الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

النبطية: برودة ومعارك رمزية... وفي كفررمان: "ما بتقدر أبداً تلغيني"

المصدر: "النهار"
النبطية- سمير صبّاغ مصور
النبطية: برودة ومعارك رمزية... وفي كفررمان: "ما بتقدر أبداً تلغيني"
النبطية: برودة ومعارك رمزية... وفي كفررمان: "ما بتقدر أبداً تلغيني"
A+ A-

لم يعكس الطقس الحار واقع الإنتخابات البلدية "الباردة نسبياً" في قضاء النبطية، إذ شهدت بعض القرى نتيجة حيثيات يسارية أو حسابات عائلية معارك خاضها المتنافسون "دون ضربة كف" تحت عنوان "الإنماء يعني الجميع". غير أن الخلافات العائلية والحزبية في كفرصير دفعت أغلب المرشحين الى الإنسحاب فجراً مما جعل وزير الداخلية يتخذ قراراً بتأجيل الإنتخابات. فما هي أبرز سمات المشهد الانتخابي "النبطاني" بعد إفقال صناديق الإقتراع؟


"حومين بالقلب" بمواجهة "الثنائي"
البداية كانت من حومين الفوقا في اقليم التفاح التي شهدت إقبالاً كثيفاً على الإقتراع منذ ساعات الصباح الأولى نتيجة تنافس لائحة "التنمية والوفاء" مع لائحة "حومين بالقلب" التي يدعمها مستقلون وعائلات وسط حضور كثيف للمندوبين والمندوبات من اللائحتين. وكان لافتاً في بلدة الـ 2600 ناخب اقفال الصناديق على نسبة مقترعين بلغت 76 في المئة سيّما وان التنافس متقارب بين اللائحتين.
وأكد رئيس لائحة "التنمية والوفاء" فادي نعمه لـ"النهار" أن" المعركة الحاصلة حضارية لأن أغلب أبناء الجنوب عم عشاق مقاومة واهل وفاء كما أنهم يريدون ان تكون قراهم أجمل"، لافتاً الى ان" المعركة الحاصلة في هذه القرية بالذات دليل على أن "حزب الله" يعطي هامشاً كبيراً من الحرية في الاقليم الذي هو عرين المقاومة". ومن جهته، اعتبر رئيس لائحة "حومين بالقلب" المحامي شوقي شريم الذي كان رئيساً للبلدية بين الأعوام 1998 و2004 أن" الجو إيجابي والتنافس راقي وحضاري بين أبناء بلدتنا وان انقسمنا في لائحتين"، مشدداً على أنه" لا خلاف سياسياً بهذه المعركة التي نريدها حول الإنماء وليس ولن يكون لدينا أي توجه أو ارتباط مع غير المستقلين والعائلات في البلدة سعياً لتحقيق برنامجنا الإنمائي".
"الثنائي" يتنافس في جرجوع
وشهدت جرجوع معركة إنتخابية في الساعات الأخيرة بين قطبي الساحة الجنوبية إذ دعم تحالف "حزب الله" و"القومي" و "التيار الوطني الحر" لائحة الوفاق العائلي بمواجهة لائحة جرجوع الغير مكتملة التي شكلتها "امل" مع المستقلين برئاسة عبدو الشامي فيما إستمر المرشح حكمت الشامي مستقلاً في مواجهة اللائحتين.
وأكد رئيس لائحة الوفاق علي مقلد أنهم كانوا "يرغبون تثبيت الإتفاق القائم على المداورة بالرئاسة بين الحزب والحركة غير أنهم رفضوا ذلك مطالبين برئيس مستقل لذلك قررنا خوض المعركة". ومن جهته أكد رئيس لائحة "جرجوع" عبدو الشامي انهم"سعوا ليكونوا لائحة واحدة ويد واحدة لنتشارك في المجلس البلدي ونكون متجانسين بعملنا كي نحقق إنماء جرجوع لكن البعض فضّل كما يبدو أراد المصالح على حساب الإنماء".
ومن المرجح بحسب مصادر في البلدة أن تكون نسبة التصويت المسيحي المرتفعة عاملاً لصالح "لائحة الوفاق" كون المقترعين المسييحين عددهم 619 صوت مقابل 1911 ناخبا شيعيا مع إمكانية أن تكون الإعتبارات العائلية عنصراً جاذباً في المنافسة بين اللائحتين
".
النبطية: "معركة رمزية"
وفي المقابل كانت مدينة النبطية على موعد مع معركة "رمزية" خاضها 12 مرشحاً مستقلاً بينهم مرشحة هي سلام عادل صباح بمواجهة لائحة "التنمية والوفاء" المكتملة بـ21 مرشحاً حيث نجح "الثنائي" برفع نسبة المقترعين الى حدود الـ 35 في المئة بعدما بغلت العام 2010 حوالي الـ18 في المئة.
وأكد رئيس لائحة "التنمية والوفاء" أحمد كحيل لـ"النهار" أن "الجو الإنتخابي لم يكن مشحوناً في النبطية كون ظروف المعركة الإنتخابية لم تتوفر في مواجهة لائحتنا المكتملة لذلك نرى أن هذه الانتخابات تنافسنا فيها كان لهدف تنموي وسنبقى إيجابيين مع الجميع لنكون يداً واحدة بتنفيذ برنامجنا الهادف لإنماء النبطية بالتعاون مع المجتمع المدني والأهلي".
ومن جهته، اعتبر نائب النبطية ياسين جابر خلال إدلائه بصوته ان "الانتخابات البلدية تجعل من لبنان نموذجا في محيطه" ، لافتاً الى انه "اذا كانت اللوائح لم تتسع للجميع ومنهم من اتجه الى التنافس الديمقراطي فلا بأس بذلك لانه امر مشروع".


 


كفررمان منافسة متقاربة
وفي كفررمان، كانت المنافسة الانتخابية هي "الأحمى" بين القرى "النبطانية"، اذ خاضت لائحة "كفررمان الغد" المدعومة من "الشيوعي" و"الطليعة" و "اليسار" معركة متكافئة نسبياً مع لائحة "التنمية والوفاء" التي ضمت الى "الثنائي" "الناصريين" و كشافة "الجراح" و"الشيرازيين" مدعومة بالقوة التجييرية للنائب عبد اللطيف الزين مع العلم أن نسبة الإقتراع بلغت الـ 60 في المئة من أصل الناخبين البالغ عددهم 5770 بحسب الماكينات..
وشدد رئيس لائحة "التنمية والوفاء" ياسر علي أحمد على انه" لا انقاسم في البلدة رغم المنافسة اليوم لأن الاثنين سيكون يوماً جديداً سنتعاون فيه جميعاً لما فيه مصلحة انماء البلدة" فيما إعتبر المرشح موسى علي أحمد على لائحة "كفررمان الغد" ان"هذه ليست معركة بل منافسة ديموقراطية هدفها تحقيق نقلة نوعية في العمل الإنمائي داخل البلدة". وكان ترشح نائب رئيس البلدي السابق عبدو شكرون بشكل مستقل بحسب قوله لـ"النهار" "اعتراضاً على عدم اخذ الأحزاب أي وزن لرأي العائلات بل كانت اللائحة تتشكل في غرفة بعضها مظلم وعلى حساب الناس".
وكان لافتاً الحضور الدائم لسعد الزين (نجل شقيق النائب عبد اللطيف الزين) وسط الماكينة الإنتخابية لحركة "أمل" التي يرأسها رئيس البلدية السابق كمال غبريس الذي استبق النتائج مقدماً الفوز لرئيس مجلس النواب نبيه بري والسيد حسن نصر الله"، مع العلم أن المراقبين للشأن الإنتخابي في البلدة لاحظوا "حركة تشطيب واسعة بين المقترعين كون الناخبين كانوا يتأخرون خلف الستار، فيما كان واضحاً ان حركة "أمل" إستندت بمعركتها الحالية عكس العام 2010 على القوة المتعاظمة لـ"حزب الله" في البلدة وما امنته من أصوات تجييرية لصالح مروحة التحالف".
ومن المرجح بحسب مصادر في البلدة أن"تكون النسب متقاربة بين اللائحتين مع أرجحية بسيطة للتحالف قد تعطيه فوزاً بفارق الى 200 الى 250 صوت مع إمكانية الخرق علماً أن الفارق كان بحدود الـ 500 الى 600 صوت بين اللائحتين في العام 2010". إلا أن الجواب سيبقى في صناديق الاقتراع مع ترجيح كل الماكينات ان يستمر الفرز حتى ساعات الصباح.
صحيح أن النبطية لم تشهد معارك إنتخابية حامية لكنها شهدت يوماً إنتخابياً هادئاً لم تخرقه سوى الأغاني الحماسية للطرفين سيما في كفررمان إذ صدّحت اغنية "ما بتقدر أبداً تلغيني بدك تسمعني وتحكيني"، لكن تبقى العبرة بما سيحمله الناجحون لإنماء بلداتهم وقراهم بعد هذه الإنتخابات "الإستفتاء" كما يسميها "الثنائي" ؟


 


[email protected]
twitter:@samirSabbagh


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم