنا المكتملة، لذلك نرى أن التنافس في هذه الانتخابات كان لهدف تنموي وسنبقى إيجابيين مع الجميع ويداً واحدة لتنفيذ برنامجنا الهادف إلى إنماء النبطية بالتعاون مع المجتمع المدني والأهلي".
ومن جهته اعتبر نائب النبطية ياسين جابر خلال إدلائه بصوته ان "الانتخابات البلدية تجعل من لبنان نموذجا في محيطه" ، لافتاً الى انه "اذا كانت اللوائح لم تتسع للجميع ومنهم من اتجه الى التنافس الديمقراطي، فلا بأس بذلك لانه أمر مشروع".


كفررمان منافسة متقاربة
وفي كفررمان كانت المنافسة الانتخابية الأكثر حماوة بين القرى "النبطانية"، اذ خاضت لائحة "كفررمان الغد" المدعومة من "الشيوعي" و"الطليعة" و "اليسار" معركة متكافئة نسبياً مع لائحة "التنمية والوفاء" التي ضمت الى "الثنائي" "الناصريين" و كشافة "الجراح" و"الشيرازيين" مدعومة بالقوة التجييرية للنائب عبد اللطيف الزين، مع العلم أن نسبة الإقتراع بلغت 60 في المئة من أصل الناخبين البالغ عددهم 5770 بحسب الماكينات.
وشدد رئيس لائحة "التنمية والوفاء" ياسر علي أحمد على ان" لا انقسام في البلدة رغم المنافسة، والإثنين سيكون يوماً جديداً نتعاون فيه جميعاً لما فيه مصلحة انماء البلدة" ، ورأى المرشح موسى علي أحمد على لائحة "كفررمان الغد" ان"هذه ليست معركة بل منافسة ديموقراطية هدفها تحقيق نقلة نوعية في العمل الإنمائي داخل البلدة". وكان ترشح نائب رئيس البلدية السابق عبدو شكرون بشكل مستقل بحسب قوله لـ"النهار" "اعتراضاً على عدم اخذ الأحزاب أي وزن لرأي العائلات بل كانت اللائحة تتشكل في غرفة بعضها مظلم وعلى حساب الناس".
وكان لافتاً الحضور الدائم لسعد الزين (نجل شقيق النائب عبد اللطيف الزين) وسط الماكينة الانتخابية لحركة "أمل" التي يرأسها رئيس البلدية السابق كمال غبريس الذي استبق النتائج مقدماً الفوز لرئيس مجلس النواب نبيه بري والسيد حسن نصر الله"، مع العلم أن مراقبي الشأن الانتخابي في البلدة لاحظوا"حركة تشطيب واسعة بين المقترعين إذ كانوا يتأخرون خلف الستار، وكان واضحاً ان حركة "أمل" استندت في معركتها الحالية عكس العام 2010 على القوة المتعاظمة لـ"حزب الله" في البلدة وما أمنته من أصوات تجييرية لمصلحة مروحة التحالف".
والمرجح بحسب مصادر في البلدة أن"تكون النسب متقاربة بين اللائحتين مع أرجحية بسيطة للتحالف قد تعطيه فوزاً بفارق الى 200 الى 250 صوت مع إمكانية الخرق، مع العلم أن الفارق كان بحدود الـ 500 الى 600 صوت بين اللائحتين في العام 2010". إلا أن الجواب سيبقى في صناديق الاقتراع مع ترجيح كل الماكينات ان يستمر الفرز حتى ساعات الصباح.
صحيح أن النبطية لم تشهد معارك انتخابية حامية لكنها عاشت يوماً إنتخابياً هادئاً لم تخرقه سوى الأغاني الحماسية للطرفين لا سيما في كفررمان حيث صدّحت اغنية "ما بتقدر أبداً تلغيني بدك تسمعني وتحكيني"، وتبقى العبرة بما سيحمله الناجحون لإنماء بلداتهم وقراهم بعد هذه الإنتخابات "الإستفتاء" كما يسميها "الثنائي".


[email protected]
twitter:@samirSabbagh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم