الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سيلفيو شيحا خرق لائحة "كرامة جونية"... الرياضي في معترك السياسة

المصدر: "النهار"
د.س.
A+ A-

كانت معركة رهيبة، استمر قرع طبولها حتى ساعات الفجر الأولى. تقارب كبير في الارقام ومنافسة لا ترحم. خيّل ان حبس الانفاس انتهى مع دخول الشيخ جوان حبيش الى مقر ماكينته الانتخابية الساعة الثانية بعد منتصف الليل واعلان النصر وارتفاع اصوات الزغاريد والابتهاج، لكن ساعات الفجر بيّنت حصول أربعة خروق نجحت بتسجيلها لائحة "التجدد" عبر سيلفيو شيحا، فادي فياض، فؤاد البواري ورودريغ فنيانوس. وفي التدقيق بالارقام، يتبيّن ان الاخير نال 4465 صوتاً فيما نال اول الخاسرين بعده 4464، فارق صوت واحد يحكي الكثير عن شراسة المنافسة، لكن ايضاً عن ميل للالتزام بلوائح. ويتكرر الاستنتاج عينه مع الرقم الذي سجله فادي فياض، نائب رئيس لائحة "التجدد مسيرة عطاء" الذي نال 4469 صوتاً.


بصوت يقظ لم تتعبه ساعات السهر الطويلة، تحدث الينا الرياضي سيلفيو شيحا الذي نفى لـ"النهار" امكانية استقالته من المجلس البلدي، بحيث سرت معلومات عن اتجاه الفائزين من "التجدد" الى الانسحاب من مجلس يرأسه حبيش لغياب التجانس وتناقض الرؤى، وصعوبة ان يكتفي من ترشح لمنصب رئيس او نائب رئيس بمركز عضو مجلس. وهو الامر الذي نفاه لـ"النهار" البواري الذي ترشح رئيساً للائحة "التجدد" وفاز عضواً في البلدية.


سيلفيو شخصياً يرى في حديث الاستقالة ما لا يمت للواقع بصلة، فـ"علاقتي مع الشيخ جوان اكثر من جيّدة، ولا أشك في امكان التفاهم معه والعمل المشترك". ويرى ان "النتيجة المتقاربة تثبت ان صوت #جونية ليس لفريق واحد، وان نفوذ العائلات كبير جداً، مع عدم الانتقاص من الاحزاب التي يمثلها ابناء عائلات وازنة ايضاً".


وبالنسبة لبطل التزلج المائي، "هذه المنافسة الحامية لطالما كانت جزءاً من يومياتي، اعتدت حبس الانفاس وبذل الجهد للوصول الى خط النهاية". واذ سجل سيلفيو رقماً جيداً (4647) لن تهدده اعادة فرز صناديق او طعون محتملة، يأمل الامساك بالملف الرياضي في البلدية بالتعاون مع حبيش، معتبراً ان نجاحه كان بدفع من القوى الداعمة للائحة "التجدد"، لكن أيضاً بسبب القبول والعلاقات الشخصية التي يتمتع بها، وما يحظى به من دعم شبابي خصوصاً. وهو الدعم الذي يرغب في تغيير الصورة النمطية للسياسة والعمل في الشأن العام، "نحن رياضيون ونستطيع ان ننجز".


بعد الايام الحامية والتنافس الكبير، دعوة من سيلفيو للتحلي بالروح الرياضية وترك الخصومة جانباً، لأن "جونية تستحق الافضل وتحتاج الكثير من المشاريع". "هيا الى العمل"، شعاره.


وليس معروفاً اذا كانت دعوة سيلفيو ستلقى اذاناً صاغية من الجميع، فالندوب التي تركتها معركة عاصمة كسروان لن تكون عابرة. لا في الرابية التي خاضت اختباراً رئاسياً في مواجهة تحالف شخصيات وعائلات و"قوات" ولم تنم وهي تحصي فارق الاصوات الضئيل حابسة الانفاس قبل ان يولد نصر صعب تنغصه اربعة خروق. ولا في معراب التي سيتوجب عليها ردم هوة الشروخ التي اصابت التفاهم مع "التيار" بعد اختبار الاحجام الذي ستقسط نتائجه على اعتبارات سياسية متداخلة، ومهما جرت محاولات الباس المعركة لبوس الانماء. يكفي ان الجنرال الذي نزل بنفسه الى الميدان ارادها منازلة في مواجهة اكثر من طرف، متى ما شعر ان ثمة محاولة للنيل مما يمثل. اما العائلات والشخصيات المستقلة، وبمعزل عن وصولها الى الكرسي من عدمه، فأعادت تثبيت نفوذها وأحجامها مسيحياً، الخبر الذي لن يكون حزيناً لبعض دعاة التنوع وعدم حصر البندقية.


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم