الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كانّ 69 افتُتح أمس بـ"كافيه سوسايتي" لوودي آلن: تييري فريمو "يهدّد" الجمهور بدورة ستسعدهم!

كانّ 69 افتُتح أمس بـ"كافيه سوسايتي" لوودي آلن: تييري فريمو "يهدّد" الجمهور بدورة ستسعدهم!
كانّ 69 افتُتح أمس بـ"كافيه سوسايتي" لوودي آلن: تييري فريمو "يهدّد" الجمهور بدورة ستسعدهم!
A+ A-

دورة جديدة من مهرجان كانّ السينمائي بدأت أمس. مهرجان يطلّ علينا من عمق سنواته الـ69، زاخراً بالوعود وحافلاً بالأسماء الشهيرة وبتلك التي سيطير صيتها بعد انتهاء الدورة. انه المهرجان الذي يحوّل المدينة الساحلية الفرنسية مرة في السنة، محجاً للسينيفيليين يمتد على 12 يوماً، حيث "السينما تصبح أهم شيء في الوجود"، كما يقول المخرج الروماني كريستيان مونجيو. جديد الثمانيني وودي آلن، "كافيه سوسايتي" (خارج المسابقة)، افتتح طبعة قال عنها المدير التنفيذي تييري فريمو عند اعلان البرنامج إنها ستسعدنا.


بعد "رجل غير عقلاني"، السنة الماضية، عاد آلن إلى المهرجان الذي لم تطأه قدماه طويلاً، علماً انها المرة الثالثة ترتفع ستارة كانّ على واحد من أعماله. جديده غوص في كواليس هوليوود الثلاثينات، يشبه إلى حدّ ما فيلم الأخوين كووين الذي أفتتح برلين الماضي، وكما دائماً يستعين المخرج النيويوركي بشلّة من الممثلين في مقدمهم كريستين ستيوارت.
21 فيلماً تضمّها المسابقة الرسمية التي يترأس لجنة تحكيمها المخرج الأوسترالي جورج ميللر الذي قدّم هنا السنة الماضية رائعته البصرية "ماد ماكس" خارج المسابقة. إسناد مهام كهذه إلى مخرجٍ أفلامه لا تستجيب في الضرورة خط المسابقة، هو نوع من استفزاز محببّ لم ينتبه إليه كثيرون، وهو في الآن ذاته امتداد لتقليد فرنسي عريق، رفع دائماً من شأن السينمائيين الحرفيين. معظم الأفلام المتسابقة على "السعفة الذهب" لوجوه معروفة وقامات كبيرة في السينما المعاصرة. مرة أخرى هذه السنة، نوقشت في بعض الأوساط مسألة اختيار الأفلام ومعاييرها، وادعى البعض ان المهرجان يحرص على انتقاء الأسماء ذاتها في نوع من زبائنية، وهذا موضوع نقاش واسع، الا ان المؤكد ان تظاهرة سينمائية بهذا الحجم، يحضرها 40 ألف معتمَد ويغطيها اعلامياً 4000 صحافي، لا يمكن أن تكون حقل تجارب وإختبارات. بات معلوماً مثلاً ان المسابقة تخضع لتوازنات ولأنواع مختلفة من التوزيع.
يتشكّل الاختيار الرسمي من أكثر من 50 فيلماً، اختارتها الادارة من أصل 1800 وصلت إلى مكاتبها وتمت مشاهدتها طوال الأشهر الماضية. من "المعتادين" الذين يعودون إلى كانّ في الدورة الحالية - وبعضهم حطّم أرقاماً قياساً في عدد المشاركات: البريطاني كَن لوتش الذي كان قرر اعتزال السينما، الا انه عاد عن قراره لإنجاز فيلم أخير، وسنرى كم "فيلماً أخيراً" سينجز السينمائي الكبير بعد! هذا الفائز بـ"سعفة 2007" عن "الرياح التي تهزّ الشعير"، يقدّم "أنا، دانيال بلايك". السينمائيان الآخران المشاركان، وهما في الحقيقة "ثنائي"، أيضاً من الفائزين بـ"سعفة" كانّ، مرتين لا مرة واحدة. انهما الأخوان البلجيكيان جان بيار ولوك داردن الآتيان بـ"الفتاة المجهولة". شارك الأخوان في كانّ بكلّ أفلامهما منذ "الوعد" (1996)، والمرة الوحيدة التي لم ينل فيها أحد أفلامهما أي جائزة كانت يوم عرضا "يومان وليلة" في العام 2014. ثالث الأسماء الكبيرة التي تترك في الاذن صدى طيباً عند الحديث عن كانّ: الاسباني بدرو ألمودوفار الذي سعى مراراً إلى "السعفة" ولم ينلها يوماً. "خولييتا"، هو العمل الذي سيعيده الى الـ"كروازيت" بعد غياب خمس سنوات إثر عرضه "الجلد الذي يسكنني" (فيلمه الأخير "العشّاق العابرون" رفضه المهرجان). ألمودوفار الستيني ألغى أخيراً الجولة الترويجية لـ"خولييتا"، بعدما ورد اسمه واسم شقيقه في وثائق بَنَما.
الهولندي بول فرهوفن سيكون حاضراً في المهرجان. هذا مخرج كبير لم يشارك فيه منذ سنوات، بعد غيابه عن السينما لفترة، كنتيجة للانتكاسات التي تعرض لها في مرحلته الهوليوودية ("فتيات الاستعراض" نموذجاً). يأتي فرهوفن بفيلمه الفرنسي الأول وقد أسند فيه البطولة إلى ايزابيل أوبير. "هي" يسجّل اذاً عودة الهولندي الكبير، صاحب أفلام سجالية جريئة مثل "غريزة أساسية" و"ستارشيب تروبرز"، بعد عشر سنين من الصمت.
أربعة أفلام فرنسية تضيء عتمة صالات كانّ: "البقاء العمودي" لألان غيرودي الذي ذاع صيته العام 2013، بعد تقديم عمله الفضّاح "مجهول البحيرة" في قسم "نظرة ما"، حيث نال جائزة الإخراج. غيرودي يتذكّر في حديث مع "النهار" يُنشر خلال المهرجان يوم عَرض فيلمه هذا الذي مُنع في بيروت: "ثلاثة من أفلامي عُرضت في "اسبوعا المخرجين". "مجهول الهوية" عُرض في "نظرة ما". لو عُرض في المسابقة الرسمية، لأحدث جدلاً أكبر من الذي أحدثه. تركيز الإعلام على المسابقة أكبر بكثير. ولكن من جهتي لم أبحث عن فضيحة، وأعتقد انها لم تكن هدف تييري فريمو عندما اختاره. لم أنجز أياً من أفلامي بهدف الاستفزاز والضجة، لكني كنت أتوقع، أقلّه في حال "مجهول البحيرة"، أن يواجَه بالرفض، فما فاجأني هو الإجماع الذي كان في الصحافة، وعلى مستوى الجمهور قلة غادرت الصالة".
نيكول غارسيا فرنسية أخرى تشارك بـ"مال دو بيير"، انها أول مشاركة للممثلة المخرجة السبعينية منذ "بحسب شارلي" العام 2006، خلافاً للمشاركة القريبة زمنياً (قبل عامين) لأوليفييه أساياس الذي يقدّم "متسوّقة شخصية"، بطولة كريستين ستيوارت، ثانية إطلالاتها الكانّية بعد فيلم آلن. أخيراً، دائماً في الشقّ الفرنسي، خبر جيّد لمحبّي برونو دومون. السينمائي الكبير يأتي متأبطاً "ما لوت"، وهو مرجّح لأن يشكّل إحدى اللحظات القوية في دورة هذه السنة. الاعلان الترويجي للفيلم يكشف مشاهد كوميدية تخرج عن الاطار المألوف في سينما المخرج الكبير الذي وصل إلى ذروة فنّه بفيلمه مع جولييت بينوش.
ثمة بلد يحظى باهتمام كانّ منذ فترة: رومانيا. فالمشاركة الرومانية لافتة هذه السنة مع فيلمين من أصل 21، والاثنان لمخرجين نالا جوائز هنا. الأول هو كريستيان مونجيو، الفائز بـ"السعفة الذهب" عن "أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان" الذي ساهم في إطلاق ما اصطلح عليه آنذاك بـ"الموجة الرومانية الجديدة". جديد مونجيو عنوانه "بكالوريا". الروماني الثاني لا يقلّ أهمية عن مونجيو. إنه كريستي بيو الذي اشتهر بعد فيلمه "موت السيد لازاريسكو" (نال عنه آنذاك جائزة "نظرة ما")، ونحن الآن حيال جديده "سييرانيفادا". حضور السينما الرومانية في كانّ يلخّصه مونجيو على النحو الآتي: "كان هناك فيلمان رومانيان في بداية الألفية الثالثة في كانّ. في "اسبوعا المخرجين"، عام 2001 شارك كريستي بيو والعالم التالي شاركتُ أنا. أعدنا السينما الرومانية إلى كانّ بعد فترة طويلة من الغياب، وحصل هذا التواصل مع جيل جديد. قبل ذلك، كانت آخر مشاركة للسينما الرومانية في كانّ تعود إلى التسعينات على ما أذكر. كانت أول مرّة نأتي فيها بأفلام عن سقوط الشيوعية وبدأنا نثير الاهتمام. ساعدنا هذا على تحسين الظروف التي كنّا نصنع فيها أفلامنا في رومانيا. في بداية مساري كان من الصعب جداً ايجاد تمويل، معظم المال كان يذهب إلى سينمائيين مكرّسين. الشيء الايجابي هو تلك المنافسة التي ولدتْ بين السينمائيين، وكانت منافسة شريفة، ولكن في غضون سنوات قليلة، لم يعد الذهاب إلى كانّ بالنسبة للسينما الرومانية أمراً كافياً لإثارة الإنتباه، خصوصاً مع ارتفاع التوقعات عند الناس".
فيلم واحد في انتظارنا من كلّ من بريطانيا ("أميركان هوني" لأندريا أرنولد)، والدانمارك ("شيطان ضوء النيون" لنيكولاس فيندينغ رفن) وألمانيا ("طوني أردمان" لمارين اده). صرّح فريمو في مبادرة تهدف إلى وضع النقاط على الحروف، بأنّ المهرجان يصنّف هوية الفيلم وفق هوية مخرجه، نظراً إلى الصعوبة في تصنيفه بغير ذلك، لأنّ معظم الأعمال اليوم باتت إنتاجات مشتركة بين بلدان عدة، وهي تالياً متعددة الهوية. في المقابل، يبدو أنّ لجنة اختيار الأفلام لم تعثر على فيلم إيطالي واحد لضمّه إلى المسابقة، بعدما كان بلغ عدد الأفلام الإيطالية 3 في الدورة الماضية.
ثلاثة أفلام أميركية تشارك في المسابقة: آخر افلام شون بن، "الوجه الأخير"، المنتظر منذ زمن بعيد، الغائب عن الاخراج منذ العام 2007، تاريخ إخراجه "في البريّة"، علماً أنّ المرة الأخيرة شارك فيها في المسابقة، كانت يوم قدّم "الفخ" مع جاك نيكلسون. جف نيكولز الذي لا يكف عن العمل كوننا شاهدنا فيلمه الأخير في برلين مطلع السنة، يعود الى كانّ بـ"لافينغ"، في حين أن "باترسون" يعيد جيم جارموش إلى الـ"كروازيت". السينمائي المستقلّ يقدّم هذه المرة "فيلماً جارموشياً" بحسب تعبير فريمو، وهو يشارك أيضاً بفيلم ثانٍ يشق مساره إلى قسم "عروض منتصف الليل".
كندا ترسل "الواندر بوي"، الشاب كزافييه دولان، أصغر سينمائي في أي مسابقة يشارك فيها، مع ثاني فيلم له يطمح إلى "السعفة": "فقط نهاية العالم" (مع ماريون كوتيار). فيلمه السابق، "مومي" نال جائزة لجنة التحكيم في كانّ قبل سنتين مناصفةً مع جان لوك غودار، وهو من الأسماء الصاعدة في دنيا السينما. أما من أميركا اللاتينية، فلا يوجد سوى فيلم برازيلي هو "أكواريوس" لكليبير مندونسا فيلو. من آسيا، اختار المهرجان ثلاثة أفلام: "الخادمة" للكوري الجنوبي بارك تشان ووك، و"ما روزا" للفيليبيني بريانتي مندوزا، و"البائع المتجول" للايراني أصغر فرهادي الذي اضيف إلى المسابقة بعد أيام من اعلان البرنامج. وقد نال مخرج "الماضي" امتيازاً خاصاً، اذ تناولته الصحافة على حدة. يذكر ان مقالاً نُشر حول عدم اختيار آخر فيلم لأمير كوستوريتسا يقول فيه ان الرفض جاء لأسباب سياسية (قربه من الرئيس بوتين)، الا ان المخرج الصربي الفائز بـ"سعفتين"، عاد لينكر ما نُسب اليه.
أخيراً، "نظرة ما" يفتتحه هذه السنة فيلم "اشتباك" للمصري محمد دياب، أول فيلم عربي يفتتح هذا القسم، عدد من الأفلام المشاركة فيها تُعتبر أول خطوة إخراجية لأصحابها. ثمة أفلام من سنغافورة وفرنسا وإسرائيل ومصر واليابان وفنلندا. إلى جانب المبتدئين، نجد اسمَيْن لافتَيْن، هما الياباني كوري ايدا والإسرائيلي عيران كوليرين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم