الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

روسيا وإيران تتفقان على "عدم " حبهما للأسد وتختلفان على وحدة سوريا!

المصدر: "النهار"
روسيا وإيران تتفقان على "عدم " حبهما للأسد وتختلفان على وحدة سوريا!
روسيا وإيران تتفقان على "عدم " حبهما للأسد وتختلفان على وحدة سوريا!
A+ A-

خلافاً للإنسجام الروسي الإيراني على الأرض في #سوريا، تكشف مقاربتان روسية وإيرانية للآفاق المتاحة أمام سوريا خلافات جوهرية بين الجانبين، ولعل أكثرها وضوحاً تلك المتعلقة بـ"وحدة سوريا" التي تتمسك بها طهران، في مقابل عدم استبعاد #موسكو خيار الكونفيديرالية.


هذه التناقضات وغيرها كانت واضحة في مداخلتين للباحث في مركز الشرق الأوسط في موسكو نيكولاي كوزانوف واستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران ناصر هاديان خلال نقاش نظمه معهد "كارنيغي الشرق الأوسط" في بيروت وشارك فيه الباحث الأول في كارنيغي يزيد صايغ.


واستعرض كل من الجانبين وجهة النظر السائدة في بلاده لآفاق الحل في سوريا وسبل الخروج من هذه الحرب المدمرة، فيما قارب صايغ التحديات التي تواجه السيناريو الذي يدفع في اتجاهه الروس والإيرانيون لابقاء الأسد في السلطة.


يربط كوزانوف الانخراط الروسي في سوريا بدءا من أيلول الماضي بثلاثة عوامل تحدد السياسة الخارجية لموسكو، وهي الصراع بين موسكو والغرب والرأي العام الروسي والتهديد الجهادي في المنطقة.


ويلفت إلى أن هدف موسكو كان إعادة الاستقرار الى سوريا بعد الاضطرابات التي أدت في نظرها الى صعود التطرف الاسلامي. لذلك، سعت في المرحلة الأولى الى دعم النظام ومنعه من السقوط. أما المرحلة الثانية التي بدأت في كانون الاول 2015 فهي أساسية لموسكو وتتعلق بالمسار السياسي.
وضمن الاطار السياسي نفسه، تواصل روسيا زيادة الضغط العسكري والسياسي على المعارضة غير الجهادية لاضعافها ودعم الأسد، إضافة الى تقسيم المعارضة من خلال اتفاق وقف النار وتصنيف من يعارضه في خانة الراديكاليين، وإنشاء مجموعات عدة في المفاوضين ضمن الوفد المعارض لإثارة الفوضى في ما بينهم.


وفي تقويمه لمسار الخطة الروسية حتى الان، يرى كوزانوف أن التطورات تسير وفقاً لتصورات الروس "فالنظام عزز موقعه، وتدمر حررت وربما تليها إدلب، وأبعدت تركيا عن الأزمة السورية، وأميركا ليست متحمسة للتدخل في سوريا أكثر عشية الانتخابات الرئاسية".
إزاء هذا الوضع، ما الذي تخطط له روسيا في سوريا؟


يقول كوزانوف إن الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين سيواصل أجندته الحالية بالضغط السياسي والعسكري على المعارضة، والدفع في اتجاه إعادة إطلاق مسار جنيف، موضحاً أن "الروس يريدون التوصل الى اتفاق وفقاً لشروطهم الخاصة قبل مغادرة أوباما، وإذا لم يحصل ذلك فهم ليسوا مستعجلين". ويؤكد استعداد روسيا لمناقشة هيكلية دستورية لما بعد الحرب، وأن استمرار الأسد في السلطة يعتمد على تطور الأوضاع على الارض.,
لا يدعي كوزانوف بأنه يفشي سراً عندما يقول إن بوتين لا يحب الأسد، وأنه منزعج من عدم ابدائه ليونة حيال المفاوضات.ومع ذلك، يلفت إلى أن الروس لا يرون بديلاً له حتى الان قادراً على الإمساك بالحكومة السورية.



 


المقاربة الإيرانية
يبدأ هديان مقاربته الإيرانية للآفاق في سوريا من حيث انتهى كوزانوف، داعياً إلى عدم الاعتقاد بوجود "علاقة حب" بين الأسد وإيران، ويعزو الدعم الإيراني له إلى رغبة في الحفاظ على النظام، و"إذا ذهب الأسد سينهار النظام وسيظهر ديكتاتور آخر". ومع ذلك يقر بأن إيران نفسها ليست واهمة بقدرة الأسد على أن يحكم سوريا موحدة، وهو الهدف الذي تصر عليه الجمهورية الإسلامية.ويذهب الى التساؤل :"حتى لو انتصر الأسد، فهل يستطيع أن يحكم؟".


الوضع في المنطقة، في رأيه، ليس واعداً، و"الرئيس المقبل للولايات المتحدة لن يتصرف في شكل مختلف عن أوباما ما دامت إدارة الفوضى في المنطقة مستمرة، وطالما أن النزاع في سوريا بقي ضمن حدود سوريا".ويبرز دور التوتر السعودي-الايراني في مفاقمة الصراع في سوريا " فالسعودية تتحدى إيران في سوريا ودول أخرى لأنها تعتبرها تهديداً لها".


وعلى رغم ذلك، يكمن الحل في رأيه في إيقاء سوريا موحدة وضمان عدم انهيار النظام وصولاً في مرحلة لاحقة الى تسلم شخص غير الأسد السلطة.ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك، يقول:" يجب تقليص التوترات بين اللاعبين الاقليميين الرئيسيين، إيران والسعودية والدوليين روسيا وسوريا.ويقول:"في مرحلة أولى يجب أن تجتمع الدول الاربعة في غياب النظام والمعارضة لوضع خريطة طريق لسوريا، يتولى كل من الدول الاربعة في مرحلة ثانية اقناع المعارضة والنظام بمرحلة انتقالية تستمر سنتين أو ثلاث يبقى فيها #الأسد في منصبه، مكرراً "إذا أزيح الأسد ينهار النظام وسندخل في حرب أهلية طويلة".
وخلافاً لهديان، يقول كوزانوف إن وحدة سوريا ليست هاجساً لروسيا، ويذكر بالنقاش الذي أثاره أخيراً كلام وزير الخارجية سيرغي لافروف من أنه إذا وافق السوريون على الكونفيديرالية "سندعم كل شيء متفق عليه".


تحديات كبيرة
يبدو واضحاً أن المقاربتين الايرانية والروسية تلتقيان عند وجوب بقاء الأسد بحجة الحفاظ على الأسد "بضع سنوات" وعدم الانزلاق إلى حرب أهلية.
وينلطق صايغ من هذه الفرضية ليسأل عما سيكون عليه الوضع في سوريا إذا حصل ذلك. ويلفت الى تحديات كبيرة سيواجهها الأسد لاعادة الاعمار واعادة النازحين واللاجئين واستعادة الرساميل البشرية والكفاءات، موضحاً أن النظام سيضطر الى العمل مع قاعدة اقتصادية أصغر، في ظل معارضة نصف السوريين أو أكثر له، ولن يستطيع استقطاب المساعدات الدولية الضرورية إذا كان المجتمع الدولي غير راض عن نتائج الاتفاق لسوريا.وفي رأيه أنه سيكون صعباً العودة الى العقد الاجتماعي الذي كان قائماً على تأمين المساعدات في مقابل الولاء السياسي.وعندما سيجد نفسه في وضع صعب وسيعود الى ممارسة الإكراه والتخويف مجدداً.


[email protected]
twitter:@monalisaf


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم