الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نتائج الانتخابات أنهت قوة التحالفات السياسية... هكذا قاتل الحريري وحده!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
نتائج الانتخابات أنهت قوة التحالفات السياسية... هكذا قاتل الحريري وحده!
نتائج الانتخابات أنهت قوة التحالفات السياسية... هكذا قاتل الحريري وحده!
A+ A-

انتخبت بيروت وفازت لائحة "البيارتة"، لم تبق سوى النتائج التي أثبتت أولاً أن حجم "بيروت مدينتي" لم يكن صغيراً خصوصاً بعد احتساب فارق الأصوات مع أدنى رقم في "البيارتة" (7 الاف صوت) وبالتالي اتساع حجم الفئة العاتبة على السلطة، ثانياً أن المسيحيين لم يلتزموا بدعوات الأحزاب خصوصاً في الدائرة الأولى وأن القوى السياسية باتت عاجزة عن اقناع جمهورها بخيارها، ثالثاً أن الرئيس سعد الحريري كان يقاتل انتخابياً وحده في ظل غياب الحلفاء في "14 آذار" (#القوات_ للبنانية، الكتائب، الوزير ميشال فرعون) عن أي مهرجان أو حملة انتخابية دعماً لـ"البيارتة"، رابعاً أن جمهور "التيار الوطني الحر" لم يكن راضياً على خيار قيادته وعلى رغم من ذلك أكمل الاول المعركة بمرشحه في "البيارتة" وصوّت الأنصار لصالح "بيروت مدينتي"، فهل هي نتائج القيادة الجديدة؟


أسئلة عديدة بدأت تطرح: ألم يكن باستطاعة الحريري تشكيل لائحة مكتملة من دون مشاركة بقية الأحزاب وايصالها إلى المجلس البلدي على قاعدة "زي ما هي"؟ لماذا وافقت أحزاب مسيحية على المشاركة في اللائحة وغابت عن الحملة التشجيعية، على الأقل باقامة مهرجان لدعم اللائحة التي يتمثلون فيها؟ هل فقدت الأحزاب المسيحية قدرتها على تجييش جمهورها في الدائرة الأولى؟ طالما هناك حزب لم يقتنع باللائحة، لماذا انضم إليها؟ هل استغلت الأحزاب الأصوات السنية للوصول إلى المجلس؟ هل هناك محاولة لاقصاء الحريري سياسياً؟



النتائج لم تكن مفاجئة، فـ"#التيار_الوطني_الحر" ناور قبل أيام من الاستحقاق ولمح الى امكانية الانسحاب، معيداً السبب، وفق أحد القياديين إلى عدم اقتناع جمهوره بحجم المشاركة (مقعد ونصف)، وربما الخطأ من قيادة الحزب التي لا تترك الفرصة لاطلاق اسلحتها بوجه "المستقبل" وفي نهاية المطاف تريد أن تتحالف معه في لائحة بلدية. لم تكن مفاجئة في ظل غياب أي "همروجة" انتخابية في الأشرفية من حزب "القوات"، "الكتائب" أو الوزير فرعون دعما لـ"البيارتة" في وقت لم تهدأ فيه أقدام الحريري وقيادات "المستقبل"، من الانتقال من منطقة إلى أخرى لكسب ثقة الناخبين، لم تكن النتائج مفاجئة لأنه بات واضحاً أن الناس تشعر بالاحباط من السلطة السياسية الحاكمة، فهل بات الحريري يمثل هذه السلطة؟
7 الاف صوت كان الفارق بين آخر الرابحين من "البيارتة" إيلي يحشوشي (39089 صوت) وأول الخاسرين من لائحة "بيروت مدينتي" رئيسها إبرهيم منيمنة (31933 صوت)، وتوجهت الأنظار نحو الارقام في الدائرة الأولى، حيث نسبة المشاركة متدنية واتجهت 60 في المئة من الأصوات لصالح "بيروت مدينتي"، ليتضح أن المرشحين المسيحيين في المجلس الحالي فازوا بأصوات السُنة بناء على قاعدة "زي ما هيي"، وتحديداً من أصوات الدائرة الثالثة.


 


"المستقبل": تغيير استراتيجيات
نعم فازت "البيارتة"، لكن النتائج لن تكون تجربة يحتذى بها بالنسبة إلى "تيار المستقبل"، بل نقطة انطلاق لاعادة قراءة الاستراتيجيات والتحالفات مع بقية الأحزاب، ويذكّر النائب أحمد فتفت بأن "الفارق الوسطي بين "البيارتة" و"بيروت مدينتي" هو نحو 15 ألف، وهذه نتيجة قراءة متأخرة لما حصل في المنطقة المسيحية وبالتالي تكون النتائج طبيعية وليست مستغربة"، معتبرا أنه "لو كان المجتمع المدني قادراً على التغيير فمن المفترض أن تكون حركة الاقتراع أكبر، فأحد أقلام الاقتراع كانت نسبة المشاركة فيه 5 في المئة ما يعني أنه لا تجاوب مع المجتمع المدني".
ما أسباب تراجع المشاركة ودعم "البيارتة" في الأشرفية؟ يجيب فتفت: "أولاً لأن هناك أحزاب لعبت بطريقة خاطئة ولم تلتزم وانضمت إلى اللائحة لكنها صوتت لأخرى"، مضيفاً: "سمعنا أن الأحزاب والتحالفات في الأشرفية لديها القدرة على تجييش 86 في المئة من حجم المسيحيين، لكن اتضح أن هذا الكلام غير دقيق وأن الأحزاب هناك لا تمون على أصوات الناخبين، وكل ذلك سيترك أثره في الوضع السياسي، ولا بد من عملية تفنيد للأرقام قبل اطلاق الاحكام، لأنه قد يكون هناك حلفاء شاركوا بطريقة صحيحة حتى النهاية وفق أقصى قدراتهم وربما هناك من يدعي التحالف ومارس الغش السياسي، وبالتالي ليس هناك من تمثيل بالحجم الذي يدعيه البعض ولا قدرة على التجييش، خصوصاً ان الجنرال ميشال عون دخل شخصياً في المعركة ورغم ذلك كانت النتيجة ضعيفة".



ولا تتوقف الأسباب عند الضعف الحزبي في المناطق، بل يذكّر فتفت أيضاً بما مرت به بيروت من "محن كثيرة وتحديداً قضية النفايات وكلها تركت أثرها على الرأي العام، خصوصاً عندما يعتبر أن الطبقة السياسية مسؤولة، لكن اليوم لا يمكن للرأي العام أن يقول أن السلطة مسؤولة لأن انكفاءه في وقت كان هناك بدائل من المجتمع المدني يحمله مسؤولية كبيرة".



وكان مفاجئاً أيضاً حجم الدعم من منطقة الطريق الجديدة التي تعتبر قلب "المستقبل"، لصالح "بيروت مدينتي"، ويقول فتفت: "طبيعي ان تصوّت الناس هناك لبيروت مديني، خصوصاً أن هذه اللائحة ليست نقيضاً سياسياً بل طرحها مدني وانمائي، ولم نشعر في أي مرة بأن هناك طرحاً من طروحاتها يتناقض مع ما نقوم به، بل أستغرب أن فقط 30 في المئة صوتوا لبيروت مدينتي هناك، لأن الطريق الجديدة أكثر منطقة عانت من البلدية القديمة وهي فقيرة ولم تأخذ حقها بالانماء، وذلك يؤكد أيضاً أن رغم كل التقصير تجاه المنطقة حافظ المستقبل والحريري على القوة السياسية والتشجيعية بعكس كل ما يقال، وربما اعتبر البعض أنه إذا استطاع أن يسقط اللائحة أو يكسر المناصفة سيضرب الحريري فيما الحقيقة انه يحاول ضرب الاعتدال والمناصفة والبلد".
"المستقبل" سيتعلم من التجربة ويؤكد فتفت أن "الانتخابات ستغيّر في استراتيجياتنا، وسندرس الارقام لنرى من هم الحلفاء الذين نستطيع أن نثق فيهم وما قدرتهم؟".



الدائرة الأولى
سألنا الوزير السابق نقولا صحناوي عن سبب تدني دعم "البيارتة" في الأشرفية، فأجاب: "السبب بسيط وهو أن الوطني الحر ومناصرينه غير مقتنعين بأداء المستقبل ولا بادارة مجلس بلدية بيروت ولا ادارة البلد".
إذا، لماذا شاركتم في اللائحة؟ "دخلنا اللائحة مرغمين، لأن الوضع الديموغرافي في بيروت يحتم اللوائح المشتركة ليكون هناك تمثيل صحيح للمسيحيين في المجلس البلدي، وكان لدينا خياران، اما ان نبقى خارج اللائحة المسيحية وحينها يشكل "المستقبل" لائحة وحده تغيب عنها المناصفة الفعلية وتكون صورية، واما السيناريو الآخر الذي التزمنا به بأن ندخل كمسيحيين اللائحة بالتوافق معهم وبالتالي تصبح المناصفة فعلية" . ويضيف الصحناوي "نعم القاعدة المسيحية لم تلتزم بـ"البيارتة" لأسباب واضحة أن على المستقبل أن يحسن ادارته للشأن العام، ولسنا فرحين باننا مجبورون دائما أن نتحالف مع المستقبل ليكون لنا ممثلون وبالتالي الحل يكون بتغيير القانون الانتخابي، فلينتخب المسيحيون ممثليهم الـ12 في المجلس البلدي".



8.8% من لوائح الشطب
ووفق قراءته الانتخابية، يعتبر مدير مركز "بيروت للأبحاث والمعلومات" عبدو سعد أن على المجلس البلدي الجديد أن يستقيل "لأن لا شرعية له"، ويوضح ان "لائحة البيارتة حازت على 43% من الأصوات، مقابل حصولها 70% من اصوات العام 2010 وهذا تراجع كارثي، وحصلت على 8.8% من المسجلين على لوائح الشطب، ويتوجب على الاعضاء ان يستقيلوا لأنه لا يليق لبيروت أن تدار من لائحة حاصلة على 8.8% وهذا امر متدنٍ، وفي المدن المتحضرة عندما لا يتحقق نسبة 25% من الاقتراع تبطل الانتخابات".
ويعيد سبب التراجع إلى "الاداء السيء للسلطة السياسية بقيادة المستقبل، وقد جرت الانتخابات بأسوأ وضع ممكن للائحة السلطة وترافقت مع رائحة الفساد والنفايات التي لا تزال عابقة في بيروت والناس شعرت بعدم الاهتمام فيها"، مشيراً إلى عدم تماهي القاعدة الشعبية مع دعوات الأحزاب المسيحية.
وأضاف ان "نسبة المشاركة لم تتغير عن العام 2010 إلا قليلاً، ومعظم من دعم بيروت مدينتي كان مع السلطة عام 2010، لكن اليوم مع حالة القرف وصلنا إلى هذه النتيجة، ولو ان الدائرة الثالثة دعمت المجتمع المدني لاكتسحت "بيروت مدينتي".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم