الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أريد كرزاً من عرسال

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أريد كرزاً من عرسال
أريد كرزاً من عرسال
A+ A-

"أريد كرزاً من عرسال!... أريد كرزي! لأهدي بعضاً منه لمن أحب!... يا (رئيس الحكومة) تمام سلام... أقسم أني لا أريد منك شيئاً آخر! سأوقع لك وثيقة تنازل عن حقي بالطائفة والوطن والهوية، وأبايعك ملكاً وسلطاناً، وأقيم لك تمثالاً للحرية، شجرة سنديان في أعلى البرية!" هي رسالة صادقة من بلاد الاغتراب وابن عرسال عبد الله خلف إلى سلام تحولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى حملة #كرز_عرسال تضامن معها الناشطون.



أكثر من 4 ملايين شجرة مثمرة بالكرز والمشمش مهملة، وحيدة ومحاصرة من المسلحين من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، نحو 6300 عائلة تملك أشجاراً في جرد بلدتهم، 2800 منهم لا مدخول لهم سوى من محصولهم البعيد عنهم منذ نحو ثلاث سنوات، ووفقا للأهالي فإن المحصول السنوي من هذه الأشجار يتجاوز الـ 600 طن، وبناء على تقديرات الخسائر السنوية، فإذا كان متوسط سعر الكيلو بين المشمش والكرز 2350 ليرة فإن الخسارة السنوية تفوق 225 مليار ليرة. هي وثيقة قدمها الاهالي في العام 2015 إلى سلام، ووقع عليها مخاتير وأئمة مساجد ومدرسون ومسؤولون في عرسال، ولا حياة لمن تنادي، إذ يقول خلف: "أين هي التعويضات يا دولة الرئيس؟ أين الهيئة العليا للإغاثة؟ الارقام تبين الكارثة الاقتصادية وكارثة بيئية سنشهدها في حال يبست أشجارنا وبالتالي تتحول كارثة وطنية ونكبة غير مسبوقة... أعيدوا إلينا كرزنا".



 



هدف الحملة عودة المزارعين إلى بساتينهم، واعادة الكرز وتعويضهم عن المحاصيل السابقة، خصوصا بعدما بات العراسلة يشترون كرزهم من مناطق مجاورة ومنها بعلبك، ويسأل خلف: "أتعرفون أن هناك أطفالاً لم تعرف بعد طعم كرز بلدتهم ولم تتمرغ جباههم بتراب الجرد ولم تتسلق الأشجار! كرز عرسال ليس كرزاً بل جهد وعرق وحكايا وتاريخ من الفرح"، لافتاً إلى أن "هناك 4 ملايين شجرة مثمرة في عرسال، بعدد سكان لبنان كلها في الأسر منذ ثلاث سنين، وتتعرض إلى القطع واليباس بعدما حرم الأهالي منها، ومنعوا من الإهتمام بها"، ويسأل: "أي حكومة في العالم توافق على  كارثة بيئية وإنسانية وإقتصادية كهذه؟".



بحسب خلف فإن "قيادة اللواء الثامن اجتمعت مع مزارعي عرسال وقادة الأجهزة الأمنية في الجيش، وتطرق المجتمعون إلى موضوع المناطق الزراعية في الجرود وإمكان استفادة المزارعين من أرزاقهم في الجرود"، كاشفاً عن أنه "تم السماح بتمرير الموسم عبر وادي حميد فقط، وسيصار إلى دراسة فتح المعابر الأخرى! أما موضوع الجرد العالي وهو الأهم تتم دراسته أيضاً ليتم حل الموضوع خلال وقت قصير".



 


وبحسب خريطة نشرها العراسلة في صفحة الحملة بفايسبوك فإن كل المعابر إلى الجرود مقفلة من الجيش بسبب الوضع الأمني هناك عدا معبر وادي حميد، وتظهر الخريطة وجود "حزب الله في الجرد العالي. ويؤكد خلف أن "هذه المنطقة تحوي  العدد الاكبر من الاشجار، ويتمركز هناك حزب الله يستخدم الاشجار للتدفئة، في عملية واضحة لسرقة المحصول، والامر نفسه بالنسبة إلى مناطق وادي الخيل والزمراني والشاحوط على حدود القلمون حيث هم المسلحون"، معتبرا أن "حقوق العراسلة مغتصبة وأرزاقهم منهوبة وأرضهم باتت مستباحة، وبينما يوجد الحزب والمسلحون في البساتين يجبر العرسالي على مشاهدة محصوله عبر شاشات التلفزة والاعلام الحربي وهو محروم من فضائه ورزقه ولقمة عيشه"، ويسأل خلف: "هل سيشتري العرسالي رزقه المنهوب هذا السنة أيضاً من الأسواق؟".


 



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم