أيّ رسالة يوّد الثنائي المسيحي إرسالها الى جنبلاط؟

جبل لبنان سينتخب بعد غد. اكبر محافظة تتحضر للاستحقاق البلدي، في مشهد ينبىء بالسخونة. من سن الفيل الى جونيه. من الشويفات الى الدامور ودير القمر. من كفرمتى الى بيصور وعين دارة. محطات حامية تتداخل فيها الاعتبارات العائلية والانمائية، مرورا بالحسابات السياسية والحزبية، وصولا الى العامل الديموغرافي الذي يتظهر بقوة في اكثر من بلدة.

هكذا، تعرّي الانتخابات البلدية المجتمع اللبناني بكل مفاصله وعناوينه، وبالكاد يبقى هناك ضوابط او خطوط يحرّم ملامستها. تتداخل فيها كل الاعتبارات، فتصبح الاختبار الجدّي لبعض القوى، لا سيما في المدن الكبرى ذات الرمزية.

مسيحيا، ظللّ التفاهم المسيحي العوني – القواتي اكثر من محطة بلدية، وبانت بعض من نتائجه في الجولة الاولى من الاستحقاق البلدي، لاسيما في مدينة زحلة، حيث نجحت لائحة الاحزاب مكتملة، الا انه ومن دون شك، فان مفاعيل هذا التفاهم ستظهر اكثر في جبل لبنان. تلك المحافظة التي تشكل نسيجا متنوعا من مختلف الاحزاب والطوائف، من المتن الجنوبي الى الشمالي، وصولا الى كسروان وجبيل. اذ لا بد ان تظهر اكثر نتائج التفاهم ومدلولاته.
واذا حصرنا التفاهم بمنطقة الشوف – عاليه، يبدو السؤال مشرّعا: اي رسالة يوّد الثنائي المسيحي العوني – القواتي ارسالها الى زعيم المختارة؟

من الدامور حيث تتداخل المعايير العائلية والاعتبارات الانمائية الكبيرة مع عنوان عريض : "هوية الدامور الى اين؟"، الى دير القمر حيت تبدو المعركة سياسية بامتياز بعد التحالف العوني - القواتي ضد ابن البلدة وزعيمها النائب دوري شمعون، وفي المحطتين لا يبدو موقف الحزب التقدمي الاشتراكي هامشيا.

والمفارقة ان ايا من التعميم الحزبي لم يصدر بعد وبوضوح في هاتين البلدتين، وان كان ابن الدامور وعضو كتلة " اللقاء الديموقراطي" النائب ايلي عون يدعم لائحة شارل غفري، الا ان #جنبلاط سبق وقالها علنا: " انا لا اتدخل في الدامور، واحترم العائلات". اما في دير القمر، فيبدو ان الاشتراكيين لم يحددوا خياراتهم. اذ يقول شمعون تارة ان " انصار جنبلاط يعملون ضدي"، وطورا يقول انهم منقسمون، الامر الذي يدل على عدم حسم الخيارات بشكل قاطع.

من الاساس، لم يظهر جنبلاط، اقلّه في العلن، انه مهتم " بكرة البلديات"، وهو الذي ينوي ايضا الاستقالة من النيابة. هو كمن حرص على الظهور بهذا الموقع، تاركا الساحة للاخرين.

وعلى المقلب المسيحي، حرص ايضا #التيار_الوطني_الحر و #القوات_اللبنانية على ايصال رسالة مفادها: " نحن ايضا اقوياء في الشوف وعاليه، ولنا وجودنا"، بدليل البيان الذي اصدرته اخيرا هيئة " القوات" في عاليه، والتي حرصت فيه على تعداد البلديات التي فازت فيها بالتزكية، نتيجة الوفاق المسيحي المستحدث.

وعلى الرغم من بعض الاستثناءات، كبلدية كفرمتى مثلا حيت تخوض "القوات" المعركة بالتحالف مع الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة أجود خداج، فان الطابع الاكبر للمعركة في البلدات والمدن ذات الرمزية، تدل على ان ثمة رسالة يود الثنائي ترجمتها، بعدما تركت المنطقة هناك ولاعوام عديدة، ساحة لابن المختارة.

مساء الاحد ستكون الصورة اكثر وضوحا، والعين بالتأكيد على الدامور ودير القمر... بوابتا الشوف. ومن هناك ايضا، رسالة الى الاستحقاق النيابي في حزيران 2017 .