الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أمراء الحرب يتناحرون... و"على الغوطة السلام"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أمراء الحرب يتناحرون... و"على الغوطة السلام"
أمراء الحرب يتناحرون... و"على الغوطة السلام"
A+ A-

يبدو أن معالم الثورة انتهت في الغوطة الشرقية لـ #دمشق، ففي الوقت الذي يواصل فيه النظام السوري جرائمه وصب براميله المتفجرة على رؤوس المدنيين، يركز أمراء الحروب هناك على المصالح الضيقة والسلطة، هو استنتاج من ناشط عاش #الغوطة الثورة والحرية ومواجهة الظالم، وكتب براء عبد الرحمن في صفحته على "فايسبوك": "في يوم من الأيام كنا نخرج في غوطتي على قلب رجل واحد. تشييع وتظاهرات في ثورة شعبية ضد الأسد ومن والاه، واليوم تنتهي هذه الثورة في غوطتي الجميلة لتتحول حرب أمراء يسعون إلى السلطة والنفوذ ومد جبروتهم وسلطانهم على شعب بات يكفر بهم ويفضل أنه لم يخرج ثورة ويرى أبنائه يقتلون بعضهم البعض، نهاية الغوطة...ليست ببعيدة على أيدي أبنائها".


أكثر من 300 قتيل ومئات المعتقلين جراء المعارك بين "جيش الاسلام" من جهة وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط (جبهة النصرة - فجر الأمة) من جهة. فصائل من المفترض أنها ولدت للدفاع عن المدنيين وحماية حريتهم ومواجهة آلة القتل النظامية، فتحولت أدوات قتل وحصار أدارت ظهرها للحقيقة القاسية وصوبت أنظارها على أطماعها... ويسألون لماذا لم تنجح المعارضة في اسقاط النظام؟


وليس جديدا على جبهة النصرة أن تقاتل أطراف المعارضة، فهي سبق ووضعت كل ثقلها للقضاء على جبهة ثوار سورية المعتدلة وغيرها من الفصائل، لكن اليوم بات واضحاً أن الصراع في الغوطة الشرقية مليء بالتناقضات، خصوصاً عندما يكون هناك تحالف بين تنظيم القاعدة (جبهة النصرة) صاحب الفكر المتشدد الجهادي وفصيل مفترض أنه معتدل ومحسوب على "الجيش الحر" قائده ضابط منشق عن النظام هو "فيلق الرحمن"، والأهم أن الأخير كان وجيش الاسلام على طاولة واحدة يديران شؤون الغوطة وتم الاعلان أنذاك عن قيادة موحدة في الغوطة. اليوم اختلف الحال لتتحول الأخيرة بقعة جغرافية تشهد حرباً حقيقية بين جيش الاسلام من جهة وتحالف يضم "فيلق الرحمن، جبهة النصرة، فجر الأمة".
الناشطون والثوار الحقيقيون في الداخل يبذلون المستحيل لاعادة الوحدة بين الفصائل، وملامستهم خطورة المرحلة مع استمرار النظام بضرباته الجوية المتتالية لتلك المنطقة.


وتوضح مصادر سورية مطلعة على تفاصيل المعارك هناك لـ"النهار": "بدأ الخلاف عندما اغتيل القاضي العام السابق للغوطة الشرقية الشيخ عبد العزيز عيون وبعدها بدأ ينتشر الكلام من تحالف (النصرة وفجر الامة وفيلق الرحمن) تتهم جيش الاسلام باغتياله من دون أي دليل يبين صحة هذا الكلام من عدمه، واستغلت هذه الأطراف الخلافات التي كانت بين عيون وجيش الاسلام، وبعد العملية بأشهر كانت هناك محاولة اغتيال للشيخ ابو سليمان طفور وهو أيضا القاضي العام السابق للغوطة الشرقية، وبعد أطل رجل يدعى ابو علي حزة، وقال انه من حاول قتل ابو سليمان طفور بامر من الهيئة الامنية في جيش الاسلام، فانتهى الأمر بهجوم تحالف الفيلق و جبهة النصرة و فجر الامة على مقار الجيش في الغوطة الشرقية، خصوصا القطاع الأوسط واهمها في زملكا وعربين وسقبا وبيت سوى ومديرا ومسرابا والاشعري واوتايا و مناطق اخرى، لتستفيق الغوطة على قتال دام" .
وبعد القتال المتواصل أطل الشرعي والقيادي في #جبهة_النصرة في الغوطة الشرقية ابو محمد الأردني يهدد و يتوعد جيش الاسلام وعناصره بالقتل، واعتبرت المصادر "خطاب الاردني مشابه لخطابات الشرعيين وقادة داعش"، مذكرة بأن "جبهة النصرة اعلنت من شهرين انها غير قادرة على الاستمرار في معركة المرج بسبب الاستنزاف في صفوفها وولديها الكثير من الجرحى، لكن مع بدء القتال ظهرت فجأة العناصر والعدة والعتاد وكان هناك خطة يبدو أنها مدروسة من زمن".


حاول فيلق الرحمن الذي يرتدي عباءة "الجيش الحر" أن ينفي أي تحالف أو مشاركته جيش الفسطاط غرفة عمليات مشتركة، لكن المصادر تشدد على أن "بيان الفيلق يخالف الحقيقة لأن الهجوم على جيش الاسلام كان مشتركا ومنظماً"، معتبرة أن "فيلق الرحمن يحاول ان لا يظهر انه حليف لجبهة النصرة كي لا يخسر حلفائه وداعميه في الخارج"، وتضيف: "جبهة النصرة تهيمن على رقاب المدنين في المناطق داخل الغوطة الشرقية وتجيش الناس وتزرع فيهم الاحقاد، فيما لم يكن لها سابقا أي وجود إلا على الجبهات وفي شكل قليل".


وتسأل المصادر: "أين تذهب الغوطة الشرقية، إلى التقسيم أو المحرقة ؟"، كاشفة عن أن أنباء بأن "فيلق الرحمن و جبهة النصرة يحاولان فتح منفذ مع نظام الأسد من جهة مليحة جسرين وهو أمر خطير، يعزز تقسيم الغوطة، خصوصا أنه حتى الآن هناك منفذ واحد هو مخيم الوافدين القريب من دوما".
ويقول الممثل السياسي لـ"جيش الاسلام" محمد علوش: "نحن في جيش الاسلام مع جميع المبادرات و كامل اتفاقيات وقف اطلاق النار ونلتزم بكامل الاتفاقيات و نهيب جميع الفصائل بما فيها جيش الاسلام وفيلق الرحمن و لواء فجر الامة وجبهة النصرة ان يوقفوا اطلاق النار ويوحدوا صفوفهم في قتال رأس النظام على الجبهات وان يفتحوا الطرق للمدنيين والمرضى. وندعم كامل الجهات التي تدخل للصلح كانت مدنية او عسكرية او وجهاء الغوطة ".


وحاولت فصائل معارضة عدة التدخل لاعادة اللحمة بين الفصائل وتصويب البوصلة، لكن المساعي لم تثمر أي نيات جدية بوقف القتال، وتدخل أيضا لمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب بخطة تضغط على الاطراف لوقف المعارك، وبدأت مؤشرات ايجابية تلوح في الافق، فإما تترجمها الفصائل أو نقول: "على الغوطة السلام".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم