السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

المعركة الأشرس في جونية

المصدر: "النهار"
ف. ع.
المعركة الأشرس في جونية
المعركة الأشرس في جونية
A+ A-

لا تكفي كلمة "حامية" لوصف المعركة الانتخابية البلدية في جونية وهذا ما بينته ساعات الفرز الاولى التي اثبتت شبه تقارب في الأصوات.


في عاصمة الموارنة، لم يوفر الطرفان المتنافسان أي سلاح في المعركة الضارية . وفي غوسطا المنافسة كانت ضارية، بينما انخفضت حدتها السياسية في الذوقين (ذوق مكايل وزوق مصبح) مع تسجيل نسبة اقبال كبيرة. الجميع وقف على متاريسه الانتخابية، وأخذ يستعمل السلاح تلو الآخر لتسجيل خرق في الصناديق. ولعل أبرز الاسلحة التي استخدمت في المعركة هي الاتهامات المتبادلة بشراء الأصوات. كما انتشرت شائعات عدة عن التشطيب، فسارع كل طرف الى إنكار ذلك والتأكيد على الوحدة. وحده الإنكفاء "القواتي" كان واضحا في جونية رغم تاكيد "لائحة التجدد" دعم "القوات" لها، بينما أكد حبيش تاييد مجموعات قواتية له.


جهوزية من الصباح
الماكينات الانتخابية التابعة للائحة "كرامة جونية" المدعومة من "التيار الوطني الحر" وحزب الكتائب، ولائحة "التجدد جونية - مسيرة عطاء" المدعومة من رئيس "مؤسسة الانتشار الماروني" نعمة افرام والنائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن لم تنم، وعند الساعة السادسة والنصف انتشر جميع المندوبين باطيافهم المتعددة قرب مراكز الاقتراع الاربعة في صربا وغادير وساحل علما وحارة صخر، وأول الزوار كان افرام وحبيش. اما نائب رئيس لائحة "التجدد" فادي فياض فاستقر امام مركز حارة صخر منطقته، ورئيس لائحة "التجدد" فؤاد البواري استقر في مركز غادير وتابعا المجريات الانتخابية ميدانياً.


لا اشكالات
ولعل وجود قادة الاطراف كافة على الارض، بالاضافة إلى الماكينتين الانتخابيتين ( في مبنى مسرح الإتينيه لـ"لائحة التجدد" و"كرامة جونية" في ساحل علما) عكس دقة التنافس وإرادة منع حصول اي خلاف. ولم يخرق الهدوء الانتخابي الا ما اشيع عن حالة رشوة قامت بها "لائحة الكرامة"، الأمر الذي نفاه حبيش قائلا:"ان هذه الشائعة كاذبة ولا صحة لها والأمر متروك للقضاء". كما حصل إشكال صغير على مدخل مركز اقتراع غادير بين مرافقي البون والخازن عالجه على الفور النائبان السابقان وعاد الهدوء. وتعاطت الاجهزة الامنية مع اي خرق بحزم ومرونة كي لا يخرج الوضع عن السيطرة.


نسبة الاقتراع وبذخ لوجستي
وكان لافتا توافد الناخبين باكرا الى صناديق الاقتراع من الاعمار كافة وحتى من المتقدمين السن والمقعدين والمصابين باعاقات جسدية، تم جلبهم على الكراسي. ووقف الناخبون في طوابير داخل الاقلام وفي خارجها. وجندت مئات السيارات لنقل المواطنين الى مراكز الاقتراع. وسجلت نسبة مشاركة كبيرة في الاقتراع. وعلى الصعيد اللوجستي، كان واضحا وفق ان اللائحتين تمتلكان قدرة مالية كبيرة وفرتها كل منهما للمعركة. من اللافتات الاعلانية التي زينة الاوتوستراد الساحلي للمدينة، الى الشوارع الداخلية والمكاتب الانتخابية في الأحياء. تضاف الترويقة الصباحية وبرادات المثلجات التي توافرت في المراكز وخففت من حماوة المعركة، مرورا بالغداء ظهرا الذي اعد في أفخر المطاعم في جونية ووزع على مناصري اللوائح والمواطنين، وصولا الى اللباس الرسمي لمناصري اللوائح والإعلام الحزبية واعلام اللائحتين.


المواقف السياسية
في المواقف السياسية، أكد داعمو "لائحة التجدد" وحدتهم والتزامهم لائحة واحدة. ودعا افرام "اهالي جونية الى تسليم بلدية جونية للانماء والتوافق والمحبة وليس للبغض والكبرياء والحقد، ونقول للبعض لسنا بحاجة إلى أموال افريقية ما لدينا يكفي واكثر". من جهته، قال الخازن لـ"النهار" ان " المعركة ديموقراطية ولائحتنا ستفوز دون أدنى أي شك". اما البون فانتقد الذين يروجون ان "لائحة التجدد" تدفع الاموال وقال:"أعطونا دليلا حسيا واحدا على هذا الموضوع. لسنا من يدفع، ونحن ملتزمون لائحتنا حتى الاخر". البواري بدوره قال لـ"النهار" "معركتنا انمائية ولسنا هنا لنزرع الحقد في جونية". اما فياض، فقال لـ"النهار" " نتمنى ان ينجح مشروعنا الانمائي ويدنا ممدودة بعد 15 ايار للجميع من اجل انماء جونية".
في المقابل، اكد حبيش ثقته بالفوز. وقال لـ"النهار" "اليوم تقرع اجراس الكرامة في جونية". ورد على التسريبات التي قالت ان وزير الداخلية نهاد المشنوق اخرجه من سرايا جونية، فقال :" لم يخرجني احد، انا خرجت عندما علمت بأن اجتماعا امنيا سينعقد وليست لي اي علاقة به".


غوسطا معركة الأرقام
في غوسطا ضراوة المعركة نافست جونية، وإن على مساحة أقل. التنافس كان واضحا على الأرض بين لائحة "كلنا غوسطا" برئاسة الدكتور اندريه القزيلي والمدعومة من "القوات" و"التيار" و لائحة "غوسطا العيلة" برئاسة زياد شلفون والمدعومة من النائب السابق فريد هيكل الخازن وحزب الكتائب. وحدة التنافس انعكست على نسبة الاقبال الكثيف الذي سجل في البلدة الكسروانية. الطرفان بذلا ما في وسعهما لتحفيز المواطنين على الاقتراع، ووصلت حدة المنافسة الى نقل مسنين راوحت اعمارهم بين الـ 90 والـ95 عاما للاقتراع. والمرشحان القزيلي وشلفون لم يتركا ساحة المعركة الا للتدخل في فض اشكال ما داخل المركز. الخازن قال لـ"النهار" ان "المعركة محسومة لنا، ونعمل على تحقيق فارق كبير في الاصوات". وفي الاطار نفسه، قال شلفون لـ"النهار" ان "الفوز لنا في نهاية هذا اليوم الانتخابي الطويل والفارق في الاصوات سيكون كبيرا ولن يتمكن "القوات" و"التيار" من خرق لائحتنا".
في المقابل، رد القزيلي على الخازن قائلا لـ"النهار": "المعركة غير محسومة، والنتائج ستكون مفاجئة للطرف المقابل".


في ذوق مكايل وزوق مصبح
سارت العملية الانتخابية بهدوء ومنافسة ديموقراطية واقبال كثيف على الاقتراع. وفي ذوق مكايل التنافس كان بين لائحة "نبض زوق مكايل" برئاسة ايلي بعينو المدعومة من رئيس البلدية السابق نهاد نوفل و"القوات"، ولائحة "الذوق حرّة" برئاسة وفيق طراد المدعومة من بعض "العونيين" ، بينما ترك"التيار" حرية الاقتراع لمناصريه. اما في ذوق مصبح، فانحصرت المنافسة بين لائحة شربل مرعب المدعومة من "التيار" و"الكتائب" وقسما من "القوات" ولائحة عبدو الحاج المدعومة من البون وبعض العائلات. ولم يسجل اي اشكال سوى في ذوق مكايل على خلفية توزيع لوائح انتخابية في الباحة الداخلية لمركز الاقتراع وقد طلبت القوى الأمنية من المندوبين مغادرة الباحة.
وحيال هذه القراءة الميدانية بدا ان نتائج الانتخابات في كسروان ستكون متقاربة، الا في حال سجلت مفاجآت في صناديق الاقتراع.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم