الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أميركا تبدأ تشغيل الدرع الصاروخية الأوروبية من رومانيا وموسكو تعتبرها جزءاً من سياسة الاحتواء لروسيا

المصدر: (و ص ف، رويترز)
أميركا تبدأ تشغيل الدرع الصاروخية الأوروبية من رومانيا وموسكو تعتبرها جزءاً من سياسة الاحتواء لروسيا
أميركا تبدأ تشغيل الدرع الصاروخية الأوروبية من رومانيا وموسكو تعتبرها جزءاً من سياسة الاحتواء لروسيا
A+ A-


بدأت الولايات المتحدة تشغيل درع صاروخية تبلغ تكاليفها 800 مليون دولار في رومانيا أمس، في خطوة تراها حيوية لحمايتها وحماية أوروبا من دول تصفها بالمارقة، بينما يرى الكرملين أنها تهدف إلى تحييد ترسانة روسيا النووية.


أعلن مسؤولون بارزون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، على أنغام الموسيقى العسكرية في قاعدة ديفيسيلو الجوية النائية، بدء تشغيل موقع الصواريخ الباليستية الدفاعية القادرة على اعتراض صواريخ من دول مثل إيران التي تقول واشنطن إن صواريخها قد تصل ذات يوم إلى مدن أوروبية كبرى.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي روبرت وورك وهو يقف أمام البناء الخرساني الرمادي الضخم الذي يضم الدرع والذي رفع عليه علم الولايات المتحدة: "ما دامت إيران ماضية في تطوير الصواريخ الباليستية ونشرها، ستظل الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للدفاع عن حلف شمال الأطلسي".
وقبل بدء المراسم، حذر مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الحد من التسلح فرانك روز من أن صواريخ إيران الباليستية يمكن أن تصيب أجزاء من أوروبا منها رومانيا. وستمتد الدرع الدفاعية لدى استكمالها من غرينلاند إلى الآزور.
وستبدأ الولايات المتحدة اليوم العمل في موقع أخير في بولونيا من المقرر أن يكون جاهزا أواخر سنة 2018 ليكتمل الخط الدفاعي الذي اقترح للمرة الاولى قبل نحو عشر سنين.
وتشمل الدرع الكاملة كذلك سفنا وأجهزة رادار في أرجاء أوروبا. وستسلم الى حلف شمال الأطلسي في تموز على أن يكون مركز القيادة والتحكم في قاعدة جوية أميركية بألمانيا.
وتشعر روسيا بالاستياء من عرض القوة الذي يقوم به خصم الحرب الباردة في شرق أوروبا الذي كان يحكمه الشيوعيون سابقا حيث كانت موسكو تتمتع بالنفوذ ذات يوم. وتقول موسكو إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول تطويقها قرب البحر الأسود ذي الأهمية الاستراتيجية الذي فيه أسطول بحري روسي وحيث يدرس الحلف زيادة الدوريات.
ويأتي تجهيز الدرع بينما يعد الحلف رادعاً جديداً في بولونيا ومنطقة البلطيق بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014. وفي مواجهة ذلك تعزز روسيا جانبيها الغربي والجنوبي بثلاث فرق جديدة.
وقال قائد القوات البحرية الاميركية في أوروبا الأميرال مارك فيرغسون خلال الاحتفال الذي حضره الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ: "الولايات المتحدة ورومانيا تصنعان التاريخ اليوم من خلال تقديم هذا النظام الى حلف شمال الاطلسي". وأوضح ان النظام "يمثل تعزيزاً مهماً لقدرة الدفاع عن الحلفاء الاوروبيين ضد انتشار صواريخ باليستية تنطلق من خارج المنطقة الاوروبية الاطلسية" وخصوصاً من الشرق الاوسط.


موسكو
وعلى رغم تطمينات الولايات المتحدة، يقول الكرملين إن الهدف الحقيقي للدرع الصاروخية هو تحييد الترسانة النووية الروسية.
وينعي المسؤولون الأميركيون النظرية الروسية وينحون باللائمة على موسكو في توقف المحادثات مع الحلف عام 2013 والتي كانت تهدف الى شرح طريقة عمل الدرع.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة عن أندريه كيلين المسؤول البارز في وزارة الخارجية الروسية "أنه جزء من الاحتواء العسكري والسياسي لروسيا... هذه القرارات التي يتخذها حلف شمال الأطلسي من شأنها أن تزيد وضعاً صعباً بالفعل تفاقماً".
من جهة أخرى، صرّح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "نشر الدرع الصاروخية ولا شك يشكل تهديداً
لأمن روسيا الاتحادية".
وأضاف: "يجري اتخاذ إجراءات لضمان المستوى المطلوب لأمن روسيا. الرئيس (فلاديمير بوتين) نفسه - دعوني أذكركم - سأل مرارا عمن سيعمل ضده هذا النظام".
وفي حين يؤكد مسؤولون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أن الدرع صممت لمواجهة تهديدات من الشرق الأوسط وليس من روسيا ظل موقفهم حتى اليوم غير واضح في شأن ما إذا كانت أجهزة الرادار وصواريخ الاعتراض يمكن ضبطها للتصدي لروسيا في حال نشوب صراع.
لكن روبرت وورك أفاد خلال الاحتفال أمس إن الدرع لن تستخدم كدفاع مستقبلي ضد صواريخ روسية. فقد سئل عما اذا كان الموقع في
رومانيا والموقع الآخر الجاري
بناؤه في بولونيا يمكن تحديثهما بتكنولوجيا تمكن من مواجهة الصواريخ الروسية فأجاب: "لا. لا توجد خطط على الإطلاق للقيام بذلك".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم