الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هذه إخفاقات "بيروت مدينتي" وأخطاؤها

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
هذه إخفاقات "بيروت مدينتي" وأخطاؤها
هذه إخفاقات "بيروت مدينتي" وأخطاؤها
A+ A-

تردّد البيروتيّون في منح الثقة والتأييد للائحة "بيروت مدينتي" أوّل إطلاقها لحملتها، وبقيت التوقّعات أقلّ مما بيّنته صناديق الاقتراع التي تأخّر فرزها، لكنّ اللائحة حصدت 40 بالمئة من أصوات المقترعين الذين بلغت نسبتهم 20 في المئة. ألقى البيروتيون إذاً حملاً ثقيلاً على الحملة إذ منحوها الثقة بفارق 7 آلاف صوت بين آخر الفائزين على لائحة "البيارتة" وأول المنتخَبين على لائحة "بيروت مدينتي". فكيف للحملة أن تتّعظ من إخفاقاتها التي منعتها من الخرق أو الفوز؟ أين أخطأت الحملة وأين نجحت؟ وماذا يقول المرشحون والمنظمون فيها؟


يروغي تيروز
بحزم يقول لـ"النهار" المرشّح على اللائحة يروغي تيروز: "نحن لم نخطئ، لقد هزّينا البلد والأحزاب والآتي أعظم. الحملة كانت رائعة وأتصوّر أننا الفريق الأكثر أخلاقية ومهنيّة بتاريخ لبنان من ناحية التنظيم والحملة الإعلامية والشفافيّة والنزول إلى الشارع والحديث إلى الناس واستطلاع آرائهم". ما هي العقبات التي منعتكم من الفوز؟ "المتطوعون والمندوبون لدينا كانوا "بريئين" لأنهم لا يعرفون كيف "يتزعرنون" مقارنة بالباقين، إذ ليس لديهم خبرة على الأرض. كما تأخرنا في استصدار تصاريح لهم ما انعكس سلباً علينا يوم الانتخاب". هل هذه العقبة الوحيدة التي حالت دون فوزكم؟ يقول: "لا، تحمّلنا التصويب علينا من الأحزاب كافة، كما أن الناس وصلوا إلى درجة مرتفعة من اليأس حيث من الصعب أن تقنعيهم بالتغيير". هل يصحّ القول أن اللبناني يتأفّف وينتفض عبر "السوشيل ميديا" فقط؟ "عندما تحصلين على 30 ألف صوت لا يمكنك الحديث عن هذا الأمر".


هل أخطأ اللبنانيون بالأمل بكم أكثر من الواقع؟، يقول: "إنها العاصمة التي يعيش فيها 2 مليونا شخص ويعملون ويسهرون فيها ومن هنا أتى التعاطف معها، ووضعوا آمالهم فينا، ثمة رأي ثالث كبير في البلد. عندما يراجع الناس أنفسهم ويعلمون أن 7 آلاف صوت فقط كانت هي الفارق فإن عائلات كثيرة ستراجع نفسها وقراراتها وأنها كانت قادرة على إحداث فرق". هل وثّقتم عمليات الغش وستتّجهون للقضاء؟ "لدينا تسجيلات لناس شاهدوا كيف مزّقت مغلفات واستبدلت بأخرى. ممكن اللجوء إلى القضاء إذ لدينا فريق من القضاة عمل معنا في البيال، حيث كنا نتصيّد الأصوات لأن بعضها حسب هنا ولم يُحسب هناك. العمل خلال الإنتخابات والمراقبة أصعب بكثير من ذي قبلها".


ابرهيم منينمة
يرى رئيس لائحة "بيروت مدينتي" المهندس ابرهيم منيمنة في حديث لـ"النهار" أن "إطلاق العملية الإنتخابية جاء متأخّراً وكذلك التشكيك في إجراء الانتخابات وفتح باب الترشحيات، ما جعلنا نتأخر في إطلاق اللائحة ما أثر سلباً علينا وكذلك أثر على تجاوب الناس". ويلفت إلى "أن القانون الانتخابي الأكثري لم يمنحنا قدرة الخرق مع أننا حصدنا 40 بالمئة من الأصوات، كما أن جهاز الانتخابات في وزارة الداخلية لم يكن جاهزاً بما فيه الكفاية ولم يكن مدرباً إضافة إلى الطريقة البدائية للفرز في لجان القيد".


هل كنتم البديل الفعلي في بيروت؟ يقول منينمة "خلال 8 شهور عملنا بطريقة مختلفة وشكّلنا بديلاً جدّياً لناحية التمثيل ونوعيّته، خلقنا معركة أجبرتهم على تأجيج الخطاب الانتخابي وإجراء معركة على عكس الدورات السابقة وكنا منافساً فعلياً للسلطة". هل أثّرت شائعات التمويل وفكرة الانتماء إلى منظّمات المجتمع المدني على حظوظكم؟ "نحن جزء من المجتمع المدني ولدينا مهنيّين أيضاً، نحن حملة انتخابية مثل أي حملة في العالم يكون تمويلها من الناس والمتبرعين وهذا شرف لنا أن يدعمنا الناس أي أنهم وثقوا بنا وصدّقونا، إذا كان التقليد في لبنان ليس كذلك فهذا لا يعني أننا على خطأ. جرّبنا أن نكون شفّافين وسنبرز تدقيقاً عن تمويلنا".


هل تحتاجون لإعادة ترتيب صفوفكم؟ يجيب منيمنة "سنعيد النظر في الحملة ولدينا قرار داخلي لإعادة هيكلة الحملة وهذا قرار اتخذناه قبل الانتخابات". لماذا لم تستدركوا مشكلة المندوبين وتوزيعهم على الأقلام كافة؟ يقول: "من يمكنه أن يغطي 827 قلم اقتراع في بيروت؟ هذا القانون مصمّم على قياس الأحزاب الكبرى ليمنع المستقلين من الترشّح. يجب مراجعة شكل القانون وتطويره وتخفيض عدد الأقلام وتحسين طريقة الفرز". هل ندمتم على عدم تحالفكم مع أي فريق سياسي أو حزبي؟ "كنا أعدنا نفس الكرة في موضوع التحالف مع الأحزاب والاستقلال السياسي وهذا ما أعطانا صدقية. لو تحالفنا كنا خسرنا أصوات أيضاً". هل ستتّجهون إلى الانتخابات النيابية إن حصلت؟ "ثمة وقت، نحن حملة للعمل البلدي وعلينا مواكبة العهد البلدي الجديد وسنبني على الشيء مقتضاه".


مروان الطيبي
بدوره يرى المرشّح على لائحة "بيروت مدينتي" مروان الطيبي أن الحملة تعلّمت من أخطائها وستتداركها، خصوصاً أن لليوم الانتخابي بحد ذاته أهميّة خاصة. وعن التقصير داخل أقلام الاقتراع، يقول: "لم نوزّع لوائح داخل مراكز الاقتراع لأنها مخالفة للقانون وهي عادة لبنانية لكن القانون يمنع توزيعها أقرب من 50 متراً من المركز. كما فرضنا عنصر الأخلاق مثل الصمت الانتخابي قبل 24 ساعة، ومن تحدّث منا عبر الإعلام لم يدعُ الناس للتصويت للائحتنا بل دعيناهم فقط للتصويت والمشاركة بكثافة في الانتخابات". لماذا لم تستقطبوا شربل نحاس مثلاً؟ "تواصلنا ولم يحصل اتفاق، وأقفلنا لائحتنا محترمين التوزيع الطائفي واحترمنا المناصفة. من صوّت لنحاس هو من اقترع لبيروت مدينتي وشطب منها أسماء ليضيف اسمه، أي أنه ما كان ليضيف إلى أرقامنا".


ألا تجدون أن عدم مصارحتكم بالعمل السياسي لم يساعدكم بالحشد الفعلي للمقترعين؟ "العمل البلدي سياسي بامتياز، ومعركتنا سياسية إنما بمعناها الأكاديمي والعلمي والنبيل وليس كما تمارس في لبنان. وقد بيّنت الأرقام أننا نعرف كيفيّة العمل السياسي". صحيح أنكم مهنيون وناجحون في مجالاتكم لكن ليس لديكم خبرة في العمل البلدي الإنمائي بما لا يخ\\مكم في الحصول على ثقة الناس، يعلّق "كثر منا عملوا مع البلدية على مشاريع إنمائية وثقافية ولديهم تاريخ في العمل على مشاريع رُميت في الجوارير. نحن فريق متكامل يعتمد على قدراتنا كافة وليس على شخص واحد".


لم تستطيعوا القيام بضغط شعبي أثناء الفرز لتسرّعوا من العمليّة؟ يجيب "لم نقدر أن نمارس ضغطاً شارعياً، ولكن بعض الشباب المنفردين قاموا بذلك أمام وزارة الداخلية، ونحن لم نترك مركز الفرز في البيال". لماذا لم تستفيدوا فعلياً من الحراك المدني ومن وجوهه؟ "من نزلوا في الصيف هم من صوّتوا، منهم كان ضمن الحراك اليوم موجود معنا، معركتهم مختلفة إذ لدينا معركة بلدية ولا نعرف تحديداً من منهم من العاصمة بيروت".


كيف تنوون استقطاب الـ80 بالمئة المتبقية؟ "سنكمل مساحات النقاش مع الناس، ومع الوقت سنستقطب أيضاً من داخل الـ20 بالمئة التي كان يقال أنها تصوت للمحدلة فقط. سيتطلب الأمر وقتاً لنفسّر لأهالي طريق الجديدة أننا لسنا ضد الشهيد رفيق الحريري مثلاً. نحن نرى أن المنظومة الحالية فاشلة ولذلك نحن مستقلّين لكن هذا لا يعني أننا نودّ تهميش الحزبيين الأحرار".


[email protected] 
Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم