الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل فوز ماغي عيد في البلدية يشفي غليل ذوي الحاجات الخاصة؟

نيكول طعمة
هل فوز ماغي عيد في البلدية يشفي غليل ذوي الحاجات الخاصة؟
هل فوز ماغي عيد في البلدية يشفي غليل ذوي الحاجات الخاصة؟
A+ A-

من المؤكد أن مشهد الإنتهاكات الذي طاول أصحاب الحاجات الخاصة في الجولتين الأولى والثانية من الإنتخابات البلدية، سيتكرر في المرحلتين المقبلتين من هذا الإستحاق الذي تستعد له كل من محافظتي الجنوب والشمال. إلا أن المفارقة في هذا الموسم الإنتخابي، وما يميّزه عن الإستحقاقات السابقة، هو ترشّح لافت من جانب ذوي الحاجات الخاصة إلى مجالس بلدية... والبداية كانت مع المقعدة أمال الشريف التي ترشّحت على لائحة "بيروت مدينتي"، واليوم تحاور "النهار" ماغي عيد، المتحمّسة لخوض المعركة الإنتخابية غداً الأحد، في مسقط رأسها، بلدة بتدين اللقش( جزين).
تخبرنا ماغي أنها تعشق ضيعتها، التي أبعدتها الظروف عنها وأجبرتها على السكن في المدينة. تقول: "تقيم عائلتي في منطقة عين الرمانة، لكننا نتردّد باستمرار إلى بتدين اللقش". أُصيبت ماغي بشلل الأطفال في السادسة من عمرها، ومنذ ذلك الحين وهي تلازم الكرّسي المتحرّك. عندما تتحدّث معها، تكتشف كم هي قوية، متمرّدة على إعاقتها، مرحة، صاحبة نكتة وتحب الحياة. صحيح أن الإعاقة الجسدية حرمتني المشي، لكن لم تمنعني من دخول المدرسة كأخوتي الخمسة".
تابعت دراستها حتى المرحلة المتوسطة ثم اختارت أن تتوجه نحو الأشغال اليدوية من أجل الإتكال على نفسها، "ومواجهة عبارة "حرام و إلى كل من ينظر إليّ بشفقة، ظناً منهم من أنني عاجزة عن تسيير أموري واثبات ذاتي في المجتمع والحياة".
تروي ماغي أنها تعيش مع عائلتها التي تحضنها وتساندها كثيراً: "عندي أحلى أخوة وأخوات في العالم، لا أحد منهم أجبرني يوماً على فعل شيء رغماً عني". و فتتحت دكاناً في الحي، تعمل فيه من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء، "وعلاقتي بالجيران والمارة الذين يترددون إلى محلي لشراء حاجياتهم، أكثر من رائعة".
دعاها للترشح رئيس البلدية
لأنها محبوبة من أبناء بلدتها تشجّعت على الترشح إلى مجلسها البلدي بعدما دعاها الى ذلك رئيس البلدية الحالي نبيل قطّار.
هل من سبب يدفعك إلى خوض هذا المضمار؟ "لم أكن أُفكر بالأمر، لكن عندما كان قطّار يُشكل لائحته طرح اسمي ودعمني بقية الأعضاء، سررت بالفكرة لكن تريثت قليلاً إلى حين شعرت بأنها فرصة جديدة يجب أن أستثمرها وأُفيد منها كوني أرغب في العمل بالشأن العام".
"بتدين أولا" عنوان اللائحة التي انضمت إليها ماغي، وتتألف من تسعة أعضاء يرأسها قطار، وهو يترشّح للدورة الثالثة توالياً، ضد لائحة أخرى.
وبسؤالها عما تنوي تحقيقه في حال وصلت إلى المجلس البلدي، تجيب: "ما يُهمني أن أُشارك في العمل البلدي على أساس برنامج، علّني بذلك أترك بصمة".
ثمة أمور تشغل بال ماغي وتسعى بالتعاون مع زملائها في البلدية إلى ترجمتها واقعاً، من أهمها، "وضع المعايير الهندسية واللوجستية التي تسهّل وصول ذوي الحاجات الخاصة إلى أي مكان في البلدة دونما عقبات بعكس ما نشاهده في غالبية مراكز الأقتراع والأقلام في المناطق والمحافظات اللبنانية كافة، ما يعرقل وصول هؤلاء إلى الصناديق والإدلاء باصواتهم باستقلالية تامة".
وتطمح أيضاً من خلال بلديتها الولوج إلى اتحاد بلديات جزين، الذي "نستطيع من خلاله إيصال نداءات ذوي الحاجات الخاصة إلى أكبر عدد من البلديات للضغط عليها والزامها تطبيق المراسيم التطبيقية التي تتعلق بتجهيز المباني وتأهيلها، لأن الوصول إلى أي مكان هو حق مكتسب لنا وليس منّة أو هبة من أحد، إنما واجب البلديات والوزارات التقيّد بتسيير أمورنا البديهية". وروت ما حصل معها في هذا السياق، "عندما توجهت إلى سرايا جزين التي بُنيت عام 2000 لتقديم ترشيحي اصطدمت بدرجتين عند مدخل المبنى، علماً أن ممراً خاصاً بذوي الحاجات الخاصة عجزتُ عن تجاوزه بمفردي". فأستغربت أن يكون مضى 16 عاماً على بناء المبنى الذي يُفترض أن يكون بمواصفات هندسية أفضل . وتعلّق بالقول: "يُفترض أن ينسحب هذا الإجراء على كل القطاعات، الأماكن العامة، المطاعم، المقاهي، دور السينما، الجامعات، المدارس وغيرها".
كيف نظرت اللائحة المتخاصمة إلى ترشيحك؟ "لا أُخفي أن ترشيحي شكّل صدمة لدى البعض، معتبرين أنني بحكم إعاقتي ربما لا أستطيع فعل شيء في العمل البلدي"، لكنها تؤكد إذا حالفها الحظ في الأيام المقبلة ووصلت إلى المجلس البلدي، "سأبرهن لكل من يُشكك بقدراتي وطاقاتي أن هذه التجربة ستشكّل حافزاً لي في تحقيق أمور كثيرة أحلم بأنجازها".
برنامج "بتدين أولاً"
تلخّص عيد أبرز المشاريع في برنامج لائحتها الإنتخابي: تأهيل الحديقة العامة للأطفال الملاصقة بالمبنى الجديد للبلدية الذي تم تدشينه في أيلول الماضي، تجهيز المكتبة الإلكترونية الموجودة في البلدية، تنظيم حملات توعية حول موضوع فرز النفايات، والأهم تسهيل وصول ذوي الحاجات الخاصة للمشاركة في أي نشاط في القرية، والموافقة على إعطاء رخص بناء، مثل إنشاء نوادٍ أو أي مبنى عام، شرط أن يُراعي المعايير الهندسية كي تكون بتدين اللقش الضيعة النموذجية.
تقدّر عيد عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب بنحو 700 ناخب، وتتوقع أن ينتخب منهم بحدود الـ450.
وعندما تسألها عن مدى تفاؤلها بالفوز، تجيبك بثقة: "بحسب الجولات التي يقوم بها الشباب على أبناء الضيعة، يُتوقع أن أنال نسبة عالية من التصويت بين اللائحتين".... وتختم : "رغم الحزازيات في ما بيننا تبقى محبتنا لضيعتنا هي الأساس".
[email protected]
Twitter: @Nicoletohme


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم